منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب معتقدات الشيعة
عرض مشاركة واحدة

ناصر حيدر
عضو مميز
رقم العضوية : 11781
الإنتساب : Jun 2011
المشاركات : 1,613
بمعدل : 0.32 يوميا
النقاط : 233
المستوى : ناصر حيدر is on a distinguished road

ناصر حيدر غير متواجد حالياً عرض البوم صور ناصر حيدر



  مشاركة رقم : 68  
كاتب الموضوع : ناصر حيدر المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي
قديم بتاريخ : 13-May-2012 الساعة : 10:13 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل الثامن
عقيدتنا في القران الكريم
يعتقد الشيعة ان القران الكريم هو كتاب الله المنزل على نبيه المرسل محمد (ص) وهو معجزته الخالدة, وهو دستور المسلمين وأساس تشريعهم ونظامهم , وهو يشتمل على الحقائق والمعارف السامية في كل شيء , قال تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة ) .
ولذلك فقد اشتمل القران على الاحكام , والحكم والمواعظ والعبر, والاخلاق والاداب , وفيه احوال العباد ونظامهم وانتظامهم , وفيه اصول المبدأ والمعاد , وفيه اخبار الماضين.
بل فيه الكثير من العلوم والاسرار , فان القران كلام الله سبحانه ومراداته, أودعه اسراره , فجعل بعض تلك الاسرار في متناول الناس حتى لايكونوا بعيدين عنه , ولكنه سبحانه وتعالى جعل البعض الاخر مما لايدرك بسهولة, بل يحتاج فهمه الى الرجوع للنبي (ص) والائمة صيانة له من العبث والاجتهادات الخاطئة, وصيانة للاسرار والعلوم التي يشتمل عليها مما لاتجد مجالا لفهمها الا عن طريق أهل البيت , لأنهم الأعرف بها والابواب اليها بتعليم من النبي (ص) .
فكون القران تبيانا لكل شيء لايعني أنه كذلك لكل احد من الناس وان بلغ من العلم والكمال العقلي والفكري مابلغ, بل هو لخصوص النبي (ص) وأهل بيته و فالمطلوب منا هو بذل الجهد لفهمه بالاستعانة بما ورد عنهم .
سلامة القران من الزيادة والنقصان
ويعتقد الشيعة ان القران هو مابين الدفتين بألفاظه ومعانيه وأسلوبه وصياغته وكل شؤونه , وهو من عند الله تعالى وليس للنبي (ص) دخل في الفاظه وصياغته كما يزعم بعض المنحرفين والمحرفين.
وليس فيه زيادة ولا نقيصة ولا تحريف ولا تشويه , والقول بالزيادة فيه والنقيصة , قول خاطئ ومشبوه, فيه هدم للدين ومحق للشريعة , لأنه يتنافى تماما مع مبادئ الاسلام من ان القران هو المعجزة الاساسية للنبي (ص) ولاثبات نبوته , وهو مصدر تشريع الاحكام والحجة لنا في كل شيء , فلا بد ان يكون سالما من الزيادة والنقيصة, والا لاتتم حجيته ولامعجزته ولا دستوريته , ولايمكن ان يعتمد عليه في شيء, لأنه على تقدير طرو الزيادة أو النقيصة عليه , تختل البلاغة والمعجزة والحكمة التي أمتاز بها القران الكريم , ويصبح الموجود لا أثر له , فهذا القول باطل.
ولو تأملنا في قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون ) لوجدنا أن القول بالزيادة والنقيصة هو خلاف الحفظ من الله تعالى , وحاشا لله تعالى أن يقول قولا لاواقع له , أو يقول قولا يمكن ان يقع ما ينافيه حتى في المستقبل.
وكذلك لو تأملنا في قول الرسول (ص) في حديث الثقلين (إني مخلف فيكم الثقلين , كتاب الله وعترتي اهل بيتي , ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا, وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) (انظر بحار الانوار 2/226 ورواه آخرون باختلاف في لفظه انظر السنن الكبرى النسائي 45/5 كنز العمال 1/172) فأن ادعاء الزيادة والنقيصة وفرض وجودهما في القران يتنافى مع قوله (ص) ( مخلف فيكم الثقلين) إذ الناقص أو الزائد ليس مما يريده الله تعالى , فكيف يخلفه النبي (ص) بين أظهر المسلمين ويأمر بالرجوع اليه ؟ ! وكيف لايكون التمسك بالكتاب مع الزيادة والنقيصة ضلالا ؟ ! بل يكون ضلالا.
فالنبي (ص) حين يقول هذا القول , فلابد أنه (ص) يعرف حقيقة وواقع القران , وأن ماخلفه واستخلفه بين المسلمين هو هذا الذي بين الدفتين من دون زيادة ولانقيصة .
فدعوى الزيادة والنقيصة لاواقع لها , والذين أثاروها هم الذين يحاولون هدم الدين وإبعاد المسلمين عن دينهم وواقعهم الايماني , وهم من داخل البيت الاسلامي ومن خارجه , والتقت المصالح , فكانت هجمة شرسة على المسلمين في هذا الادعاء وغيره.
اتهام الشيعة بالتحريف
وأما اتهام الشيعة بالقول بالزيادة في القران والنقيصة فيه , فهو باطل وزور وبهتان عليهم لامبرر له , ولايعتقد به الشيعة ابدا , لاعلماؤهم , ولا عقلاؤهم, ولاعوامهم .
وتتأكد هذه الحقيقة بمراجعة آراء العلماء الثقاة وأكابرهم الذين تتبعوا هذه المسألة بدقة فائقة , فقد ذكروا بأجمعهم سلامة القران من الزيادة والنقصان , والتحريف والتزييف, حتى في الحروف.
نذكر منهم الشيخ الصدوق ( الاعتقادات الصدوق ص 84) , والشيخ المفيد ( اوائل المقالات المفيد ص81و 82), والسيد المرتضى (أنظر مجمع البيان الشيخ الطبرسي 1/43 , فقد نقل كلام السيد المرتضى حول ذلك عن كتابه ( جواب المسائل الطرابلسيات )), والشيخ الطوسي (التبيان في تفسير القران الشيخ الطوسي 3/1), بل إجماع العلماء القدماء على هذا , وكذلك العلماء المتأخرين , منهم السيد الامين (أعيان الشيعة السيد محسن الامين 41/1) , والسيد شرف الدين (أجوبة مسائل جار الله السيد عبد الحسين شرف الدين ص 37), والشيخ البلاغي , والسيد حسين يوسف مكي ,بل كل العلماء على هذا ايضا , بل لايمكن لأحد من علماء الشيعة أن يقول بهذا القول , فالشيعة يبرؤون من هذا القول براءة الذئب من دم يوسف.
روايات التحريف مهملة
وما ورد من الروايات التي تذكر مثل هذا القول , فهي روايات ضعيفة وغير ثابتة ولامعتبرة , لاسندا ولامضمونا , ولم يأخذ بها أحد منهم.
والحقيقة أن الذين يتهمون الشيعة بالقول بزيادة القران ونقصانه هم أنفسهم يقولون بالزيادة والنقيصة , وهذه كتبهم طافحة بهذا القول , فقبل ان يتهموا الشيعة به ويشنوا حملاتهم العدوانية عليهم - التي لامبرر لها ولادليل عليها - فلينزهوا أنفسهم عن مثل هذا القول وغيره , ثم ليتكلموا بما يشاؤون.
ولكن هذا شأنهم في كثير من المسائل والامور الاعتقادية والشرعية , وهو إلصاق التهمة بلا دليل , افتراء وبهتانا , وكم لهم من المخالفات التي لايرضى بها العقلاء , فضلا عن ان تكون مرضية عند الله تعالى ومبرئة للذمة بين يديه.
( وصفوة القول ) إن القران الذي بين ايدينا ويقرؤه الناس من عهد الرسول الى يومنا هذا , وتوالت نسخه , واستمر الناس في حفظه والعناية به , والاهتمام بعلومه وتفسيره , وهو الذي بين الدفتين , وهو من يومه الاول الى يومنا هذا بلا زيادة ولا نقيصة ولاتحريف, ولا أريد التوسع في هذا الموضوع بأكثر مما ذكرت.
ومن أراد المزيد من المعرفة والاطلاع على هذا الموضوع , فليراجع الموسوعات العقائدية التي كتبها علماؤنا الابرار , فإنها متوفرة في كل المكتبات , وفيها مايزيل كل شبهة.
حلاوة القران وطراوته
ومن إعجاز القران أنه لايزيد على الايام الا طراوة وحلاوة , اي هو جديد , كلما قرأته وكلما تعمقت به تجد أفكاره ونظرياته وعلومه جديدة وثابتة لاتتغير, بل تتأكد وتزداد القلوب والعقول بها يقينا وإيمانا وتسليما يقول الشاعر احمد شوقي
جاء النبيون بالآيات فانصرمت ---- وجئتنا بجديد غير منصرم
آياته كلما طال المدى جدد ------يزينهن جمال العتق والقدم
حقوق القران
من حقوق القران على المسلمين , ملازمته ومتابعة القراءة فيه دائما وبشكل مستمر, والتأمل والتدبر في آياته والاستفادة منها والعمل بها في مختلف الشؤون. ويجب احترام القران وتوقيره , وعدم اهانته بوضعه في اماكن غير لائقة به , كوضع شيء فوقه فإنه غير لائق به ولايناسبه , ويحرم هجره بمعنى تركه وإهماله , وترك القراءة فيه , ويحرم لمس آياته بدون طهور , ويحرم تنجيسه.
كما يحرم تفسير آياته بالرأي وبدون علم , وبدون مستند الى قول أو رواية معتبرة , فعن النبي (ص) ( من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار )( بحار الانوار المجلسي 30/512).
وكذلك يحرم تأول آيات القران وصرفها الى غير واقعها بدون دليل ولابرهان ولا مايثبت ذلك , لأنه كذب على الله تعالى وإفتراء عليه , لأن القرآن مرادات الله ولايعلم مايريده الله الا هو ومن أودع الله عندهم علوم كتابه وهم أهل البيت دون غيرهم و فأنى لغيرهم أن يدعي علوم القران ومعرفته اذا لم يكن قد أخذ منهم .
ودعوى ان الانسان يستطيع ان يستوحي من القران كما يستوحي أهل البيت فهو قول جاهل مغرور , ينفث الشيطان على لسانه ليضله ويبعده عن الهدى والرشاد .
الفصل التاسع
عقيدتنا في التقية

رد مع اقتباس