أهم واجباتنا زمن غيبة الإمام المهدي (6)
عجل الله تعالى فرجه الشريف
16 ـ السعي في خدمته u
للمؤمن أن يتأسّ بذلك بملائكة الله المأمورين بخدمة الأئمّة ، وحسبك شاهداً
r قول الإمام الصادق u في حديثه الذي تقدّم ذِكره : " ولو أدركتُه لخَدَمتُه أيّامَ حياتي "
والخدمة أخصّ من النُّصرة ، لأنّها تعني مباشرةَ الخادم لما يفعله ، ولأنّها تشتمل على التواضع للمخدوم ، بخلاف النصرة التي قد تحصل بغير المباشرة ، والتي قد لا تشتمل على التواضع للمخدوم .
17 ـ الاهتمام في نُصرته u
المراد بنصرته هو الإقدام والمساعدة في كلّ أمر يعلم المؤمن أنّه محبوب من قِبل إمامه u ؛ فالنصرة في زمن ظهوره تحصل على نحوٍ معيّن ، وفي زمن غيبته على نحوٍ آخر ، فقد تكون بالتقيّة ، وقد تكون بالدعوة إليه ، وقد تكون بالجهاد بين يديه ، وقد تكون بالدعاء في تعجيل فَرَجه وظهوره ، وقد تكون بذِكر فضائله ، وقد تكون بنصرة أحبّائه وأوليائه . قال تعالى : " ولَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُه إنّ اللهَ لَقَويٌّ عزيز " ولمّا كان لكل امرئٍ ما نوى ، فإنّ العزم القلبيّ على نُصرته في زمن ظهوره يستوجب للمؤمن ثواب الجهاد بين يدَي صاحب العصر u .
r وقد روى الكُليني عن الإمام الصادق u ، قال : إنّ العبد المؤمن الفقير لَيقول : يا ربِّ ارزُقْني حتّى أفعلَ كذا وكذا من البِرّ ووجوه الخير، فإذا عَلِمَ اللهُ عزّوجلّ ذلك منه بصِدق نِيّة ، كتب اللهُ له من الأجر مِثلَ ما يكتب له لو عمله ، إنّ الله واسعٌ كريم .
18 ـ تجديد البيعة له
المُبايعة : المعاقدة والمعاهدة ، كأنّ كلاًّ منهما باعَ ما عنده من صاحبه ، وأعطاه خالصةَ نفسه ودخيلة أمره . وقد أمر النبيّ
وسلم يوم غدير خمّ جميعَ الأمّة بمبايعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب u ، وروى علماء المسلمين عن النبيّ
وسلم أنّه قال : مَن مات ولا بيعة عليه مات مِيتةً جاهليّة ، وأنّه
وسلم قال : مَن مات بغير إمام ، مات ميتةً جاهليّة . ولمّا كان رسول الله
وسلم قد نصّ على الأئمّة
بأسمائهم ، وبيّن لأمّته أنّ أوّلهم عليّ بن أبي طالب u وآخرهم المهديّ : محمّد بن الحسن العسكريّ u .. فإن المؤمن يكون مُلزَماً بمبايعة إمامه u ، لئلاّ يكون من مصاديق الحديث الشريف « مَن مات ولم يَعرِف إمامَ زمانه ... » . وقد روي استحباب تجديد البيعة لصاحب العصر u كلّ يوم ، وذكروا أنّه يستحبّ قراءة دعاء العهد بعد صلاة الفجر كلّ يوم .
ويستحبّ تجديد العهد والبيعة له u في كلّ جمعة .
19 ـ صِلته u بالمال
ذلك بأن يجعل المؤمن بعض ماله هديةً لإمام زمانه u ، وأن يداوم على هذا العمل في كلّ سنة ، يستوي في ذلك الغنيّ والفقي ر، قال تعالى : " لا يُكلِّفُ اللهُ نفساً إلاّ وُسعَها " .
r وروي عن الإمام الصادق u أنّه قال : مَن زعم أنّ الإمام يحتاج إلى ما في أيدي الناس فهو كافر ، إنّما الناس يحتاجون أن يقبل منهم الإمامُ ، قال الله عزّ وجلّ : " خُذ مِن أموالِهم صَدَقةً تُطهِّرُّهُم وتُزكيّهم بها ".
r وروى الكُليني عن ابن بكير ، قال : سمعتُ أبا عبدالله ؛ الصادق u يقول : إنّي لآخذُ من أحدكم الدرهم وإنّي لَمِن أكثر أهل المدينة مالاً ، ما أُريد بذلك إلاّ أن تَطَهَّروا .
r وروي عن الإمام الصادق u ، قال : لا تَدَعوا صِلة آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين من أموالكم ؛ مَن كان غنيّاً فعلى قَدْر غِناه ، ومَن كان فقيراً فعلى قَدر فقره . ومن أراد أن يقضي اللهُ أهمّ الحوائج إليه ، فلْيَصِلْ آلَ محمّد صلوات الله عليهم أجمعين وشيعتَهم بأحوَج ما يكون إليه من ماله .
وتحصل صِلة صاحب العصر u في زمن الغَيبة بصرف المال في المصارف التي يُعلم رضاه بها وحبّه لها ، وبقصد صِلته ، مثل طبع الكتب المتعلّقة به ، وإقامة مجالس ذِكره ، والدعوة إليه ، وصِلة شيعته ومحبّيه ، خصوصاً الذريّة العلويّة ، والعلماء الناشرين لمعارف أهل البيت
ورواة أحاديث الأئمّة الطاهرين ، ونحو ذلك .
r روى الشيخ الصدوق في الفقيه عن الإمام الصادق u ، قال : مَن لم يَقدِر على صلتنا ، فليصِلْ صالحي موالينا ، يُكتب له ثواب صلتنا . ومن لم يقدر على زيارتنا ، فليزُرْ صالحي موالينا ، يُكتب له ثواب زيارتنا .
... يتبع ...