عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي الأحداث التي عاصرها على الأكبر
قديم بتاريخ : 23-Jul-2010 الساعة : 03:13 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .



الأحداث التي عاصرها على الأكبر

ما قبل العهد الأموي:


يمكن الإحاطة بما عاصره علي من أحداث ووقائع، وذلك من حيث إمكانية الوقوف على زمن ولادته وعمره الشريف. وقد سبق لنا القول بأنه ولد في مدة خلافة عثمان بن عفان، وعلى هذا الأساس فانه يكون معاصراً للأحداث الممتدة من تلك المدة، حتى سنة ستين للهجرة حين إسهامه الكبير بالحدث الجهادي الجليل المتمثل بثورة أبيه وجهاده الإسلام على بطحاء كربلاء..


ولا يخفى على اللبيب إدراك أن علياً لم يجهل الأحداث الماضية والوقائع السابقة لميلاده .. نظراً لكونها مقدمات لما يجري مما يعاصره، ولكونها تتكفل استيعابه لما يعيشه ويشهده.. فما يقع أيام حياته انما هو امتداد لحلقات الحوادث المنصرمة.. هذا وإنّ معلوماته لمجريات الأمور ومشكلات الماضي، ما هي إلا دروس تاريخية قيمة، ماهي إلاّ أحد مواضيع تربيته وتهيئته وإعداده.
وعليه فهو - لاسيما في شبابه - علي بينة مما قد حدت، الأمر الذي يزيده وعياً ويقظة لما يعاصره.

ولنحاول أن نمر سريعاً بما عاصره علي الأكبر..

أولاً : - لقد عاصر أزمة الخلافة الثالثة والمعضلات التي تراكمت على عثمان، حتى تبلورت الأمور فاشتدت مناوأته ومناهضته، فتألب المسلمون عليه، وجرت مشاكل مزعجة واضطرابات سياسية واجتماعية وبرزت المشكلة الاقتصادية فانكشفت مسألة التمايز عند بعض واستاثارهم بأموال المسلمين..
ولم يتمكن عثمان من وضع حدّ للإضطرابات، فأودت بحياته حيث قتله بعض الثوار، ومضى دون أن يلبي المطالب الإيجابية التي أريدت منه... كان ذلك أيام صغرهٍ - أي علي الأكبر - .



ثانياً : - ثم شهد وهو صبي، جده الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب () وهو أحرص الناس على الدين وأحوطهم على الإسلام.. فحينما قُتل عثمان وحينما انتهى عهد الخلفاء الثلاثة تجلت حالة الأمة وهي في حالة يرثى لها، في وضع منهار متردية متداعية، والأنكى من ذلك أن عثمان ترك على الأمصار عمالاً وولاة لا همَّ لهم سوى أنفسهم وتوسيع نطاق الانهيار والتردي الاجتماعي..

شهد جده وهو يتجنب قيادة مسيرة الأمة، بناءً على ما أصاب الأمة من تفكك وثغرات يصعب تلافيها ولا تزول إلا بوقت وزمان.. شهد جده الإمام وقد أضحى خليفة، وإماماً أُنيطت به عمليات النقد النظري ومباشرة التصحيح العملي، التي تمخض عنها حروب ثلاث..
فكأن أعداء الإمام أمير المؤمنين لم يرغبوا به خليفة وإنما رغبوا بالخلافة لهم ولهذا رغبوا بالحرب وسيلة بلوغ رغبتهم، فكانت معركة الجمل في البصرة..


أما صفين فهي معركة مع معاوية الذي كان من أكثر الناس ولعاً بالدم، وأول الناس سفكاً للدم الحرام.. وأعقبها معركة النهروان التي كان طرفها المقابل فئة الخوارج الحمقى الذين امتازوا بالرعونة والتطفل على فهم القرآن الكريم والتعالي على علي أمير المؤمنين، وقد فرقوا بين علي والقرآن وتكابروا عليهما في نفس الأوان.. وكأن ليس علي مع القرآن والقرآن مع علي وعلي مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار...


ثالثاً : - عاش عليّ الأكبر مأزق عمهٍ الإمام الحسن ، حيث قاد مجتمعا هجينا، يحتوي على الضعفاء في الدين والإيمان، فهو لم يتمّ نقده وتصحيحه جيداً خلال خلافة الإمام أمير المؤمنين المشهورة بأنها قصيرة.


فمجتمع الكوفة كان بأمس الحاجة إلى التربية والتصفية قبل الخوض به من أجل مستقبله، بيد أن مباغتات العدو ومواقفه تجبر القائد على أن يسرع في إعلان الموقف المناسب، فخرج الإمام الحسن بهم وهم يحملون بذور الهزيمة، الأمر الذي يفسر مواقف الجبن والخيانة التي أظهرها بعضهم بحيث عصفت بالموقف الجهادي الصارم، وأجبرت الإمام - وبعد أن انتظر ولم يرج منهم خيراً وأحب أن يكون الخير منه - على ما حدث من اتفاق مشروط، لا بقبل التزييف والمراوغة وقد وقع عليه معاوية كميثاق وعهد، يجب عليه الالتزام بكل مواده ومقرراته..

ولكن معاوية خان العهد.. وخاس به فنقضه دونما استثناء لمادة واحدة.

رد مع اقتباس