منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - دورس في أسرار الصلاة على محمد وآله
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 07-Jul-2009 الساعة : 12:46 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


الدرس الخامس



{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}.

الملاحظ في سجّل الأنبياء وأوصياء الأنبياء، أنّهم إذا داهمهم الخطب ونزل بهم الكرب، كانوا يتوجهون إلى الله تعالى، بأزكى الخلق وأشرفهم وأعلاهم مرتبة، لما علّمهم الله من الأسماء، ولما آتاهم من معارف هذه الأسماء، كانوا يتوجّهون إلى الله تعالى وهم في بطون الظلمات، أو إلى جانب النار، وما إلى ذلك من شدائد ذكرها القرآن الكريم، كانوا يتوسّلون بسيد المرسلين وأشرف الخلق محمّد وآله صلوات الله عليهم ما طلعت كواكب الأسحار واختلف الليل والنهار.

ولمعرفة هذا السرّ الصلواتي نبدأ بأول خليقة على وجه الأرض وهو آدم واقترانه بحواء. كيف حصل الاقتران بين آدم وحواء؟

لابد من صيغة مخصوصة يحصل بها الاقتران، ولابد من مسمّى لهذا الصيغة وهذا العقد، ويلزم أن يكون هناك شيء ثابت وفق شريعة السماء، ولا يكون بينهما إلاّ من حيث يريد الله، وحتّى يتحقّق النكاح شرعياً فلابد أن يكون هناك مهر، فما هو مهر آدم لحواء؟

كان مهر آدم لحواء الذكر الملكوتيّ: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد.

إذاً ابتداء الخليقة وإنماء النسل البشري، كان على أساس هذا المسمّى وهذه التسمية.

ومن هنا نشرع في البحث عن أسرار الصلوات في الشعوب التي سبقت الإسلام، بذكر بني إسرائيل، لنرى هل كانت الصلوات مرسومة ومكتوبة ومفروضة على أصحاب الشرائع السابقة وعلى أتباعها، كما أصبح في هذه الشريعة من الواجبات المفروضة على أتباعها أم لا؟

يقول الله تعالى: {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}.

يسومونكم، أي يعذّبونكم فما هي وسيلة النجاة لبني إسرائيل؟

أوّلاً نذكر أقسام المعذبين من بني إسرائيل على أيدي الفراعنة:

القسم الأول من الرجال والشباب: كانوا يعقدون على أرجلهم سلاسل ويربطونها حتّى لا يفرّ أحدٌ منهم، فكانوا يحملون الطين والرمال إلى أعالي الجبال، وكان البعض منهم يتعرّض للسقوط، ويكون مصيره الهلاك، أو يفتك به المرض، أو يتحول إلى معلول أو مشلول، فكان هذا الطاغوت الفرعونيّ يتعامل مع رجال بني إسرائيل بهذه الكيفية، وكانت هذه شدّة عظيمة عليهم.

القسم الثاني من النساء: مرّت النساء من بني إسرائيل بأفظع الفجائع في التاريخ، وقد مرّت بحالتين من الامتهان.

الحالة الأولى: كانت تطارد كل امرأة حامل، وكان يشق بطنها فتموت على أثر ذلك، ويموت جنينها، فاتّفقت النساء مع القابلات على أن يعطين للقابلات أموالاً، لكي لا تخبر القابلة السلطة الفرعونية عن الحمل، فكانوا يأخذون المولود ويرمونه على الجبال، فمهما صرخ واستغاث لا يسمعه أحد، فكانت المرأة تأخذ طفلاً وطفلين، وهكذا كان كل بني إسرائيل في كل طبقاتهم يعذّبون بهذه الكيفية، فاتّجهوا لنبيّ الله موسى ليخلّصهم من هذا العذاب ومن هذه الشدة، اشتكى موسى لربّه تعالى، وإذا بالنداء يقول: يا موسى، قل لرجال بني إسرائيل أن يتعلموا هذا الذكر من هذا اليوم.

قال موسى: وما هو هذا الذكر؟

قال تعالى: ألم تسمع بأفضل الخلق محمّد وآل محمّد؟ قال: علّمهم التوسّل إلى الله تعالى بجاه محمّد وآل محمّد الطيبين الطاهرين.

فذهب موسى إلى قومه وقال لهم: قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، فكان يرفع عنهم العذاب، وقال لهم موسى: عليكم بهذا السرّ الصلواتي، فكانت هذه الطبقة تتشفع وتتوسل بالنبيّ وآله صلوات الله عليهم أجمعين، فكان من أمرها أن رفع عنها العذاب {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ} فحصلت النجاة لهم بالوسيلة العظمى صلوات الله عليهم، بهم رفع عن هذه الطبقة من بني إسرائيل الذلّ والامتهان.

أما الحالة الثانية التي مرّت بها النساء: فكن يفترشن لجلاوزة بني إسرائيل، أي إتخذوهن إماءً، فكانت تنتهك أعراضهن، فقال موسى : أين النساء عن ذكر محمّد وآل محمّد، فكانت المرأة من بني إسرائيل تتوجّه إلى الله تعالى متوسّلةً بهذا الاسم الأعظم، وهذا السرّ الأقوم، محمّد وآله صلوات الله عليهم، فكن يعفين من العذاب ومن الإفتراش والإنتهاك.

أما الأطفال فكانت كل امرأة منهم عندما تذهب إلى الجبل تقرأ عشر مرات اللّهم بجاه محمّد وآل محمّد الطيبين الطاهرين إلاّ ما نجّيت ولدي، فكان الله تعالى ينزل ملائكة على هؤلاء الأطفال لرعايتهم، فكان الملك يضع إصبعاً في فم الطفل فيتحول إلى لبن وآخره إلى غذاء، فكانوا يرتضعون بأمر الله تعالى عبر الملائكة التي كانت تحرسهم وترعاهم، لأنّهم قد طُلْسِموا بمحمّد وآل محمّد صلّى الله عليه وآله.

قال الله عز وجل: {وَفِي ذَلِكُمْ} أي في ذلك الانجاء الذي أنجاكم منهم ربّكم {بَلاء} نعمة {مِن رَبِّكُم عَظِيم} كبير. يا بني إسرائيل، اذكروا إذ كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخفّ بالصلاة على محمّد وآله الطيّبين، أفما تعلمون أنّكم إذا شاهدتموه وآمنتم به، كانت النعمة عليكم أعظم وأفضل وفضل الله عليكم أكثر وأجزل؟

والبحرين مدينة تعرض سكانها لداء يصيب بمرض العيون، فكانت العين تكبر ثم تنطبق ثم تصاب بالعمى، فطلسمَ السيّد هاشم البحراني ذلك المكان بذكر محمّد وآل محمّد، فرفع عنهم البلاء.

ما الدليل على هذه المعاني من القرآن الكريم؟

ما من نبيّ يأتي إلاّ ويبشّر بمن بعده، ويقصّ أخباره، لعلمه بما سوف يكون، ولهذا يقصّ القرآن فيما يقصّ قضية عيسى {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.

مبشّراً أي أزفّ إلى الخلق الذي سوف يظهر بشارة بالذي لم يكن في اسمه فارق إلاّ «ميم» علم الإمكان، لم يكن في اسمه فارق بينه وبين «أحد» إلاّ «الميم» أحمد، الميم التي بواسطتها خلق عالم الإمكان، فهو الواسطة في كلّ هذا السرّ الوجودي، فكيف لا يكون إذاً محمّد وآل محمّد نجاة للشعوب والأُمم {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} فابدّ من وسيلة لنجاة الشعوب، الوسيلة هي أشرف الخلق وأزكى الناس محمّد وآل محمّد، عليهم الصلوات التامّات.

ومن هنا كانت تعقد حلقات وجلسات بين الأنبياء والأولياء، وأهمّ ذكر كانوا يرتاضون عليه، وأشرف ورد كانوا يمارسونه، هو ورد اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد في الصبح والمساء في الليل والنهار، ولهذا كان ينجي كلّ واحد منهم سواء كان في بطن الحوت، أو اُوريد أن يلقى به في النار، أو ينشر بالمناشير وما إلى ذلك، ما كانت وسيلتهم إلاّ نجنّا بمحمّد وآل محمّد {وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}بالأئمة صلوات الله عليهم أجمعين.

وهناك أسرار اُخرى في تاريخ بني إسرائيل، فلمّا ضرب موسى البحر بالعصا، كان كل فرق كالطود العظيم، فإذا به ييبس ويصبح ممرّاً لنبي إسرائيل، وهناك روايات صريحة بأنّ الضربة كانت باسم محمّد وآل محمّد، فكيف لا والقرآن يقول: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى}؟ فكيف لا يتوجّه إليه موسى ؟ وكيف لا يتوجّه إليه عيسى ؟

كلمة عجيبة لأحد العرفاء، يقول: لو اجتمع الأنبياء والمرسلون وكبّروا تكبيرة واحدة، فما كانت تكبيراتهم مجتمعة في آن واحد تعادل تكبيرة واحدة من تكبيرات عليّ وآل عليّ.

ولهذا كانت زينب صلوات الله عليها عندما تنزل بها نازلة تتوجّه إلى رأس أخيها الحسين وترسل الصلوات الزاكيات والتحيات التامّات على النبيّ وآله أفضل الموجودات.





رد مع اقتباس