منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - يا شباب.. نحن في عصر السرعة!
عرض مشاركة واحدة

صدّيقة
مشرف سابق
رقم العضوية : 4229
الإنتساب : Mar 2009
المشاركات : 279
بمعدل : 0.05 يوميا
النقاط : 208
المستوى : صدّيقة is on a distinguished road

صدّيقة غير متواجد حالياً عرض البوم صور صدّيقة



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان المنبر الحر
افتراضي يا شباب.. نحن في عصر السرعة!
قديم بتاريخ : 12-Apr-2010 الساعة : 05:49 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


من المفاهيم الخاطئة السائدة بين بعض شباب اليوم وفتياته هي أ نّنا في عصر السرعة.والعصر ـ والحقّ يقالـ عصر سرعة، في النقل والمواصلات، والتواصل والاتصالات، والفضائيات والمعلومات.ولكن .. ما دخلُ ذلك في عمل أقوم به ويراد منِّي أن أنجزه على خير وجه وكما يرام ؟!قد يكون دخله في أ نّه يهيِّئ لي مستلزمات العمل بسرعة أكبر من السابق. فبالأمس كنتُ ـ مثلاً ـ أستعين بمكتبة المدينة حتى أنجز بحثاً أو أعدّ دراسة، الأمر الذي يتطلب مراجعات عديدة وأوقاتاً كثيرة وجهوداً طائلة، واليوم المكتبة تقف ماثلة بين يديّ وتنتظر إشارة منِّي، أو الضغط على أزرار معيّنة مما يمكنني من التسريع في إعداد البحث وإنجاز الدراسة.لكنّ البحث نفسه يحتاج إلى زمن كاف حتى ينضج ويأتي مقنعاً متكاملاً، ولا يعفي الكاتب أن يتذرّع بالسرعة إن كان بحثه أو دراسته غير مستوفية للشروط، بل إنّ الإمكانات المتاحة ـ والمشار إليها ـ تجعل الحساب عسيراً على الباحث الذي يقصّر في بحثه، فالإنتاج السريع غير المتأنّي كثيراً ما يكون باهتاً وعرضة للنقد وللنسيان بسرعة.وقد تكون السيارة اختصرت لي الكثير من الوقت الذي كنت أضيّعه في الطريق إلى زيارة قريب أو صديق، لكن طبيعة الزيارة ينبغي أن لا تقع تحت طائلة المقولة الشائعة (نحن في عصر السرعة) خاصّة إذا كانت الزيارة مما يوطّد العلاقات الاخوانية، أو مما يعزّز صلة الرحم، ويرطب الأجواء ويعيد ما تكدّر من مياه إلى صفائها، أو حتى في دفع الهموم والغموم المتراكمة جرّاء اللهاث اليوميّ، أو كانت مما يساعد في زيادة العلم والمعرفة.لقد طالب الاسلام باختصار زيارتنا للمريض لأنّ المريض بطبيعة وضعه الصحّي والنفسي لا يتحمّل الإطالة في الحديث والإنفعال والمشاركة، ولكنّه ـ أي الاسلام ـ لم يطالبنا باختصار زياراتنا لإخواننا وأصدقائنا الأصحّاء. نعم، نهانا عن الإثقال عليهم واضطهادهم في البقاء لساعة متأخرة. أو البقاء عندهم رغم انشغالهم بأمور أهم.

رد مع اقتباس