[سيد جلال الحسيني]

انتظار 12
السلام عليكم
اشكر مروركم اعزتي القراء وخالص دعواتي لكم
من كنت مولاه فعلي مولاه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله وعجل فرجهم
والعن اعدائهم
ولم يتركني الوالد وانا محتضنا لهمومي ومعانقا غمومي بل اتصل بي ليلقي - من غير قصد- الملح المسموم على جراح احشائي قائلا:
الا ترى اصدقائك في الجامعة كلهم يدرسون ومشغولون في الدرس فلماذا لا تقتدي بهم ؟؟؟0
وله كل الحق لانهم كانوا على طهارة الجوهر بعيدين عن اجوائنا الملوثة ؛ والطاهر صعب جدا ان يفهمنا ويفهم همومنا0
قلت لوالدي :
يا والدي وانت تعيش في صدورهم وتعلم ما يدور في قلوبهم ؟؟
؛ واستحي منك ان اخبرك بحقائق ما يدور في انفسنا او اقول لك:
وانت لحظات نومهم وهم في الفراش؛ ام وهم يقضى قبل النهوض اتعلم ما يعانون من ازمات نفسية تتارجح بين رضى الله وسخطه ؟؟
ياوالدي : ليس المهم بناء صرح الدنيا وان فسدت الاخرة .
الم يقل جدي الحسين ؟؟؟ :
َ*** النَّاسُ عَبِيدُ الْمَالِ وَ الدِّينُ لَغْوٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ بِهِ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا لِلِابْتِلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُون***
وانا الآن ممحّص مبتلا ؛ هل اجعل الدين لعقا على لساني فيخرجني الله تعالى من الديانين؟؟؟‏
والله سبحانه يقول :
قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ وَ أَزْواجُكُمْ وَ عَشيرَتُكُمْ وَ أَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَ تِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَ مَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ جِهادٍ في‏ سَبيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَ اللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقينَ
وفي الحديث :
الكافي 2
عَنْ يُونُسَ عَنْ سَلَّامٍ الْجُعْفِيِّ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْإِيمَانِ؟
فَقَالَ:
الْإِيمَانُ أَنْ يُطَاعَ اللَّهُ فَلَا يُعْصَى .
ثم:
الاتفرح باني صريح معك وابوح لك بما يجري في قلبي؟! 0
وبعد ان انتهى كلامي مع الوالد رحمه الله تعالى
رجعت افكر في مصيبتي مع نفسي ؛
قلت:
ان والدي لا ينام في قبري؛ واهم شيئ ان اكون صادقا مع نفسي وانا اعرف بها من غيري ؛ وان تجاهلت ما اعلم منها فلا ينفعني تجاهلي!!!
والقران الكريم يقول :
***بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ (15)***
ثم ان الایه صریحة
***يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ***
فان الانسان لايضره ان عرف الهدى ؛ ضلالة الاخرين0
كما قال الامام الرضا لاحد اصحابه باسم يونس بن عبد الرحمان :
بحارالأنوار 2
ِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ أَخِيهِ جَعْفَرٍ قَالَ كُنَّا عِنْدَ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا وَ عِنْدَهُ يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِذِ اسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَأَوْمَأَ أَبُو الْحَسَنِ إِلَى يُونُسَ ادْخُلِ الْبَيْتَ
فَإِذَا بَيْتٌ مُسْبَلٌ عَلَيْهِ سِتْرٌ وَ إِيَّاكَ أَنْ تَتَحَرَّكَ حَتَّى يُؤْذَنَ لَكَ
فَدَخَلَ الْبَصْرِيُّونَ فَأَكْثَرُوا مِنَ الْوَقِيعَةِ وَ الْقَوْلِ فِي يُونُسَ وَ أَبُو الْحَسَنِ مُطْرِقٌ حَتَّى لَمَّا أَكْثَرُوا فَقَامُوا وَ وَدَّعُوا وَ خَرَجُوا
فَأَذِنَ يُونُسَ بِالْخُرُوجِ فَخَرَجَ بَاكِياً
فَقَالَ:
جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ إِنِّي أُحَامِي عَنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ وَ هَذِهِ حَالِي عِنْدَ أَصْحَابِي!
فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ :
يَا يُونُسُ:
فَمَا عَلَيْكَ مِمَّا يَقُولُونَ إِذَا كَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِياً ؟
يَا يُونُسُ:
حَدِّثِ النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ وَ اتْرُكْهُمْ مِمَّا لَا يَعْرِفُونَ كَأَنَّكَ تُرِيدُ أَنْ تُكَذَّبَ [يُكَذَّبَ‏] عَلَى اللَّهِ فِي عَرْشِهِ
يَا يُونُسُ:
وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ الْيُمْنَى دُرَّةٌ ثُمَّ قَالَ النَّاسُ بَعْرَةٌ أَوْ بَعْرَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ دُرَّةٌ هَلْ يَنْفَعُكَ شَيْئا
ً فَقُلْتُ لَا
فَقَالَ:
هَكَذَا أَنْتَ
يَا يُونُسُ:
إِذَا كُنْتَ عَلَى الصَّوَابِ وَ كَانَ إِمَامُكَ عَنْكَ رَاضِياً لَمْ يَضُرَّكَ مَا قَالَ النَّاسُ
ولكني بعد رجوعي عن الوالد بدئت ....