عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 25-Jul-2012 الساعة : 08:04 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
=واستدل ايضا بقوله تعالى ( لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم)
استدل اخواننا على عدالة الصحابة برضى الله عنهم وحكموا بأن هذا الرضى شامل لهم جميعا وثابت لهم ابد الآبدين ولو فعلوا ما فعلوا.
إلا أن هذا الاستدلال غير تام , والمناقشة فيه من جهات
اولا أنها حددت من رضي عنهم المولى عزوجل , بأمرين ( الايمان والبيعة )
(1) المؤمنون , فمن ثبت إيمانه فهو مرضي عنه , وأما من لم يثبت إيمانه فهو خارج حتى ولو حضر البيعة , كالمنافقين والذين خرجوا عن الايمان بفعل ما يوجب خروجهم عنه
(2) جعل الرضى معلقا على البيعة ( إذ يبايعونك) فمن بايع يكون مرضيا عنه ومن المقطوع به أن قسما من الصحابة لم يكن موجودا عند البيعة ولم يكن مؤمنا , مثل خالد بن الوليد , ومثل معاوية بن ابي سفيان , وعمر بن العاص , فهؤلاء دخلوا في الاسلام بعد الفتح , فكيف يمكن القول بعدالتهم !
فكل من دخل في الاسلام بعد الفتح لايمكن ان يكون مشمولا في الاية الكريمة , فالاستدلال بها على عدالة عموم الصحابة غير تام .
وثانيا أن الاية مخصّصة أو مقيدة بقوله تعالى ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ) فرضاه سبحانه وتعالى عنهم دائر مدار التزامهم وعدم نكثهم لطاعة الله , ومن الواضح حصول النكث من البعض.
وثالثا أنا لو قلنا بأنه الاية شاملة للجميع وأن الرضى على الصحابة مستمر أبد الآبدين حتى ولو عصوا , حتى ولو انحرفوا , حتى ولو كفروا , ألا يكون هذا إغراء بالقبيح وبالمعصية , وفيه من التناقض الواضح في كلامه تعالى مالايخفى –تعالى الله عن ذلك- حيث غض النظر عن أهل بيعة الشجرة حتى ولو عصوا, وفي نفس الوقت يأمر بمعاقبة العاصي والمذنب من غيرهم , وهذا مما لايقبله عقل ولايؤيده دليل اطلاقا , فما هي الميزة لأهل بيعة الشجرة حتى يكونوا بهذه المثابة , بل هو خلاف العدل الالهي .
ورابعا أن الله سبحانه بهذا الشكل – اي لمجرد البيعة تحت الشجرة ثّبت عدالتهم أبد الآبدين – قد جعل الصحابة أفضل من النبي (ص) , لأنه تعالى قال في حق النبي (ص) ( ولو تقوّل علينا بعض الاقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين ).
فلم يستثن في حق النبي (ص) , واستثنى في حق الصحابة , ومن المعلوم أن لا أحد أفضل من النبي (ص), وأن المذنب والعاصي يعاقب على المعصية والذنب , ولاكفارة إلا التوبة والاستغفار.
فأي مفارقة يتبناها الاستدلال , وأي كرامة للصحابة حتى يكونوا أميز وأفضل من نبيهم , والله ما هذا إلا افتراء على الله وعلى رسوله , بل وعلى الصحابة أنفسهم , لأنهم لايريدون أن يكونوا متمّيزين كذلك, فنحن نعطيهم مالم يعطهم الله , ونفضلهم بما لم يفضّلهم به, كبر مقتا عند الله أن نفتري على الله الكذب , وأن نقول بمثل هذا القول
وخلاصة الكلام
|