عضو مميز
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ناصر حيدر
المنتدى :
ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
بتاريخ : 30-Oct-2012 الساعة : 08:38 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
باب الاجتهاد مفتوح
الاجتهاد معناه بذل الجهد واستعمال القدرة والامكانات على استخراج الاحكام واستنباطاتها من أدلتها التفصيلية , التي هي القران والسنة والاجماع والعقل - كما أسلفنا - .
وتكون هذه القدرة نتيجة العلم والمعرفة والاحاطة بهذه الادلة بشكل صحيح وواسع , ويجب ان يكون هذا الاجتهاد في اطار ( القران ) و ( السنة ) أي ماينطبق عليه القران والسنة , لأن كل شيء مما يتعلق بشؤون الناس والحياة على اختلافها موجود في القران والسنة .
قال تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) ( النحل من الاية 89 )
وفي الحديث الشريف ( إن الله تبارك وتعالى أنزل في القران تبيان لكل شيء , حتى - والله - ماترك شيئا يحتاج اليه العباد , حتى لايستطيع عبد يقول لو كان هذا أنزل في القران , إلا وقد أنزله الله فيه ) ( أصول الكافي الكليني 59/1 باب الرد الى الكتابة والسنة ح1 ) .
وورد في الحديث ايضا ( إن القران حي لم يمت , وأنه يجري كما يجري الليل والنهار , وكما يجري الشمس والقمر , ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا ) ( بحار الانوار 4/35 باب 20 أن القران حي لايموت ح 21 ) .
وأما السنة فالروايات كثيرة جدا في تأكيد دورها والأخذ بها , وأن كل شيء موجود في الكتاب والسنة , وضرورة الرجوع الى النبي (ص) وأهل البيت والاخذ منهم , لأنهم المستخلفون للقيام بحفظ الدين ونشره وتأكيده في قلوب ونفوس الناس .
والسنة في واقعها وحي من الله سبحانه , وشارحة للقران الكريم , وبيان تفصيلي لما جاء فيه من أحكام وتكاليف وبيانات , لأن القران وظيفته بيان العمومات من الاحكام , وتفصيلها يكون في السنة , وكما ورد في الحديث الشريف ( آيات القران خزائن , فكلما فتحت خزينة ينبغي أن تنظر فيها ) ( بحار الانوار ج 216/89 باب آداب القراءة ح 22 ) .
والمقصود بالنظر هنا التأمل والتدبر بما تعطيه من معان واحكام وبيانات واسعة .
ولذلك لابد من الرجوع الى النبي (ص) في أمور القران وسؤونه ومعانيه وشرحه وتفسيره , لأن الله سبحانه أودع علوم القران وكافة مافيده عنده عنده (ص) , والنبي (ص) أودع هذه العلوم عند الائمة الطاهرين , فهم المرجع في ذلك , وهذا ماينص عليه حديث الثقلين , فضلا عن الاحاديث الاخرى التي تؤكد أن مالديهم من علوم أخذوها من النبي (ص) .
فإدراك الواقع الايماني وكونه تبيانا لكل شيء ليس بمقدور كل أحد من الناس , مهما بلغ من العلم والكمال العقلي والفكري , ولاهو تحت إرادته , وإنما يطلب منا بذل الجهد لذلك , مستعينين بما ورد عن أهل البيت , لأن القران كلام الله سبحانه ومراداته , وفيه اسراره , جعل بعضها في متناول الناس حتى لايكونوا بعيدين عن القران , وجعل البعض الاخر لايدرك بسهولة ولابد فيه من الرجوع للنبي (ص) والائمة ومن عنده علم الكتاب , صيانة له من العبث والاجتهادات الخاطئة , وصيانة للاسرار والعلوم التي يشتمل عليها , مما لاتجد مجالا لفهمها إلا عن طريق أهل البيت , لأنهم الاعرف بها والابواب اليها بتعليم من النبي (ص) .
وهكذا يبقى القران الوسيلة لأرتباط الناس مع الله والنبي (ص) وأهل البيت , ويبقى أهل البيت الوسيلة لحفظ الدين وحفظ القران سالما من التحريف والتزييف والزيادة والنقصان والاجتهادات الباطلة التي تكثر في هذا الزمان من السنة والشيعة بدون مجاملة ولا محاباة , ورفع الخلاف بين المسلمين في مختلف أمورهم عبر القران , ولا يرفع الخلاف إلا بالرجوع لمن يعرف اسراره وعلومه وأسرار التشريع وأصوله , ولا أحد يعرف كل هذا سوى أهل البيت الذين أخذوا وتعلموا على يد النبي (ص)
ناحية مهمة
|