منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - نظريات لايمكن أن يقبلها المسلمون
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
Unhappy نظريات لايمكن أن يقبلها المسلمون
قديم بتاريخ : 02-Mar-2010 الساعة : 01:45 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآلأ محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


نظريات لا يمكن أن يقبلها المسلمون

تمهـيــد

القرآن كلام الله تعالى .. وهي حقيقة يقف عندها الذهن لاستيعابها ، ويتفكر فيها العقل لإدراك أبعادها ، ويخشع لها القلب لجلالها ..
وهي تعني فيما تعني أنه عز وجل قد انتقى معاني القرآن وألفاظه ، وصاغها بعلمه وقدرته وحكمته ..
وهي حقيقة تفاجئ كل منصف يقرأ القرآن ، فيجد نفسه أمام متكلم فوق البشر ، وأفكار أعلى من أفكارهم ، وألفاظ لا يتمكن إنسان أن ينتقيها أو يصوغها !!
يجد .. أن نص القرآن متميز عن كل ما قرأ وما سمع .. وكفى بذلك دليلاً على سلامته عن تحريف المحرفين وتشكيك المشككين .
إن القوة الذاتية لنص القرآن هي أقوى سند لنسبته الى الله تعالى .. وأقوى ضمان لإباء نسيجه عما سواه ، ونفيه ما ليس منه !
إن التكفل الإلهي بحفظ القرآن لابد أن يكون بأسباب عديدة .. ولكن من أولها قوة بناء القرآن ، وتفرده وتعاليه على جميع أنواع كلام البشر .. الماضي منه والآتي ! فقد قال تعالى وإنا له لحافظون ولا يلزم أن يكون حفظه له بنوع أو نوعين من الأسباب فقط.. فحفظه تعالى لكتابه كأفعاله الأخرى .. لها وسائلها وجنودها وقوانينها ! ولا شك أن من أعظم جنودها بناء القرآن الفريد ، وأهل بيت النبي الأطهار !
بل تدل الآيات الشريفة على أن بناء القرآن قد أتقن بدقة متناهية وإعجاز كبناء السماء ! قال الله تعالى فلا أقسم بمواقع النجوم . وإنه لقسم لو تعلون عظيم . إنه لقرآن كريم الواقعة 75 ـ 77 والتناسب بين المقسم به والمقسم عليه الذي تراه دائماً حاضراً في القرآن، يدل على التشابه في حكمة البناء ودقته بين سور القرآن وآياته وكلماته وحروفه ، ولبناء مجرات السماء ومواقع نجومها ..!
وإلى اليوم لم يكتشف العلماء من بناء الكون إلا القليل ، وكلما اكتشفوا جديداً خضعت أعناقهم لبانيه عز وجل !
وكذلك لم يكتشفوا من بناء القرآن إلا القليل ، وكلما اكتشفوا منه جديداً خضعت أعناقهم لبانيه عز وجل !!
أجل ، إن التاريخ لم يعرف أمة اهتمت بحفظ كتاب وضبطه والتأليف حول سوره وآياته وكلماته وحروفه ، فضلاً عن معانيه ، كما اهتمت أمة الإسلام بالقرآن .. وهذا سند ضخم ، رواته الحفاظ والقراء والعلماء وجماهير الأجيال سنداً متصلاً جيلاً عن جيل .. الى جيل السماع من فم الذي أنزله الله على قلبه .. ولكن سند القرآن الأعظم هو قوته الذاتية ومعماريته الفريدة !!
هذا اعتقاد المسلمين بالقرآن سواء منهم الشيعة والسنة .. وسواء استطاع علماؤهم وأدباؤهم أن يعبروا عنه ، أم بقي حقائق تعيش في عقولهم وقلوبهم وإن عجزت عنها ألسنتهم والأقلام .. !
ولا يحتاج الأمر الى أن ينبري كتاب الوهابية أمثال إحسان ظهير فينصحوا الشيعة بضرورة الايمان بكتاب الله تعالى وسلامته من التحريف .. فنحن الشيعة نفتخر بأن اعتقادنا بالقرآن راسخ ، ورؤيتنا له صافية ، ونظرياتنا حوله واضحة ، لأنها مأخوذة من منبع واضح صاف ، منبع أهل بيت النبي ، وأبواب مدينة علمه !
أما إخواننا السنة فقد أخذوا رؤيتهم للقرآن من عدد من الصحابة .. والصحابة كلهم أمرهم النبي أن يرجعوا في أمور القرآن الى مفسريه الشرعيين من عترته ، فقال لهم : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولكن بعض الصحابة لم يفعلوا ، ثم تدخلوا في تحليل أمور القرآن ووضعوا له نظريات بدون علم إلا اتباع الظن ، فوقعوا وأوقعوا الذين قلدوهم من الأمة في مشكلات فكرية لا حل لها .. وفيما يلي نستعزض نظريتين منها !




1 ـ نظرية التوسع في نص القرآن !

إذا كنت مسلماً سنياً وكنت من أعلم العلماء ، فلن تستطيع أن تقنع أطفالك بأن القرآن نزل على سبعة حروف .. بل سوف تتحير من أول الأمر ماذا تقول لهم ؟! فهل تقول لهم إن الله تعالى أنزل القرآن بسبعة نصوص ؟ يعني أنزل سبعة قرائين ؟! أو أنزله بسبع طبعات منقحة ؟!
وماذا تجيب إذا سألك ولدك الناشئ فقال لك : يا أبتي نحن نعرف أن الملك أو رئيس الجمهورية يصدر المرسوم بنسخة واحدة ونص واحد ! وأنت تقول إن جبرئيل كان يضبط نص القرآن على النبي كل سنة مرة ، فهل تقصد أنه نزل على النبي من الأول سبع نسخ ، وكان جبرئيل يضبط عليه سبعة ؟ ولماذا ، ألا تكفي نسخة واحدة؟! ثم ما هو الفرق بين هذه النسخ ؟!
تقول لابنك : لا يا ولدي ، القرآن نسخة واحدة ومعنى أنه على سبعة حروف أن الله تعالى استعمل فيه سبعة أنواع من لغات العرب أو لهجاتهم .
فيقول لك : ولكن هذا لا يقال له نزل على سبعة حروف ، بل يقال إن ألفاظه مختارة من كلمات سبع قبائل !
ثم تقول له .. ويقول لك .. حتى تعجز أمام ابنك !!
وقد يمكنك أن تسكته بأن هذه المقولة حديث نبوي وردت في المصادر المعتمدة ، فيجب عليك أن تقبلها حتى ولو لم تفهمها ولم يفهمها أبوك وعلماؤك !
وقد يسكت ابنك : ولكن يبقى السؤال يجول في أعماق نفسه : هل يعقل أن يكون هذا كلام النبي ؟! وهل يمكن أن يتكلم النبي بغير المعقول أو بغير المفهوم ؟!
لقد تحير كبار علماء السنة ومفسروهم وما زالوا متحيرين الى يومنا هذا .. فلا هم يستطيعون أن يردوا نظرية الخليفة عمر ( الأحرف السبعة ) لأنها بتصورهم حديث نبوي رواه عمر .. ولا هم يستطيعون أن يقنعوا بها أحداً ، أو يقتنعوا بها هم !!
وسيظلون متحيرين الى آخر الدهر ، لسبب بسيط .. هو أنهم يبحثون عن معنى معقول لمقولة ليس لها معنى معقول !!
من العلماء المتحيرين في هذا الموضوع الإمام ابن جزي المشهود له في التفسير وعلوم القرآن الذي نقل في تاريخ القرآن ص 87 قوله ( ولا زلت أستشكل هذا الحديث ـ أي حديث نزول القرآن على سبعة أحرف ـ وأفكر فيه وأمعن النظر من نحو نيف وثلاثين سنة حتى فتح الله علي بما يمكن أن يكون صواباً إن شاء الله تعالى ، وذلك أني تتبعت القراءات صحيحها وضعيفها وشاذها فإذا هي يرجع اختلافها الى سبعة أوجه ) !!
فترى ابن جزي بعد تفكير أكثر من ثلاثين سنة غير مطمئن الى ما توصل إليه وإن سماه فتحاً علمياً ولذا عبر عنه بأنه ( يمكن أن يكون صواباً ) ومن حقه أن يشك في هذا الفتح ، لأن معناه أن نسخة القرآن نزلت من عند الله تعالى مفصلة على حسب قراءات سوف يولد أصحابها ! وسوف تكون اختلافاتهم في سبعة وجوه لا أكثر !! فكيف تعقل هذا العالم أن نسخة القرآن نزل بها جبرئل مفتوحة لاجتهادات القراء الذين سوف يأتون !! ثم اعتبر ذلك فتحاً علمياً ؟! بالله عليك هل تتعقل أن مؤلفاً يؤلف كتاباً بسبعة نصوص سوف تظهر على يد أشخاص بعد نشره ؟!!
قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 172 ( وقال ابن حجر : ذكر القرطبي عن ابن حبان، أنه بلغ الإختلاف في الأحرف السبعة الى خمسة وثلاثين قولاً، ولم يذكر القرطبي منها سوى خمسة ، ولم أقف على كلام ابن حبان في هذا ، بعد تتبعي مظانه . قلت: قد حكاه ابن النقيب في مقدمة تفسيره عنه بواسطة الشرف المزني المرسي . فقال : قال ابن حبان اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولاً ) .
وقال السيوطي في ص 176 ( قال ابن حبان : فهذه خمسة وثلاثون قولاً لأهل العلم واللغة في معنى إنزال القرآن على سبعة أحرف ، وهي أقاويل يشبه بعضها بعضاً وكلها محتملة وتحتمل غيرها ) انتهى .
وهو اعتراف من ابن حبان بأن جميع هذه الأقوال لا تزيد عن كونها احتمالات استنسابية غير مقنعة !
ثم نقل السيوطي تصريحاً مشابهاً لأحد علمائهم فقال ( وقال المرسي : هذه الوجوه أكثرها متداخلة ، ولا أدري مستندها ، ولا عمن نقلت ، ولا أدري لم خص كل واحد منهم هذه الأحرف السبعة بما ذكر ، مع أن كلها موجودة في القرآن فلا أدري معنى التخصيص ! وفيها أشياء لا أفهم معناها على الحقيقة، وأكثرها يعارضه حديث عمر مع هشام بن حكيم الذي في الصحيح، فإنهما لم يختلفا في تفسيره ولا أحكامه ، إنما اختلفا في قراءة حروفه . وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها القراءات السبع ، وهو جهل قبيح ) انتهى .

هذه نماذج من أقوال هؤلاء العلماء الكبار ، وهي كافية للتدليل على أن النظرية برأيهم غير قابلة للفهم والتعقل .. فهل يجوز نسبتها والحال هذه الى الله تعالى ، وإلى رسوله ؟!





سبب وضع الخليفة عمر لهذه النظرية ؟


السبب ببساطة أن النبي كان في حياته يقرأ نص القرآن ويصححه لمن يقرؤه ، فكان مصدر نص القرآن واحداً مضبوطاً .
أما بعد وفاته وأحداث السقيفة وبيعة أبي بكر ، فقد جاءهم علي بنسخة القرآن بخط يده حسب أمر النبي ، فرفضوا اعتمادها لأنه كان فيها تفسير كل الآيات أو كثير منها لمصلحة علي برأيهم ، فأخذها علي وقال لهم إن النبي أمرني أن أعرضها عليكم فإن قبلتموها فهو، وإلا فإني أحفظها وأقرأ النسخة التي تعتمدونها ، حتى لا يكون في أيدي الناس نسختان للقرآن !
روى الكليني في الكافي ج 2 ص 633 :
( عن عبدالرحمن بن أبي هاشم ، عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبدالله وأنا أستمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال أبوعبد الله : كف عن هذه القراءة إقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم قرأ كتاب الله عزو جل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي وقال : أخرجه علي الى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذا كتاب الله عزوجل كما أنزله الله على محمد وقد جمعته من اللوحين فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه ، فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبداً ، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه ! ) وسوف نتعرض في جمع القرآن الى ما يؤيده من مصادر إخواننا .
من ذلك اليوم .. ولدت أرضية التفاوت في النص القرآني ، وأخذ الخليفة والناس يقرؤون ولا مصحح لهم ، ولا مرجع يرجعون إليه في نص القرآن !!
وما لبث أن انتشر التفاوت في قراءاتهم ، ثم تحول التفاوت الى اختلاف بين القراء في هذه الكلمة وتلك ، وهذه الآية وتلك .. فهذا يقرأ في صلاته أو يعلم المسلمين على نحو ، وذاك على نحو آخر .. وهذا يؤكد صحة قراءته وخطأ القراءة المخالفة ، وذاك بعكسه .. وهذا يتعصب لهذه القراءة وقارئها ، وهذا لذاك .. الى آخر المشكلة الكبيرة التي تهم كيان الدولة الإسلامية وتمس قرآنها المنزل !!
هنا كان لا بد أن يتدخل الخليفة عمر لحل المشكلة ، وكان الأحرى به أن يختار نسخة من القرآن ويعتمدها ، وقد كانت موجودة عند عدد من الصحابة غير علي .. ومنهم من روى عمر نفسه أن النبي أمر بأخذ القرآن منهم.. أو يجمع نسخة ويعتمدها، ويحل المشكلة من أساسها كما فعل عثمان .. ولكن عمر لم يرد اعتماد نسخة معينة ، بل اختار حل المشكلة بالتسامح في نص القرآن ، والفتوى بصحة جميع القراءات المختلف عليها ، واستند بذلك الى حديث ادعاه على النبي ولم يدعه غيره ، بأن في القرآن سعة ، وأنه نزل على سبعة أحرف !!
فالنظرية إذن ولدت على يد الخليفة عمر عندما واجه مشكلة ! وحيث لم يعالجها بنسخة علي ، أو عثمان أو زيد أو عمرو .. بل روى عن النبي حديث الأحرف السبعة لكي يثبت مشروعية التسامح في قراءة النص القرآني .. ولكنه بذلك سكن المشكلة تسكيناً آنياً .. وحير علماء الأمة أربعة عشر قرناً في تصور معنى معقول لهذا الحديث أو هذه النظرية !
إن ابن جزي الذي اعترف بتحيره وبحثه أكثر من ثلاثين سنة عن معنى مفهوم لنظرية الخليفة .. ما هو إلا نموذج لحيرة خيرة أئمتهم وعلمائهم الذين عملوا المستحيل حتى يجدوا وجها معقولاً لنظرية الأحرف السبعة ، وما ازدادوا إلا حيرة وتخبطاً .. فكلما خرجوا من مطب وقعوا في آخر أكبر منه .. وليس ذلك بسبب ضعفهم العلمي، ولكن بسبب أنهم تبنوا نظرية عصمة الخليفة عمر ، فصاروا مجبورين أن يبحثوا عن وجه معقول لمقولة الأحرف السبعة التي قالها الخليفة ورواها عنه البخاري .. حتى لو كان البحث عن ذلك عقيماً .. وطال الى يوم القيامة !!
لقد حاول بعض عقلائهم أن يجد مخرجاً سليماً لهذه الورطة ويقنعهم بأن حديث ( نزل القرآن على سبعة أحرف ) يقصد معاني القرآن لا ألفاظه ، فالقرآن كَوْنٌ مثل هذا الكون ، ونظامه سباعي كالسماوات السبع .. ولكنهم ردوه بأن الأحاديث تصرح بأن الخليفة عمر قال إن المقصود بالأحرف السبعة الألفاظ لا المعاني .. وهكذا أقفلوا الباب على أنفسهم .. وعادوا في الورطة !!
وستعرف أن رأي أهل البيت أن القرآن نزل من عند الواحد على حرف واحد ، وأن حديث نزوله على سبعة أحرف قصد به النبي معاني القرآن.. ولكن الخليفة أصر على توظيفه لحل مشكلة الألفاظ وتفاوت القراءات!
قال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ج 1 ص 168 ( قال الطحاوي : وإنما كان ذلك رخصة ( أي القراءة بسبعة أحرف ) لما كان يتعسر على كثير منهم التلاوة بلفظ واحد لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ ، ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الكتابة والحفظ . وكذا قال ابن عبد البر والباقلاني وآخرون . وفي فضائل أبي عبيد من طريق عون بن عبدالله أن ابن مسعود أقرأ رجلاً ( إن شجرة الزقوم ، طعام الأثيم ) فقال الرجل : طعام اليتيم ، فردها فلم يستقم بها لسانه ، فقال أتستطيع أن تقول طعام الفاجر ؟ قال نعم ، قال فافعل ) انتهى .
وقد روى قصة طعام اليتيم في الدر المنثور ج 6 ص 33 عن ابن مردويه عن أبي بن كعب ، وعن أبي عبيد في فضائله وابن الأنباري وابن المنذر عن ابن مسعود . وعن سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن همام بن الحارث عن أبي الدرداء ) انتهى .
لكن ما هو دليل الباقلاني وابن عبد البر والطحاوي على أن السبعة أحرف كانت فقط لظرف خاص ثم نسخت ؟! فإن كانت حديثاً نبوياً صحيحاً كما زعموا .. وتوسعة من الله ورسوله على المسلمين في النص القرآني .. فما هو الحديث الذي نسخها ؟!
وإن كانت استنساباً عمرياً فما هو المجوز للخليفة أن يفتي بالتوسع في نص كتاب الله تعالى بسبعة أشكال أو أكثر .. ثم يفتي هو أو غيره بالتضييق ووجوب القراءة بنص واحد ؟!
على أن مقولة الباقلاني وجماعته بتيسر الكتابة في زمن عثمان وعدم تيسرها في عهد أبي بكر وعمر ، إلقاء للكلام على عواهنه من أجل تصحيح عمل الخليفة .. فأين مقولتهم بأن الخليفة أول من مدن الدولة ودون الدواوين ..؟ فقد كانت الكتابة ميسرة في عهده إذن ، بل في عهد النبي بل وقبله ، خاصة في المدن .. كما سيأتي ذلك في قصة جمع القرآن .
كلا .. ليست المسألة صعوبة الكتابة في عهد الخليفة عمر.. بل المسألة أن الخليفة لا يريد أن يلتزم بنسخة محددة من القرآن ، ويريد إبقاء المجال مفتوحاً في جمع القرآن وقراءته ..
لقد رخص عمر بقراءة القرآن الى سبعة أنواع وأكثر ! ثم نسخ الخليفة عثمان هذه الرخصة وأوجب أن يقرأ القرآن بالحرف الذي كتب عليه مصحفه .. ونحن نقبل من الطحاوي وزملائه القول بالحرف الواحد الموحد الذي عممه الخليفة عثمان على البلاد الإسلامية ، وذلك لأن علياً أقر هذا العمل ، ولأن الأدلة تشير الى أن نسخ مصاحفه عن مصحف علي . ولكن نسألهم : أين صار حديث نزول القرآن على سبعة أحرف والذي قلتم إنه كلام النبي ، وقلتم إنه صحيح ومتواتر .. ؟!
صار معناه أن القرآن نزل من عند الله تعالى على سبعة أحرف ، لكن الذي يجب أن يقرأ منها في زمن النبي حرف واحد كما يقرؤه النبي فقط، ثم يصير في زمن أبي بكر وعمر سبعة أحرف ، ثم يرجع في زمن عثمان الى حرف واحد !! فتكون فائدة هذا النص في مدة حكم أبي بكر وعمر فقط ، ويكون مفصلاً لمعالجة مشكلة اضطراب القراءة في هذه الفترة كما ذكرنا !
فهل يمكن لباحث أن يغمض عينيه ويقبل حديثاً نسب الى النبي وليس له دور في الحياة الى يوم القيامة إلا أداء وظيفة خاصة من وجهة نظر خليفة معين ؟!
ولكن حتى هذه الوظيفة التي أرادها عمر من نظرية الأحرف السبعة أحرف .. لم تستطع النهوض بها ! بدليل أن المشكلة بقيت وتفاقمت وصارت تنذر بالخطر في زمن عثمان فبادر الى حلها بما كان يجب أن يحلها به عمر !! بل تدل الروايات الصحيحة على أن الخليفة عمر لم يسمح لأحد أن يستفيد من الأحرف السبعة إلا هو !


المعذرة للإطاله وأيضا
للحديث بقية


رد مع اقتباس