|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
صفوان بيضون
ظاهرة انتشار التشيع (37)
بتاريخ : 13-Apr-2010 الساعة : 06:34 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ظاهرة انتشار التشيع
الحلقة (37)
السبب (25)
دعم قضايا المسلمين الرئيسية والقضية الفلسطينية
الشيعة كدولة وحركات أكثر إيماناً وعملاً وجديةً وحماساً ، في الدفاع عن القضايا الإسلامية المصيرية للأمة ، أما أكثر السنيين من حكام ومحكومين فقد ظهر منهم التخاذل بل التآمر في كثير من الأحيان ، كما يحصل في القضية الفلسطينية منذ اغتصاب الأرض المقدسة .
لقد أقامت إيران البهلوية علاقات قوية مع الإسرائيليين والأمريكيين وكانت حامية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط ، وما أن انتصرت الثورة الإسلامية حتى أغلقت سفارات المصالح الأمريكية والإسرائيلية ، وفتحت محلها سفارة فلسطين ، وتم دعم الفلسطينيين دعماً هائلاً واسعاً، معنوياً ومادياً وسياسياً .
وقد استمر ذلك في ظل مقاطعة وحصار الأنظمة السياسية في المنطقة للحكومة الفلسطينية في غزة ! والمؤكد أنّ كل مشاكل إيران مع أمريكا والعالم الغربي بما فيها تضخيم ملفها النووي إنما هو بسبب مواقف إيران المبدئية من القضية الفلسطينية .
من جهة أخرى تجد أن إيران والشيعة يدعوان دائماً وأبداً إلى الوحدة الإسلامية ونبذ التفرق ، وتحتفل إيران ومناطق الشيعة سنوياً بأسبوع الوحدة الإسلامية من 12 إلى 17 ربيع الأول ، وهو يوم ولادة نبينا الأكرم محمد (ص) ، حيث تختلف روايات الفريقين بين هذين اليومين . فيطرح الشيعة بقوة وصدق موضوع الوحدة والتقريب بين المذاهب الإسلامية ، بينما تخشى المذاهب الأخرى من التقارب الإسلامي وتعتبره خطراً على مفكريها ومثقفيها !
وقد دعا الإمام الخميني(قدس سره) ليوم القدس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان من كل عام ، ونقل القضية الفلسطينية نقلة نوعية حتى أصبحت بعدها إسرائيل تخشى على نفسها من الزوال .
والسؤال : لماذا يقف الشيعة مع فلسطين وقضايا الأمة ، و يتخاذل العرب وبقية المسلمين ؟ ولماذا تمد إيران يد الدعم المالي والسياسي والإعلامي والعسكري لأخوتها في الدين وتعتبر ذلك واجباً شرعياً ملزماً ، بينما يمتنع العرب عن ذلك ؟!
لقد كان الشغل الشاغل للإعلام العربي الأكاذيب وحملات التضليل والتزوير ضد الشيعة وإيران ، حتى جاءت حرب لبنان 2006 وحرب غزة 2008 فأظهرت ما كان خافياً وفضحت العربان وسودت وجوههم لدى الشعوب !
لقد تعرى حكام العرب وسمتهم أمريكا دول الاعتدال والحلف السني الإسرائيلي ضد إيران والشيعة والمقاومة !
ولقد شارك حكام هذا الحلف في السعودية ومصر والأردن ودول أخرى أقل ذكراً في وسائل الإعلام مشاركة فعالة في حرب غزة ضد الفلسطينيين كما شاركوا من قبل ضد اللبنانيين في جنوب لبنان !
وعندما كان الإسرائيليون يسقطون القنابل على رؤوس الأطفال والنساء والشرفاء في لبنان وفلسطين كانت دول الإعتلال محطات لتجار السياسة الأميركيين !
لذلك فإنّ كل طفل فلسطيني ولبناني سقط في الحرب ، وكل تدمير حدث ، فإنّ قسطاً من جريمته و إثمه في أعناق عرب الإعتلال والإبتذال !
لقد صرح سياسيو إسرائيل بأن حرب تموز2006 هي الحرب الأولى التي يشارك فيها العرب إلى جنب إسرائيل منذ الأيام الأولى !
وقد أصر العربان على إسرائيل ألا توقف الحرب حتى القضاء على الشرفاء المقاومين الشيعة نهائياً ، ثم تكرر نفس المشهد في كانون الأول2009 إذ صرح الإسرائيليون بأن بعض الدول الغربية تطلب وقف الحرب وبعض الحكام العرب يطلب مواصلتها حتى القضاء على أبناء فلسطين في غزة !
لا شك أن هذه المواقف الشيعية الشجاعة ، والمسؤولية العظمى التي يتحملها الشيعة ممثلين في إيران وحزب الله ، تنال تأييداً واسعاً حتى في أوساط الشعوب التي تجهل عظمة الفكر والتراث الشيعي.
وبالتعمق في سبب هذا الدعم للقضية الفلسطينية تجد وراءه تراثاً وفكراً ونهجاً من العقيدة التي تدفع الشيعة وإيران إلى الوقوف مع أخوتهم في فلسطين رغم الاختلاف في المذهب ، فـ (إنما المؤمنون أخوة) [1] .
وتجد السند من أهل البيت (ع) في الوقوف مع المظلوم وقد روي عن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (ع) في وصيته إلى الإمامين الحسن والحسين وأهل بيته (ع) قوله : (قولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً) [2].
ثم إن فلسطين لها قسط وافر في التراث الشيعي ، وعقيدة الإمام المهدي (عج) مرتبطة بالقدس . وكذا روايات المذاهب الأخرى ، لكن المشكلة في الإيمان العملي بتلك النصوص ، والمشكلة عند السنيين هي في ارتباط المؤسسة الدينية بالحاكم الذي يخشى من ظهور مصلح يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً ! ولذا فهو يعاقب على نشر تلك الروايات التي ملأت الكتب !.
كما أن روايات المهدي (عج) والقدس في مصادر السنيين مرتبطة بالإيرانيين ! ومنها هذا النص :( تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء) [3]. فهي تتحدث عن حركة عسكرية وجيش يزحف من إيران نحوالقدس التي تسمى إيلياء وبيت إيل [4].
[1] - سورة الحجرات، آية 10
[2]- نهج البلاغة، الكتاب رقم 47
[3] - مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل:2/365، سنن الترمذي - الترمذي:3/362، تاريخ مدينة دمشق- ابن عساكر:32/281، كنز العمال - المتقي الهندي:14/261، المعجم الأوسط - الطبراني:4/31
[4] - عصر الظهور ، الشيخ علي الكوراني العاملي ، ص 227
...يتبع ...
|
|
|
|
|