|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
صفوان بيضون
ظاهرة انتشار التشيع (36)
بتاريخ : 12-Apr-2010 الساعة : 05:31 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ظاهرة انتشار التشيع
الحلقة (36)
السبب (24)
البرنامج الشيعي المتكامل لمجالات الحياة
يلاحظ المسلم في المنهج الشيعي ما يفتقده في بقية المذاهب الإسلامية ، فالتشيع نهج متكامل في شؤون الحياة ، من الإمامة والقيادة والمرجعية ، والقضايا الإجتماعية وأحكام الأحوال الشخصية ، منسجمة ومتناسبة مع غيرها. ويجد أن عقائد متينة رصينة أخذت من منبعها الأصيل النبي (ص) وأهل بيته (ع) .
فالأنبياء منزهون معصومون من الخطأ طاهرون ، والإمامة أصل من أصول الدين ، والإمام حجة الله في أرضه و لا تخلو منه الأرض في كل القرون والعصور ولو خلت لساخت بأهلها .
والمرجعيات الدينية لا تتأهل للمرجعية والقيادة الدينية إلا بعد دراسة وإتقان لأكثر من عشرين علماً ، وبعد درس وتدريس وتقوى ، قد يصل صاحبها إلى المرجعية بعد خمسين عاماً ، وقد ضبط أحكام الفقه وأخذه من منابعه ، في أصول الفقه إلى جزئيات الأحكام الفقهية في العبادات والمعاملات .
كما يجد المسلم رقياً في التعامل مع المرأة واحترامها تشريعاً وتاريخاً ، والنماذج التاريخية في احترام الشيعة للمرأة بارزة من خلال أم المؤمنين السيدة خديجة (ع) وابنتها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين فاطمة الزهراء (ع) ، وحفيدتها العقيلة زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب ، سلام الله عليهم جميعاً .
أما احترام الآخرين للمرأة الأسوة فهي شبه معدومة ، وبعض مجتمعات السنيين لا زالت تتعامل مع المرأة معاملة جاهلية مسلوبة الحقوق والكرامة كما في مجتمعات الجزيرة العربية ، وبعضها يذبحها تحت مسمى جرائم الشرف بوازع قبلي بعيد عن تعاليم الدين . وتجد في مذاهبهم فقه ولاية العصبة ، فالعشيرة كلها لها الحق والولاية في تزويج المرأة ، بينما لا يعطي الفقه الشيعي هذا الحق إلا لشخصين الأب والجد للأب ، ويشترط أن يكون زواجها برضاها الكامل ، و إلا فهو باطل !
إن المذهب الشيعي منهج متكامل لأنه مذهب الإسلام الشامل لكافة شؤون الحياة ، وأول ما تجد فيه اهتمامه بمسألة حقوق الإنسان وكرامته .
ورسالة الحقوق المروية عن الإمام علي بن الحسين (ع) نموذج عال يبيّن عظمة هذا المذهب وأئمته (ع) ، فقد بيّن الإمام مجموعة الحقوق بادئاً بحق الله الأكبر ، وحق النفس ، وحق الأفعال ، وحق الزوجة ، والمملوك ، والوالدين ، والجار ، والخصم ، والسائل ، وحق الذمة وغيرها . وسنورد مقطعين من رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (ع) وهي رسالة مطبوعة ومتوفرة في المكتبات العربية ، وعلى صفحات النت لمن لا يستطيع الحصول عليها من مكتبات يحاصرها حكام يعلنون العداء لتراث آل رسول الله (ص) .
قال الإمام (ع) عن حقوق الأم : وأما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحداً ، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحداً ، ووقتك بجميع جوارحها ، ولم تبال أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك ، وتعرى وتكسوك ، و تضحى وتظلك ، وتهجر النوم لأجلك ، ووقتك الحر والبرد ، لتكون لها ، فإنك لا تطيق شكرها ، إلا بعون الله وتوفيقه [1].
وقال (ع) في حقوق المسلمين على بعضهم : وأما حق أهل ملتك عامة فإضمار السلامة ، ونشر جناح الرحمة ، والرفق بمسيئهم ، وتألفهم ، واستصلاحهم ، وشكر محسنهم إلى نفسه ، وإليك ، فإن إحسانه إلى نفسه إحسانه إليك ، إذ كف عنك أذاه ، وكفاك مؤونته ، وحبس عنك نفسه ، فعمهم جميعاً بدعوتك ، وانصرهم جميعاً بنصرتك ، وأنزلهم جميعاً منازلهم ، كبيرهم بمنزلة الوالد ، وصغيرهم بمنزلة الولد ، وأوسطهم بمنزلة الأخ ، فمن أتاك تعاهدته بلطف ورحمة ، وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه [2].
بينما تتخبط المذاهب الأخرى يميناً وشمالاً ، وتتعصب وتسفك الدماء ، وتزور الحقائق ، وتلفق الأكاذيب دون أن تعرف الحقوق التي تجب عليها أمام الله والنفس والإنسان والأفعال والجوارح ، ومن أين سيعلمون واجبهم ويهتدون إلى طريقهم إذا هم منعوا تراث أوصياء نبيهم عليه وعليهم أفضل الصلوات والسلام .
وليست قوانين الأحوال الشخصية الإسلامية إلا نموذجاً ، بما تسببه من أزمات مستمرة في الأسرة والمجتمعات ! فالمرأة تعيش الشعور بالظلم في ظل مذاهب السنيين ، وخذ مثلاً مسائل الطلاق الذي حذفوا منه الشروط وهدموا به الأسرة ، والإرث الذي حرموا منه البنت من إرث أبيها كما حرم أئمتهم بنت النبي (ص) .
[1]- رسالة الحقوق، الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع)، حق الأم.
[2]- رسالة الحقوق، الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع)، حق أهل الملة.
... يتبع ...
|
|
|
|
|