مقامات للخلفاء:
3ـ ويقول عن مشاهداته في عالم المثال، في حضرة الجلال: «ولمَّا شهدته صلى الله عليه [وآله] وسلم في ذلك العالم سيداً معصوم المقاصد، محفوظ المشاهد، منصوراً مؤيداً، وجميع الرسل بين يديه مصطفون، وأمته التي هي خير أمة عليه ملتفون، وملائكة التسخير من حول عرش مقامه حافون، والملائكة المولدة من الأعمال بين يديه صافون..
والصديق على يمينه الأنفس، والفاروق على يساره الأقدس، والختم بين يديه قد جثا، يخبره بحديث الأنثى، وعلي صلى الله عليه وسلم يترجم عن الختم بلسانه، وذو النورين مشتمل برداء حيائه، مقبل على شأنه..
فالتفت السيد الأعلى، والمورد العذب الأحلى، والنور الأكشف الأجلى، فرآني وراء الختم، لاشتراك بيني وبينه في الحكم، فقال له السيد: هذا عديلك وابنك وخليلك» الخ..»
([247]).
الخلفاء هم أصول الإسلام:
4ـ ويقول: «فكان أصل الأيدي خمسة أشياء، كل منها خمس، فالأصل الأول ما بني عليه، قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: بني الإسلام على خمس»..
إلى أن قال:
«والأصل الرابع: محمد رسول الله، والذي معه أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي. فهم خمسة برسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم»
([248]).
أنوار الخلفاء في أصابع آدم
:
5ـ ويقول: «واجعل أصابعك الخمس في عينيك. بمنزلة محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم، والذين معه، وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي.
وأن آدم

، لما خلق نور سيدنا محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم في جبينه كانت الملائكة تستقبله، وتسلم على نور محمد. وآدم

لم يره.
فقال: يا رب، أحب أن أنظر إلى نور ولدي محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم، فحوله إلى عضو من أعضائي لأراه.
فحوله إلى سبابته في يده اليمنى، فنظر إليه يتلألأ في مسبحته فرفعها فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.. فلذلك سميت المسبحة.
فقال: يا رب هل بقي في صلبي من هذا النور شيئ؟
قال: نعم. نور أصحابه، وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، فجعل نور علي في إبهامه، ونور أبي بكر في الوسطى، ونور عمر في البنصر، ونور عثمان في الخنصر.
وقيل: إنما جعلت في يدك لتقبض برؤوسهن على حب هؤلاء الخمسة، ولا تفرق بينهم وبين محمد. فإن الله جمع بينهم بقوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ}
([249]).
ختم الأولياء، والصديق، والفاروق:
6ـ وبعد أن ذكر: أنه عند فراقه للشمس المغربية تلقاه الختم (أي النبي) برحيقه، «وأوضح لي التسنيم مزاج طريقه، فرأيت ختم أولياء الله حق، في مقعد الإمامة الإحاطية والصدق، فكشف لي عن سر محتده، وأمرت بتقبيل يده، ورأيته متدلياً على الصديق والفاروق، متدانياً من الصادق المصدوق، محاذياً له من جهة الأذن، قد ألقى السمع لتلقي الإذن الخ..»
([250]).
مشاهد للخلفاء:
7ـ ويقول: «فإن كنت في موقف أبي بكر الصديق، قلت: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله قبله، فتكون ممن رآه قبل الزوال، فالحكم للماضي، وأنت بالحال في أول الشهر، وذلك اليوم هو أوله.
وإن كنت عثماني المشهد، أو صاحب دليل فكرٍ، فتقول: ما رأيت شيئاً إلا رأيت الله بعده.. الخ..»
([251]).
النبي
يبايع نفسه عن عثمان:
8 ـ ثم هو يذكر: أن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قد بايع عن عثمان لنفسه، وكان عثمان غائباً، فجعل يده على يد نفسه
([252]).
عثمان أيضاً.. وشفاعة ابن عربي:
9ـ ويقول: «أرسل رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم عثمان رضي الله عنه آمراً بالكلام في المنام، بعدما وقعت شفاعتي على جماعتي، ونجا الكل من أسر الهلاك، وقرِّب المنبر الأسنى، وصعدت عليه الخ..»
([253]).
([247]) الفتوحات المكية ج1 ص44 و45 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([248]) شجرة الكون ص72.
([249]) الآية 29 من سورة الفتح. وراجع: شجرة الكون ص75.
([250]) مجموعة رسائل ابن عربي (المجموعة الثالثة) ص16.
([251]) الفتوحات المكية ج9 ص128 بتحقيق إبراهيم مدكور، وعثمان يحيى.
([252]) راجع: الفتوحات المكية ج11 ص184 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
([253]) الفتوحات المكية ج2 ص188 بتحقيق إبراهيم مدكور وعثمان يحيى.
يتبع>>>
نسألكم الدعاء