|
مشرف سابق
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صدّيقة
المنتدى :
ميزان المنبر الحر
بتاريخ : 12-Apr-2010 الساعة : 05:50 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
السرعة مطلوبة في جوانب ومرفوضة في جوانب.ففي أعمال البرّ والخير والإصلاح والإحسان، العجلة مطلوبة ومحبوبة ولذا جاء في الحديث الشريف: «خير البرّ عاجله».وفي الأعمال التي تتطلب دقّة ومهارة وصبراً طويلاً وإتقاناً كبيراً، تغدو السرعة كمن يضع المواد الغذائية في قدر يعمل بالضغط البخاريّ لأجل أن ينضج الطعام بسرعة قياسية، والمتمتعون بذائقة جيِّدة للأطعمة يقولون إنّ الطعام حتى يكون لذيذاً شهياً فلا بدّ من أن يُطهى على مهل وليس على عجل.لقد أصبحت السرعة طابعاً للعلاقات والصداقات والانتماءات السريعة، وللزيجات السريعة، والمعاملات السريعة، والقراءات السريعة، والمتابعات السريعة والوجبات السريعة، ولذلك كثيراً ما انقلبت السرعة إلى ردّ فعل عكسيّ، فالصداقة السريعة تتحول إلى عداوة مقيتة، والزواج السريع إلى محاكم الطلاق، والقراءة السريعة إلى الإستنتاجات الخاطئة، والوجبات السريعة إلى المصحّات وعيادات الأطباء والصيدليات.نعم، لقد وصف الله تعالى الانسان بالعجلة في قوله: (خلق الانسان من عَجَل ).فهو يتعجّل الخير، ويتعجّل النتائج، ويتعجّل الصعود إلى القمّة، ويتعجّل الوصول بسيارته إلى مقصده، ويتعجّل قطف ثمار ما يزرع وهي فجّة، ونسي أنّ «في العجلة الندامة وفي التأنّي السلامة». ونسي في ظلّ عجلته وتسرّعه أنّ «من صبر ظفر ومن لجّ كفر» مثلما نسي أيضاً أنّ «مجتني الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه».جميلٌ أن لا نضيّع أوقاتنا هدراً.وجميلٌ أن نوظّف كل دقيقة من دقائق حياتنا، بل وكلّ لحظة فيما ينفع الناس وينفعنا.جميلٌ أن لا نؤجّل عمل اليوم إلى غد.جميلٌ أن نعجّل بالبرّ.ولكن الأجمل :أن لا نضحي بالجودة والإتقان والدقّة والكفاءة العالية ..وبدلاً من أن يكون شعارنا (اسرع .. فأنت في عصر السرعة) .. ليكن شعارنا «رحم الله امرأً عمل عملاً فأتمّه وأتقنه»....موقع البلاغ
|
|
|
|
|