منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب معتقدات الشيعة
عرض مشاركة واحدة

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 233
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 62  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 27-Apr-2012 الساعة : 07:23 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الشفاعة
الشفاعة من الامور الثابتة , والتي اتفق عليها العلماء من الشيعة والسنة ايضا, ويعتقد بها الشيعة اعتقادا جازما.
فقد اجمع علماء الاسلام على ان النبي (ص) أحد الشفعاء , أما الامامية , فقد اتفقت كلمتهم على انها للنبي (ص) والائمة وبعض المؤمنين.
ومعنى الشفاعة هي طلب النبي او احد الائمة الذين ثبت لهم الشفاعة في غفران ذنوب العاصين وأهل الكبائر والعفو عنهم والتجاوز عنهم, فهي تكون للعصاة, والشافع هو النبي (ص) والائمة , وتكون للمؤمنين ايضا.
فعن النبي (ص) ( الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي )( مسند ابي داوود الطيالسي ص270 المستدرك الحاكم النيسابوري 1/69)
ولا مانع من ذلك عقلا , فانه تعالى ولي الامور , وله الامر والشأن في كل شيء يتعلق بأمور العباد , الدنيوية والاخروية , والتي منها الصفح والعفو والتجاوز منه ابتداء.
الشفاعة في القران الكريم
ورد في الكتاب العزيز قوله تعالى ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) وقوله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير) فالله سبحانه وعد بالمغفرة والعفو عن الذنوب , ثم جعل سبحانه لذلك اسبابا عديدة
فمن اسباب العفو والصفح التوبة قال تعالى ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات)
ومن جملة اسباب العفو ايضا الشفاعة فانه تعالى اقرها وجعلها من الاسباب للرحمة والعفو بواسطة النبي (ص) كما قال تعالى ( ولو انهم اذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما )
هذا في الدنيا , وكذلك تكون الشفاعة من الرسول (ص) موجبة للعفو والرحمة والصفح في الاخرة , وقد اقرها القران الكريم وتحدث عنها بشكل واسع , مما لامجال للنقاش فيها أو التوقف في أمرها.
فقال تعالى ( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لايسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون* يعلم مابين ايديهم وما خلفهم ولايشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون )
وقال تعالى ( يومئذ لاتنفع الشفاعة الا من أذن له الرحمن ورضي له قولا )
وقال تعالى( لايملكون الشفاعة الا من أتخذ عند الرحمن عهدا ) وغيرها من الايات كثير
الشفاعة في الاخبار
أما الاخبار في الشفاعة فكثيرة جدا , مما يوجب اليقين والايمان بثبوتها ووقوعها , وأنها ثابتة لأقوام معينين , وهم من كانوا مؤمنين يقرون بالاسلام والايمان و ولايخرجون عن الايمان بذنوبهم , فتكون الشفاعة لهم وسيلة للنجاة من العذاب ودرء العقاب عنهم.
والشفاعة تكون من النبي (ص) والائمة الاطهار الذين ارتضى الله لهم الشفاعة, وكذلك يمكن أن يأذن الله سبحانه للمؤمنين في الشفاعة لأهل المعاصي.
في الحديث عن أمير المؤمنين أنه قال ( قال رسول الله (ص) من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي , ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي)...ثم قال (ص) ( إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي , فأما المحسنون فما عليهم من سبيل ) ( الامالي الصدوق ص 56 ح 4 , بحار الانوار 8/19 ح49
وقال (ص)( لاشفيع انجح من التوبة , والشفاعة للانبياء والاوصياء والمؤمنين والملائكة, وفي المؤمنين من يشفع مثل في ربيعة ومضر...)
ثم قال ( والشفاعة لاتكون لاهل الشك والشرك , ولا لأهل الكفر والجحود , بل تكون للمؤمنين من أهل التوحيد ) ( الاعتقادات المفيد ص66 , بحار الانوار 8/58)
وعلى هذا فما ورد من الايات الكريمة التي تنفع الشفاعة انما هي خاصة بغير أهل الايمان من الكفار والمشركين , اذ لامجال للشفاعة لهم , لانهم ماتوا على الكفر والشرك, وخرجوا من الدنيا بلا ايمان , فكيف تنالهم الشفاعة.
خلاصة القول
ان الشفاعة التي قلنا بثبوتها لاتستلزم خروج الله عن سلطانه ولا ابطال مولويته , ولا خروج العبد عن العبودية , ولاتستلزم تغيير قانون العبودية والمجازاة على الافعال ابدا و وانما الشفاعة ثابتة مع بقاء كل الاعتبارات المولوية , ومع بقاء الاحكام التي تصدر في حق المشفع له , تنطلق من ان المولى يتفضل على عبده الذي عرضه للعقاب والثواب , باللطف والعفو والرحمة , كما هو شأنه مع عباده .
فالله سبحانه له ان يبدل عملا بعمل كما قال تعالى ( فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)
وله ان يجعل الموجود معدوما كما قال تعالى ( وقدمنا الى ماعملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)
كما ان له تكثير العمل كما قال تعالى ( من جاء بالحسنة فله عشر امثالها ) وكما قال تعالى( مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم )
وله ان يجعل المعدوم موجودا كما قال تعالى ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين )
كذلك يتفضل الله سبحانه على عبده بواسطة شفاعة من رضي له الشفاعة, ويبدل ذنبه - بالعفو والرحمة_ الى لاشيء ةيدخله الجنة.
فالله سبحانه هو الولي يفعل مايشاء ويحكم مايريد , وهو الشفيع على الاطلاق, ( قل لله الشفاعة جميعا) ( مالكم من دونه من ولي ولا شفيع ) فلا مانع من الشفاعة خصوصا اذا كانت بأذنه ( ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن أذن له ) وكانت لمثل الانبياء والاوصياء , أو كانت من محمد (ص) وآله الطاهرين اظهارا لفضله (ص) وفضلهم واكراما له (ص) ولهم كل ذلك من فضل الله ولطفه ورحمته.
هذه عقيدة الشيعة في الشفاعة , وانما اطلت الكلام فيها لما لها من أهمية وللكلام الكثير حولها.
الصراط

رد مع اقتباس