منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي - النسخة الجديدة
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.43 يوميا
النقاط : 300
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 57  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Mar-2012 الساعة : 08:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل 73
(جفاف الحليب خير من جفاف الايمان)

واخيرا ذهبنا للزيارة طالبين من امامنا النجاة من لسان الناس وكلامهم الجارح الشاغل لي عن دراستي والمحمّل الهمّ على اهلي ؛ كم من كلمة ادخلت الحزن على انسان فدعته يتلوى بالم جراح تلك الكلمة والمتكلم نائم على فراشه غافل عن عظيم ما ارتكبه من اذى لانسان :
إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَ تَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ تَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظيمٌ (15)(النور)
مستدرك‏الوسائل 9 99 125- باب تحريم إيذاء المؤمن .....
وَ قَالَ صلى الله عليه واله : مَنْ أَحْزَنَ مُؤْمِناً ثُمَّ أَعْطَاهُ الدُّنْيَا لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ كَفَّارَتَهُ وَ لَمْ يُؤْجَرْ عَلَيْهِ
مستدرك‏الوسائل 15 127 14- باب استحباب تسمية الولد باسم حس
وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْهِ فَقَدْ عَقَّهُمَا .
وبعد ان وصلنا ونذرت ان رزقني الله تعالى ولدا ان اسميه عبد المهدي ورجعنا من الزيارة وكلنا امل بامامنا بانه سيرزقنا الولد الصالح وبعد سبعة اشهر رزقنا الله تعالى ولدين توأمين ولم يكملا التسعة اشهر؛ وبقصة مشجية ومبكية - ولشدة مصابها لا اذكرها للقراء - مات احد التوأمين وكان اسمه جعفر وبقي من نذرنا ان نجعل اسمه عبد المهدي فلما مات جعفر قيل لي لا تخبر زوجتك لان حليبها سيجف ان اخبرتها ؛ فقلت لهم: لا اخبرها بشرط ان لا تسالني لانها ان سالتني واجيبها بالكذب فسيدر حليبها وينشف ايماني لان عاقبة الكذب اشد خطورة من جفاف حليبها وقد ورد في ذم الكذب الكثير ومنها ما ورد:
* عَنْ أَبِي النُّعْمَانِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ يَا أَبَا النُّعْمَانِ لَا تَكْذِبْ عَلَيْنَا كَذِبَةً فَتُسْلَبَ الْحَنِيفِيَّةَ وَ لَا تَطْلُبَنَّ أَنْ تَكُونَ رَأْساً فَتَكُونَ ذَنَباً وَ لَا تَسْتَأْكِلِ النَّاسَ بِنَا فَتَفْتَقِرَ فَإِنَّكَ مَوْقُوفٌ لَا مَحَالَةَ وَ مَسْئُولٌ فَإِنْ صَدَقْتَ صَدَّقْنَاكَ وَ إِنْ كَذَبْتَ كَذَّبْنَاكَ
و عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ صلوات الله عليه يَقُولُ لِوُلْدِهِ : اتَّقُوا الْكَذِبَ الصَّغِيرَ مِنْهُ وَ الْكَبِيرَ فِي كُلِّ جِدٍّ وَ هَزْلٍ فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذَا كَذَبَ فِي الصَّغِيرِ اجْتَرَى عَلَى الْكَبِيرِ أَ مَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلوات الله عليه وعلى اله قَالَ: مَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَصْدُقُ حَتَّى يَكْتُبَهُ اللَّهُ صِدِّيقاً وَ مَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَكْذِبُ حَتَّى يَكْتُبَهُ اللَّهُ كَذَّاباً
و عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ‏ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِلشَّرِّ أَقْفَالًا وَ جَعَلَ مَفَاتِيحَ تِلْكَ الْأَقْفَالِ الشَّرَابَ وَ الْكَذِبُ شَرٌّ مِنَ الشَّرَابِ
وعن دَعَوَاتُ الرَّاوَنْدِيِّ، قَالَ النبِيُّ صلى الله عليه واله أَرْبَى الرِّبَا الكَذِبُ وَ قَالَ رَجُلٌ لَهُ صلى الله عليه واله: الْمُؤْمِنُ يَزْنِي قَالَ قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ الْمُؤْمِنُ يَسْرِقُ قَالَ صلى الله عاليه واله قَدْ يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ الْمُؤْمِنُ يَكْذِبُ قَالَ لا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ‏ .
فلما ذهبت الى العلوية سالتني كيف صحة جعفر؟ قلت لها : الحمد لله رب العالمين .
قالت : في تحسن؟
قلت الحمد لله
قالت: اخبرني بالحقيقة فقلت الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
فقالت : اخبرني هل مات؟! فقلت لها نعم .
فبدأت بالبكاء ونشف حليبها واعطاه الطبيب نوع من الحليب نادر الوجود لانه ولد لسبعة اشهر فكنت اتحمل الويلات للحصول عليه ففي ليلة من الليالي ..........

الفصل 74
(اين الحليب سيموت ولدي)


ففي ليلة من الليالي قالت العلوية انتهى الحليب ؛ حاول الحصول عليه باي شكل كان.
فخرجت الى العاصمة مسلما امري الى الله تعالى ومتوكلا عليه ؛ وتبعد حدود الساعتين عنا ولما وصلت للعاصمة كان الوقت حدود نصف الليل ؛ وكنت اسير من اول الشارع الى نهايته وأنا أسال الصيدليات عن حليب "الديالاك" ولا أعثر عليه ؛ الى ان وصلت لشارع مظلم جدا ولشدة انشغال فكري في امر الحليب لم اع ولم التفت لارتفاع الطريق او انخفاضه ؛ وحينما فتحت السيارة القادمة انارتها في لحظة ؛ فوجدت نفسي يا سبحان الله مرتفع على تل هائل جدا من التراب وانا الان على قمته ؛ ولو لم يوفق الله تعالى صاحب السيارة ويفتح انارته لسقطت على الارض فلا الحليب ولا ابو الطفل المحتاج للحليب ؛ قارئي العزيز : وانما قلت لو لم يوفق الله السائق ولم اقل لولا ان السائق يفتح الانارة لان ذلك شرك كما جاء في تفسير هذه الاية المباركة:
وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَ هُمْ مُشْرِكُونَ
وورد عن أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِي عُدَّةِ الدَّاعِي قَالَ رُوِيَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِكُونَ قَالَ هُوَ قَوْلُ الرَّجُلِ لَوْ لَا فُلَانٌ لَهَلَكْتُ وَ لَوْ لَا فُلَانٌ مَا أَصَبْتُ كَذَا وَ كَذَا وَ لَوْ لَا فُلَانٌ لَضَاعَ عِيَالِي أَلَا تَرَى أَنَّهُ قَدْ جَعَلَ لِلَّهِ شَرِيكاً فِي مُلْكِهِ يَرْزُقُهُ وَ يَدْفَعُ عَنْهُ قُلْتُ فَيَقُولُ مَا ذَا يَقُولُ لَوْ لَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيَّ بِفُلَانٍ لَهَلَكْتُ قَالَ نَعَمْ لَا بَأْسَ بِهَذَا أَوْ نَحْوِهِ
وأخيراً وبعد اللتيا والتي حصلت عليه ورجعت للبيت والحمد لله رب العالمين .
الى ان كبر ولدي واصبح يشرب الحليب البقري ؛ وفرج بهذا عنا والحمد لله رب العالمين ؛ وكان نشتريه بيسر الا في بعض الاحيان كان يعسر علينا الحصول عليه لا لانه غير موجود ولكن لان ثمنه ما كان يوجد عندي .
وفي يوم من الايام حينما قالت لي زوجتي : اشتري لعبد المهدي كيلو حليب بقري . فقلت لها:
لم املك حتى الفلس الواحد ولكن قومي لنذهب الى بيت استاذي الشيخ الفلاني وهو من المجتهدين من اصدقائي وقد درست عنده علم الرجال لعدة سنين لعلي اقترض منه قيمة الحليب ؛ فاشتملت بعباءتها وحملنا الطفل وذهبنا الى بيت الشيخ الاستاذ ولما وصلنا ودخلت الاهل لداخل البيت وانا جلست امامه وعيوني تدوران في رأسي كأنني في حالة الاحتضار ؛ وقلبي متصدع كأنه الطين وقد أصيب بظمأ فتفطر بمنظر موحش يوحي لك ألأطلال الدارسة وقد هجرها الحبيب وترك الم الفراق ؛ والشيخ منطلق بكلماته وقصصه التي يتلذذ بنقلها لي ؛ وانا اسمع صريخ عبد المهدي ابني وكأن شفرة حرمله لعنه الله على عنق ولدي وهي تحز وريدي أنا ؛ فكلما فكرت ان اخبر الشيخ بحاجتي لمبلغ أشتري به الحليب أشعر وكأن عظما في عنقي من الغصة والألم يمنعني الكلام ؛ و يبدء القلب بالاضطراب كلما عزمت لاخبره وصممت ان اطلعه ؛ الى ان قال وكأنه منزعج من صوت حبيبي وقلبي ؛ ولدي و مدللي مهدي ؛ ماله يبكي هذا الطفل ؟!
فقلت له : ألظاهر انه جائع ويحتاج الى الحليب فلو امكن ان تبعثوا ولدكم حفظه الله تعالى ليشتري له قليلا من الحليب ؛ فنادى ولده علي وقال له : اذهب واشتري له حليب ؛ فلما ذهب تذكرت قول الله تعالى :
لِلْفُقَراءِ الَّذينَ أُحْصِرُوا في‏ سَبيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَليمٌ.
فقلت في نفسي: لو كان متفرسا لوجد قلبي كقلب شاة مذبوحة تضطرب امامه وهي تنبض مع صرخات ولدي الجائع ؛ ثم افكر بحال زوجتي وهي ترى هذا المنظر من ابنها فأكاد اصرخ يا صاحب الزمان ادركني ثم قلت: آه اليس
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ‏.
ثم عدت اخاطب استاذي في نفسي قائلا: حقا ان المتفرسين هم الائمة والا لعرفت كيف اني اتقلب على صخرة الغسال.... ها هو امامي الباقر يقول :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ قَالَ: هُمُ الأَئِمَّةُ .
وكذلك تذكرت امامي زين العابدين حينما كانوا يغسلونه بعد شهادته ‏كما عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ : أَنَّهُ لَمَّا غَسَّلَ أَبَاهُ عَلِيّاً نَظَرُوا إِلَى مَوَاضِعِ الْمَسَاجِدِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ وَ ظَاهِرِ قَدَمَيْهِ كَأَنَّهَا مَبَارِكُ الْبَعِيرِ وَ نَظَرُوا إِلَى عَاتِقِهِ وَ فِيهِ مِثْلُ ذَلِكَ فَقَالُوا لِمُحَمَّدٍ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله قَدْ عَرَفْنَا أَنَّ هَذَا مِنْ إِدْمَانِ السُّجُودِ فَمَا هَذَا الَّذِي نَرَى‏ عَلَى عَاتِقِهِ قَالَ:
أَمَا لَوْ لَا أَنَّهُ مَاتَ مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْهُ كَانَ لَا يَمُرُّ بِهِ يَوْمٌ إِلَّا أَشْبَعَ فِيهِ مِسْكِيناً فَصَاعِداً مَا أَمْكَنَهُ وَ إِذَا كَانَ اللَّيْلُ نَظَرَ إِلَى مَا فَضَلَ عَنْ قُوتِ عِيَالِهِ فَجَعَلَهُ فِي جِرَابٍ فَإِذَا هَدَأَ النَّاسُ وَضَعَهُ عَلَى عَاتِقِهِ وَ تَخَلَّلَ الْمَدِينَةَ وَ قَصَدَ قَوْماً لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً وَ فَرَّقَهُ‏ فِيهِمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ وَ لَا يَعْلَمُ بِذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ غَيْرِي ؛ فَإِنِّي كُنْتُ اطَّلَعْتُ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُ يَرْجُو بِذَلِكَ فَضْلَ إِعْطَاءِ الصَّدَقَةِ بِيَدِهِ وَ دَفْعِهَا سِرّاً وَ كَانَ يَقُولُ إِنَّ صَدَقَةَ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ فَإِذَا تَصَدَّقَ أَحَدُكُمْ فَأَعْطَى بِيَمِينِهِ فَلْيُخْفِهَا عَنْ شِمَالِهِ .



توقيع سيد جلال الحسيني



لمطالعة مواضيعي تفضلوا

مؤسسة الإمام الباقر لنشر مؤلفات وأبحاث السيد جلال الحسيني

http://www.noursaqlein.ir