[صفوان بيضون]

ظاهرة انتشار التشيع

الحلقة (39)

السبب (27)

رحمة الشيعة في تبليغ الدين وهداية الناس

أتباع أهل البيت (ع) أكثر رحمة في إيصال الإسلام الصحيح لغيرهم ، وأكثر شفقة على الآخرين ، وخوفاً من بقائهم جهلة بعيدين عن الدين أو منحرفين .
ولذا تجدهم يعملون لإيصال الحقائق الدينية والتاريخية التي حاول الخلفاء السابقون من أمويين وعباسيين إخفاءها .
وأساس ذلك كله وصايا الأئمة ا(ع) لذين كانوا حريصين على هداية البشرية جمعاء ، والتعامل مع المخالفين وإسداء النصائح لهم بالحسنى ، وبالتقوى والعلم والحلم والمعاني الأخلاقية السامية . ولقد بكى الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء لأن أعداءه يدخلون النار بسبب قتالهم له وقتله ، بينما لا تجد عند بقية المذاهب هذه الحرقة والحرص وغالباً يحل محلها التعصب والشتائم .
إنّ أتباع أهل البيت يحملون مسؤولية عظمى هي تبليغ رسالة الله الحقة ، وتبديد الجهل والظلام لدى أبناء الأمة الإسلامية .
وهذا الواجب الديني ينطوي تحت فرع من فروع الدين الرئيسية هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وكما أنّ تعليم الجاهل واجب ، فكذلك بتبليغ الدين والعقيدة ونعمة الولاية إلى الآخرين ، قال تعالى وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [1] .
و إنّ المراكز الإسلامية و الحوزات العلمية الشيعية تستقبل أبناء كل المذاهب الإسلامية بكل تسامح وأخوة ، دون التدخل في خياراتهم العقائدية ، فهي مراكز هدى لتبليغ الدين الإسلامي الصحيح في العالم .
إن إيصال تراث أهل البيت (ع) وهو أغنى و أعظم تراث إنساني إلى العالم مسؤولية عظمى ، لا ينبغي التقصير فيها والمجاملة ، و بيان هذا المذهب الحق توفيق كبير للمسلم ، لتخليص المسلمين من الإنحرافات والمذاهب الباطلة.
وإن تبليغ الطوائف لمذاهبها حق طبيعي لهم ، لا يجوز أن تنحدر الحريات في الدول العربية فتحرمه وتجرم المرء بفعله ، وللإنسان بعد ذلك الخيار .
إن هذا التعبير والتبليغ تجيزه كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية ، وكما لا يجوز أن يجبر الناس على تغيير معتقداتهم أو مذاهبهم بالقوة ، لا يجوز إجبارهم على البقاء على معتقدات آبائهم وأمهاتهم !
و إن ما يثار بين فترة وأخرى حول قمع الحريات الدينية والمذهبية في الدول العربية يعبر عن انحطاط إداري وأخلاقي وديني .
وكذلك محاولة تصغير مذهب أهل البيت (ع) وربطه بدول أو بأشخاص ، هذه محاولة خاطئة و تهمة باطلة ، فهو أكبر من ذلك ، وهو تراث رسول الله (ص) ، يغترف منه من وفقه الله للهداية .

[1] - سورة الضحى ، آية11