منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب معتقدات الشيعة
عرض مشاركة واحدة

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 233
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 48  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 06-Apr-2012 الساعة : 01:39 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


طاعة الامام واجبة
من خلال ماذكرنا من ان الامام منصب من قبل الله تعالى بالتعيين والنص كما امر الرسول بذلك , وان الامام معصوم , وانه افضل الناس واكمل الناس واعلم الناس , تلزم طاعته وتجب مبايعته والاخذ بقوله, لاننا نعتقد بان الائمة هم اولوا الامر الذين امر الله بطاعتهم , كما نصت على ذلك الايات الكريمة, قال تعالى ( ياايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم).
وطاعتهم تصبح طاعة لله ولرسول الله , ومعصيتهم معصية لله ولرسوله , فهم السبيل الى الله , وهم الحجج من الله على العباد , وخزان علمه ووحيه , وهم الفلك الجارية في اللجج الغامرة , يأمن من ركبها , ويغرق من تركها وتخلف عنها , المتقدم لهم مارق , والمتأخر عنهم زاهق, واللازم لهم لاحق-كما ورد في ادعية الصحيفة السجادية- (ص72) وكما قال رسول الله (ص) ( ان مثل اهل بيتي فيكم كسفينة نوح , من ركبها نجا , ومن تخلف عنها غرق) ( وهو مروي بأسانيد متعددة وبأختلاف يسير في الفاظه, راجع كمال الدين وتمام النعمة الصدوق ص 239 ح 59 بحار الانوار 23/ 120 ح 40 , وفي اجزاء اخرى منه , مكارم الاخلاق الطبرسي ص 459 , المعجم الضغير الطبراني وغيرها كثير جدا ).
ويترتب على هذا امور
احدها ان السنة تثبت بقولهم وفعلهم واقرارهم , كما اشرنا اليه.
الثاني ان براءة الذمة من التكاليف الشرعية مطلقا تحصل بالالتزام والاخذ منهم والرجوع اليهم في كل الشؤون.
هو امام وان منع من القيام بوظيفته
الثالث ان امامة الامام وطاعته لاتسقط اذا منع من القيام بوظيفته كامام منصب من الله تعالى في كل الشؤون , كما حدث للامام علي والائمة المعصومين من ولده , حيث منعوا من اداء وظيفتهم وضايقهم سلاطين زمانهم مضايقة تامة, وحجبوهم عن الناس بالسجن وغيره.
فلما لم يكن المانع منهم بل من الناس ومن ملوك ازمنتهم , فانهم باقون على امامتهم , ووجوب الطاعة لهم ثابت.
ويؤكد هذا المعنى ما جرى لهارون لما استخلفه موسى في قومه, ثم خالفوه باتخاذهم العجل , ونصحهم فلم ينتصحوا , ووعظهم فلم يتعظوا , فلم تسقط بذلك وزارته وخلافته وطاعته.
واذا لم تاخذ الامة به فلا يوجب ذلك انتهاء دوره , اذ ليس لهم امكانية التخلي عنه باعتبار انه معين ومنصب من قبل الله سبحانه, والمانع من عدم العمل بقوله ليس لعجز فيه بل لامتناع الناس و حيث اختاروا الهوى على الهدى.
بالحكمة يصان الاسلام لا بالقوة
الرابع انه اذا توقف قيام الامام بوظيفته وجر الناس الى الطاعة والانقياد على ان يواجههم بالشدة , فلا يجب عليه ذلك و لان حفظ الدين وصيانة الاسلام وامور المسلمين لاتكون بالقوة والسيف في مثل هذه الامور وفي مثل هذا الحال , خصوصا اذا لم يمكنه ذلك, وعورض اشد المعارضة من الناس وتألبوا عليه كما حصل لعلي بعد وفاة النبي (ص) والائمة من بعده.
فلا يلزم قهر الناس والمجابهة على ذلك , لما يلزم من ذلك من توهين للدين وانشقاق المسلمين وتفرقهم , بل قد يؤدي الى ترك الدين كلية.
ولذلك سكت الامام علي والائمة عن حقهم الشرعي , الا ان هذا السكوت لم يوجب ابدا سقوط الامامة عنهم , وكما قال النبي (ص) عن الحسنين ( الحسن والحسين امامان , قاما أو قعدا) ( بحار الانوار المجلسي 43/ 291 , الارشاد في معرفة حجج الله المفيد 2/30 , روضة الواعظين الفتال النيسابوري ص 156) ولم يسقط عن الناس وجوب الطاعة والانقياد لهم
وجوب طاعته لايتوقف على اخذ البيعة
الخامس انه لاتسقط امامة الامام ووجوب طاعته والانقياد له و اذا لم يكن بينه وبين الناس بيعة أو عقد بيعة
1-لاننا بذلك ننفي التعيين الالهي له, كما اسلفنا ذكره و وكما نصت عليه الايات الكريمة والاحاديث المعتبرة.
2- لانه لو وجب عقد البيعة بينه وبين الناس لوجب ذلك في النبوة , والنبوة تعيين الهي لايمكن فيها الاختيار ابدا , ولم يوجب فيها البيعة ولن يوجب وكذلك الامامة.
واما ماجرى من بيعة الانصار للنبي والنساء منهم , فانما كانت البيعة على النصرة.
3- لو قلنا باعتبار البيعة , فانها لم تتم لاحد من الخلفاء المسلمين الا لعلي في موطنين الاول يوم الغدير - وان انكرها من انكرها بعد النبي (ص) - , والثاني يوم بايع كل الناس عليا بالخلافة في المدينة بعد مقتل عثمان , والتاريخ اصدق شاهد وبينة على هذا الواقع.
الائمة هم الملجأ في المهمات
ان الامامة من يومها الاول وطوال تاريخها لم تفقد اثرها وموقعها حتى عند من انكرها , فان الذين يرون ان الامامة حق الهي ينقادون للامام ويتعاملون معه على اساس انه صاحب الحق والمنصب من قبل الله سبحانه, نافذ الكلمة والقول ويطبق ماهو ملزم به ومسؤول عنه .
وهذا المعنى استمر طوال المدة التي وجد الائمة فيها و ولذلك كان الناس يلجؤون اليهم في المهمات والملمات وفي القضايا التي لايجدون لها حلا ولا جوابا عند احد سواهم .
والشواهد والامثلة على ذلك وفي مختلف الادوار كثيرة وكثيرة جدا , ولم يكونوا اهل الحق مارجعوا اليهم ولا لجؤوا اليهم في حل المعضلات والصعاب وفي اخذ الاجوبة التي لاتصدر الا عنهم ولايعرفها غيرهم.
لكنه الملك , والملك عقيم دفع الحكام لصرف الحق عن اهله , فأزالوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها , وترؤوا على نقض عهود الله ومواثيقه , فكان السكوت من اهل الحق حفاظا على الاسلام
انما منع الائمة من الرآسة الدنيوية
ولذلك فما منع منه الائمة الطاهرون هو الخلافة الدنيوية ورآسة الناس فقط , اما القيام بمهمات الامامة الدينية وحفظ الدين وحفظ الشريعة وما يحتاجه الناس منهما فلم يمتنعوا عنه ولامنعوا منه ابدا و وما سقط ذلك الحق عنهم, لان الامامة حق جعلي من الله ووظيفة الهية غير قابلة لتدخلات البشر واسقاطهم لها.
ومن هنا كان الحكام وبرغم مواقفهم من الائمة الواضحة في التنكر لهم وابعادهم عن ساحة السلطة , كانوا دائما حذرين منهم و وعلى خوف دائم منهم و لانهم يعرفون هذا الواقع ويعرفون انهم اهل الحق , ويعرفون ميل الناس اليهم .
ومن اجمل القصص التي تعبر عن هذا المعنى أنه لما حج الرشيد سعي بالامام موسى الكاظم اليه وقيل له ان الاموال تحمل اليه من كل جانب , حتى انه اشترى ضيعة بثلاثين الف دينار , فاجتمع به الرشيد عند الكعبة في الحج , وقال له انت الذي يبايعك الناس سرا ؟ قال أنا امام القلوب , وانت امام الجسوم ) ( ينابيع المودة لذوي القربى القندوزي 3/120 , حياة الامام الرضا السيد جعفر مرتضى ص323 , الاتحاف بحب الاشراف للشبراوي ص 150)
وانما اطلت في سرد هذا الموضوع برغم اني لم اشبعه بحثا وتدقيقا, لان هذا الموضوع بالذات يتعرض لهجمات شرسة من مختلف الجهات , وخاصة ممن يدعي انه من اتباع اهل البيت والذين يعملون على المحافظة عليه كما يدعون , فلأجل الرد عليهم وعلى غيرهم ذكرت هذه الكلمات , لان اساليبهم التي يطرحونها خطيرة جدا على هذا الدين , فضلا عن المذهب. ( ومن جملة ما يطالعنا به هؤلاء , وفي كل يوم لهم جديد في حرب المذهب والتشيع , قول بعضهم ان من الضلال القول بان عليا نصبه النبي من قبل الله تعالى , بل كان تنصيبه ترشيحا من النبي (ص) .
ان هذا القول ليس غريبا فقط بل فيه تكذيب لله ولرسوله , تكذيب لله حيث يقول تعالى في حق نبيه ( وما ينطق عن الهوى * ان هو الا وحي يوحى ) وتكذيب للنبي (ص) حيث امر الله نبيه بتنصيب علي خليفة في قوله ( ياايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك )
ومن المعلوم عند الناس اجمع حكم من يكذب الله ورسوله في الشريعة الاسلامية).
حب اهل البيت وائمتهم

رد مع اقتباس