[بنت الهدى2]

وصلنا الى

ولإمام المتّقين وقدوة الصّالحين الامام عليّ بن أبي طالب قولٌ هاد، يقسِّم فيه الزمن، ويرشد الانسان إلى كيفيّة توظيفه واستخدامه والاستفادة منه... قال : «للمؤمن ثلاث ساعات: فساعة يُناجي فيها ربّه، وساعة يرم معاشه، وساعة يخلي بين نفسه وبين لذّاتها فيما يحلّ ويجمل، وليسَ للعاقلِ أن يكون شاخصاً إلّا في ثلاث: مرمّة لمعاش، أو خطوة في معاد، أو لذّة في غير محرّم».

وهكذا توضِّح لنا المبادئ والقيّم الاسلامية كيفية استثمار العمر والاستفادة من الزمن وتنظيم الوقت والابتعاد عن الكسل والضّجر واللّهو، فالاُمّة التي يسيطر الكسل والخمول ويضيِّع أبناؤها طاقاتهم وقدراتهم الجسديّة والفكريّة والماديّة، لهي اُمّة متخلِّفة، تعيش في آخر الاُمم.. تعيش هزيلة تابعة لغيرها.. منصهرة في سواها.

فقد حذّر الاسلام الاُمّة الاسلامية أن تقع في هذه الهاوية، وطالبها بأن تكون اُمّة قائدة رائدة في طريق العلم والعمل، وحمل لواء الدعوة إلى الاسلام وهداية البشريّة لطريق الخير والسعادة.

إنّ الفراغ والضياع قد يتحوّل إلى مشكلة وأزمة حياتية، تعقِّد حياة الفرد والجماعة..

فقد يتحوّل الفراغ إلى أزمة نفسية تنعكس آثارها السيِّئة على الشخص نفسه..

وقد يُسبِّب الفراغ إحداث مشاكل اجتماعية وأخلاقية.. فالانسان الذي يملك طاقة ولا توجدلها مسرباً طبيعيّاً لتصريفها، أو مجالاً نافعاً لتوظيفها ووضعها في الموضع الطّبيعي البنّاء.. يتحوّل إلى إنسان هدّام ووجود عابِث..

فالطاقة الانسانية هي كالطاقة المائية الهائلة التي إن أحسن استثمارها أخصبت الأرض.. وأنعشت الحياة.. وإن تُرِكَت واُهمِلَت، تحوّلت إلى سيل جارف وفيضان مدمِّر..
ولذا كان على الفرد أن يفكِّر في التخلّص من الفراغ والبطالة.. وعلى الآباء أن يوجِّهوا أبناءهم للانتصار على هذه المشكلة ويربّونهم على حياة العمل والنشاط والعطاء والخير..

وعلى الحكومات والمؤسّسات الاجتماعية أن في التكملة ان شاء الله تعالى