[سيد جلال الحسيني]

اما الشرط الاول:
(يجب ان تتعلم الكذب في التجارة فان لم تكذب يستحيل ان تربح ).
ثانيا:
(اذا جائتك فتاة فاضحك في وجهها ولا تعبس وابتسم لها كي لا تقول انت معقد فتهرب منك).
ثالثا :
(اذا جاءك احد ببضاعة ليبيعها عليك فاكسر قيمتها وقل له انها دون ما تقول بكثير او انها متوفرة بالسوق بكثرة او انها غير جيدة لكي تستطيع ان تاخذها منه باقل مايمكن من السعر ).
قلت له:
وهل لك من شروط اخرى تنصحني بها لموفقيتي في التجارة ؟؟
قال لا هذه اهمها !!!
فنظرت اليه متعجبا منه ومن انحطاط القيم والمثل العليا للانسانية
ثم ناجيت نفسي وانا شبه اليائس قائلا :
كيف ابتليت بملاقات هكذا بشر
وكيف ابتليت بالسماع من هذه النماذج والله سبحانه يقول:
وَلا تقفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالبَصَرَ وَالفؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنهُ مَسْئُولا
ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه واله وكأنه كان يحدثني بحديثه مباشرة بدون اي واسطة او حاجز:
(انما بعثت لاتتمم مكارم الاخلاق)
فجعل العلة الاسمى للرسالة الخاتمة هی : مکارم الاخلاق
بينما لاحظ كيف يفكر الكثير من اهل السوق وقد جعلهم الله سبحانه امناءه على ما يحتاجه البشر
واين التوكل الذي هو شرط الايمان :
وَعَلَى اللهِ فَتَوَكلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
ثم ان الکسب ليس علة تامة للرزق وانما هو وسيلة للوصول الى الرزق المقدر بعز و انّ رفع الانسان ووضعه وغناه وفقره في الرزق انما هو بيد الله سبحانه وقد قال تعالى :أَ هُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ
وقال تعالى في سورة النجم:
وَ أَنَّهُ هُوَ أَغنى‏ وَ أَقْنى ‏
وقد ورد في دعاء يستشير :
((....فَأَنَا أَشْهَدُ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا رَافِعَ لِمَا وَضَعْتَ وَ لَا وَاضِعَ لِمَا رَفَعْتَ وَ لَا مُعِزَّ لِمَنْ أَذْلَلْتَ وَ لَا مُذِلَّ لِمَنْ أَعْزَزْتَ وَ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَ لَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْت ‏....))
كنت افكر وانا انظر لهذا الناصح
وهو متعجب مني حيث رآني غرقت في بحر الافكار المتلاطمة واظنه تصور اني معجب بقوله ومتفكر في شطارته ومهارته في الكسب والتجارة
عدت مناجيا لنفسي
يا نفس حلَّ الوقت الذي يجب ان اُبين فيه حبي لديني وتمسكي بوصية الرسول الكريم صلى الله عليه واله للتمسك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة واُبين بسلوكي زيف ما يعتقد هؤلاء المخدوعين بخطط الشيطان
يَعِدُهُمْ وَ يُمَنِّيهِمْ وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلاَّ غُرُوراً
وليس الفخر ان افرّ عاجزاً منهم ؛ وان كنت اعتقد ان الدين كامل فلا بد ان اريهم كمال الدين وان الانسان الذي يتقي الله سبحانه هو الفائز والربحان
وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا(الطلاق)
فقلت في نفسي: اول خطوة اخطوها مع هذا المخدوع هي ان اجيب هذا الناصح بجواب يكسّر كل الاصنام المنصوبة في قلبه لهذه القوانين المزخرفة والمزيفة