|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
صفوان بيضون
ظاهرة انتشار التشيع (28)
بتاريخ : 01-Apr-2010 الساعة : 05:52 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ظاهرة انتشار التشيع
الحلقة (28)
السبب السادس عشر
السيرة والتاريخ
قراءة التاريخ قراءة عميقة تهدي الباحث إلى مذهب أهل البيت (ع) . لأنا نقرأ فيه سيرة رسول الله(ص) و وصاياه بأهل بيته (ع) ، وموقف بعض الصحابة السلبي ومعصيتهم له (ص) ، كالتخلف عن جيش أسامة ، ورزية الخميس حيث منعوا النبي (ص) من كتابة كتاب لا تضل الأمة بعده أبداً ! واتهموه و حاشاه (ص) بالهذيان ، ورفعوا صوتهم فوق صوته (ص) .
وبعد رحيل الرسول (ص) نرى حوادث عجيبة غريبة والتكتل في سقيفة بني ساعدة بينما النبي بأبي وأمي ، مسجى يجهزه وصيه .
ثم الاعتداء على بنت الرسول (ع) ، والمصائب التي وقعت على أهل بيته وعترته (ع) والتي تتنافى مع أصول الإنسانية ، فضلاً عن التعاليم الإسلامية .
وبقراءة التاريخ يتبين للمسلم من هم أبطال الإسلام الحقيقيون ، الذين قام الإسلام بجهادهم وتضحياتهم ، مع أن أكثر هذا التاريخ كتبته أقلام مرضية من الحكام بإيعاز منهم ، بينما كان الشيعة في موقع المعارض فأخفى الحكام وأقلامهم كثيراً من أدوار أهل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم ، لكن مع ذلك ظهر ما يثبت عظمتهم وسموّهم ، قال الخليل بن أحمد الفراهيدي اللغوي والعروضي حين سئل عن الإمام علي (ع) : ما أقول في حق امرئ كتم مناقبه أولياؤه خوفاً ، وأعداؤه حسداً ، ثم ظهر من بين الكتمانين ما ملأ الخافقين !
لقد أظهر هذا التاريخ الحكومي كل السلاطين المخالفين لأمير المؤمنين (ع) كأبطال مدافعين عن الإسلام ، وعظمهم بما لا يستحقون ، ومع ذلك ظهر ما فضحهم وعرَّاهم وبيّن حقيقتهم وبُعدهم عن الشجاعة والتضحية والقيم .
وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بطل الإسلام والمدافع الأول عن رسول الله (ص) منذ صغره ، وهو حاسم المعارك لصالح المسلمين .
وللتوسع في هذا الموضوع وتفاصيله يمكنكم مراجعة كتب المغازي والتاريخ ، ولكننا سنذكر شيئاً يسيراً من ذلك التاريخ مع مصادره من كتب المذاهب الإسلامية والمصادر التاريخية .
المهمة الأولى للإمام علي (ع) كانت في بدر حيث دارت رحى الحرب بين المسلمين والمشركين و قد سماها الله يوم الفرقان ، وكان الإمام (ع) و الحمزة وعبيدة بن الحارث ، هم الذين برزوا لأعداء الله من المشركين فقتلوهم .
ثم قتل الإمام علي (ع) نصف المشركين في المعركة ، واشترك المسلمون والملائكة في النصف الآخر[1] ، وكان هو صاحب النصر بعد رسول الله (ص) حتى نادى ملك من السماء : (لا سيف إلا ذوالفقار ، ولا فتى إلا علي) [2] .
ويوم أحد قتل علي (ع) أصحاب الألوية من بني عبد الدار ومنهم طلحة بن أبي طلحة حامل لواء المشركين [3] . وبقي مع رسول الله (ص) مدافعاً ومقاتلاً عنه فيمن بقى من القلة القليلة في معركة أحد ، وقد فر أصحابه الذين يمجدهم التاريخ السني ، ولقد فر بعضهم بمسيرة أميال عن أرض المعركة .
وفي معركة الخندق حيث اجتمعت الأحزاب لقتال رسول الله (ص) وقد حفر خندقاً حول المدينة ، لم يكن أحد يلبي نداء رسول الله (ص) غير علي وقد قال من يبرز لعمرو و أنا أضمن له على الله الجنة ، فبرز علي(ع) وقال الرسول الله (ص) : برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه ، وقتل علي(ع) عمراً ونزل قوله تعالى : (وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) [4]. وكان ابن مسعود يقرأ وكفى الله المؤمنين القتال بعلي [5].
وقال رسول الله(ص) : قتل علي لعمرو بن عبد ود أفضل من عبادة الثقلين [6].
وفي رواية الحاكم في المستدرك : لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق ، أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة [7].
ورجعت الأحزاب تجر أذيال الخيبة والهزيمة يقودها رأس الشرك أبو سفيان وابنه معاوية وعكرمة بن أبي جهل وخالد بن الوليد ، و عمرو بن العاص !
وفي خيبر رووا أنّ أبا بكر أخذ اللواء فرجع مهزوماً ، ثم أخذه من الغد عمر فرجع مهزوماً يجبن الناس وهم يجبنونه ، فأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله (ص) : لأعطين الراية غداً إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ، ولا يرجع حتى يفتح الله له ، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً .
ثم قام النبي(ص) قائماً ودعا باللواء والناس على مصافهم ، فدعا علياً وهو أرمد ، فتفل في عينه ودفع إليه اللواء وفتح له [8].
ولقد قتل علي (ع) مرحباً فارس اليهود وفتح الحصن وقطف النصر للمسلمين . وبهذا تعرف مقارنة النبي (ص) بينه وبين المنهزمين ، حتى يفقه المسلمون الماضون والقادمون ، ويضعوا الرجال في مواضعهم .
إلى غير ذلك من المواقف و البطولات التي أظهرها الإمام علي (ع) .
وهكذا آل بيت رسول الله وذريته (ع) فتاريخهم صفحات بيضاء في التاريخ الإسلامي يذكرهم بالشجاعة والعلم والحلم والفصاحة والبلاغة والفضائل .
وأما الشخصيات التي يبرزها تاريخ الحكومات السنية فليس لها أثر في تاريخ النبي (ص) في حرب أو سلم أو شجاعة وتضحية ، ولا في علم أو حلم ، ولا في فصاحة أو بلاغة أو فضيلة ، بل قاتل بعضها النبي (ص) سنوات ولم يؤمن حتى استيقن بانتصار الدين الجديد ، فآمن ظاهراً ولم يؤمن باطناً ! و منهم الطلقاء يوم الفتح في مكة .
[1]- شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد:1/24
[2] - الكامل في التاريخ - ابن الأثير:2/154، تاريخ الطبري - الطبري:2/197، البداية والنهاية - ابن كثير:6/6، السيرة النبوية - ابن هشام الحميري:3/615، السيرة الحلبية - الحلبي:2/517، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر:42/71، كنز العمال - المتقي الهندي:5/723، شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد:1/29، الهواتف - ابن أبي الدنيا/20 ( وهذا البيت ذكر في بدر و ذكره بعض المؤرخين في أحد).
[3]- شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد:13/293، كتب التاريخ في معركة أحد.
[4] - سورة الأحزاب، آية 25
[5] - الدر المنثور - جلال الدين السيوطي:5/192، ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي:1/281، مناقب علي بن أبي طالب (ع) وما نزل من القرآن في علي (ع) - أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني/300(روى عن ابن عباس).
[6] - السيرة الحلبية - الحلبي:2/642
[7]- المستدرك - الحاكم النيسابوري:3/32، ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي:1/412 ، كنز العمال - المتقي الهندي:11/623.
[8] - مسند احمد بن حنبل 5 / 353 ، (صحيح) البخاري ج5 ص76 ،ص77 ، وبحار الأنوارج 39ص7 . الطرائف - السيد ابن طاووسالحسني ص 55.
... يتبع ...
|
|
|
|
|