[سيد جلال الحسيني]

الفصل 5

ان معاوية كان له من يعتمد عليهم في حكومته وهم افضل تعبير عنهم وحوش لا تعرف الرحمة بل الحيوانات الوحشية لعلها ترحم ابناء نوعها ولكن الغاوي واعوان ابن الغاوية كانوا لا يعرفون للرحمة معنى حتى لابناء نوعهم كخالد القسري لعنه الله وبسر بن ارطاة عليه اللعنة الخالدة وهاك هذا النص المعروف المشهور:
بحارالأنوار ج : 44 ص : 129
عن كتاب المجالس للمفيد وعن كتاب الأمالي للشيخ الطوسي: الْمُفِيدُ عَنِ الْكَاتِبِ عَنِ الزَّعْفَرَانِيِّ عَنِ الثَّقَفِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَزْرَقِ عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ قَالَ لَمَّا اسْتَوْثَقَ الْأَمْرُ لِمُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ أَنْفَذَ بُسْرَ بْنَ أَرْطَاةَ إِلَى الْحِجَازِ فِي طَلَبِ شِيعَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَانَ عَلَى مَكَّةَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَطَلَبَهُ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ فَأُخْبِرَ أَنَّ لَهُ وَلَدَيْنِ صَبِيَّيْنِ فَبَحَثَ عَنْهُمَا فَوَجَدَهُمَا فَأَخَذَهُمَا وَ أَخْرَجَهُمَا مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَا فِيهِ وَ لَهُمَا ذُؤَابَتَانِ فَأَمَرَ بِذَبْحِهِمَا فَذُبِحَا وَ بَلَغَ أُمَّهُمَا الْخَبَرُ فَكَادَتْ نَفْسُهَا تَخْرُجُ ثُمَّ أَنْشَأَتْ تَقُولُ

هَا مَنْ أَحَسَّ بِابْنَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا *** كَالدُّرَّتَيْنِ تَشَظَّى عَنْهُمَا الصَّدَفُ‏
هَا مَنْ أَحَسَّ بِابْنَيَّ اللَّذَيْنِ هُمَا ***سَمْعِي وَ عَيْنِي فَقَلْبِي الْيَوْمَ مُخْتَطِفٌ‏
نُبِّئْتُ بُسْراً وَ مَا صَدَّقْتُ مَا زَعَمُوا ***مِنْ قَوْلِهِمْ وَ مِنَ الْإِفْكِ الَّذِي اقْتَرَفُوا
أَضْحَتْ عَلَى وَدَجَيْ طِفْلِي مُرَهَّفَةً *** مَشْحُوذَةً وَ كَذَاكَ الظُّلْمُ وَ السَّرَفُ‏
مَنْ دَلَّ وَالِهَةً عَبْرَاءَ مُفْجَعَةً ***عَلَى صَبِيَّيْنِ فَاتَا إِذْ مَضَى السَّلَفُ‏

قَالَ ثُمَّ اجْتَمَعَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ مِنْ بَعْدُ وَ بُسْرُ بْنُ أَرْطَاةَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِعُبَيْدِ اللَّهِ أَ تَعْرِفُ هَذَا الشَّيْخَ قَاتِلَ الصَّبِيَّيْنِ قَالَ بُسْرٌ نَعَمْ أَنَا قَاتِلُهُمَا فَمَهْ فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ لِي سَيْفاً قَالَ بُسْرٌ فَهَاكَ سَيْفِي وَ أَوْمَأَ إِلَى سَيْفِهِ فَزَبَرَهُ مُعَاوِيَةُ وَ انْتَهَرَهُ وَ قَالَ أُفٍّ لَكَ مِنْ شَيْخٍ مَا أَحْمَقَكَ تَعْمِدُ إِلَى رَجُلٍ قَدْ قَتَلْتَ ابْنَيْهِ فَتُعْطِيهِ سَيْفَكَ كَأَنَّكَ لَا تَعْرِفُ أَكْبَادَ بَنِي هَاشِمٍ وَ اللَّهِ لَوْ دَفَعْتَهُ إِلَيْهِ لَبَدَأَ بِكَ وَ ثَنَّى بِي فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بَلْ وَ اللَّهِ كُنْتُ أَبْدَأُ بِكَ وَ أُثَنِّي بِهِ .(انتهى)
في مثل هذه الظروف التي كان اعداء الدين والانسانية يهجمون على البلاد الاسلامية بهذه القساوة التي ليس لها نظير هجم اللعين الضحاك بن قيس على عمرو بن عميس واخيرا لاحظ النص :
أصحاب أمير المؤمنين و الرواة عنه ،ج‏2،ص:452
عمرو بن عميس بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة المقتول ...
مقاتل. كان على خيل عليّ () في القطقطانة. خرج عليه من قبل معاوية، الضحاك بن قيس فأغار عليه و حبسه، فلما بلغ أمير المؤمنين () ذلك سرّح حُجر بن‏ عدي‏ الكندي، في أربعة آلاف، فلحق الضحاك بتدمر، و قتل منهم تسعة عشر رجلا و حال بينهم الليل، فهرب الضحاك و أصحابه، و رجع حجر و من معه.
نعم يا قرائي هل لاحظتم بطولة هذا البطل المتفاني في حب قائده ومولاه امير المومنين كيف هرب منه الجلف الجاف الجبان الضحاك بن قيس