منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - مولد الحجة أرواحنا فداه( أبو الزهراء الدمشقي )
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي مولد الحجة أرواحنا فداه( أبو الزهراء الدمشقي )
قديم بتاريخ : 28-Jul-2010 الساعة : 04:21 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


تتمة موضوع
مولد الحجة أرواحنا فداه
وأيم الله فإن هذا الشيخ الكبير هو العالم حقاً برسول الله وأهل بيته الكرام ، وأكبر أدلة علمه هو إعلان عجزه عن الحديث عن كراماتهم فضلاً عن الاتصاف بها... وكوني قاصر عن الحديث عن المولى صاحب هذه المناسبة العطرة لذا سأقتبس من محاضرات الشيخ الخراساني باقي الكلام .. وهو العالم بما يقول ...
يقول الشيخ في إحدى محاضراته التي ألقيت في قم المقدسة :
ليس إمامُ العصر u بالشخصِ الذي نعلم عنه شيئاً ، بل إننا لا نعلم عنه شيئاً بتاتاً !.. ولكننا نلج الموضوع من حيث أنه ذكر وتوسل ، وعملنا هذا.. أعني .. الحديثَ حول إمام العصر u إنما هو على نحو تبصبص الكلب حول سيده ! ولعمري فإن هذه الدعوى أيضاً لا بد من الاستغفار منها !!؟؟
ففي زيارة مولانا الحجة أرواحنا فداه نقول : " السلام عليك سلام من عرَفك بما عرّفك به الله ونعتك ببعض نعوتك التي أنت أهلُها وفوقَها..".
وهذه الجملة تعني أن جميع التعريفات المتداولة له u تعريفات خاطئة .
إنما التعريف الصحيح هو تعريف من خلقك يا مولاي ...
فهناك عبارة عجيبة تقول : " السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى ! ".
فمعلوم أن قدرة الإنسان على التخيل أوسعُ بكثيرٍ من قدرته على الرؤية بالبصر ، فلاحظوا إلى أي مدى يصل بصرُكم وما تراه أعينُكم ، ثم إلى أي مدى يبلغ خيالُكم ؟!.. طبعاً الفارق بينهما كبير . وبهذه النسبة يكون الفرق بين ما يبلُغُه الخيالُ وما يبلغه العقلُ ! فالعقول تدرك ما لا يدركه الخيال !.
فهل سمعتم عن شخص ينظر من الأرض إلى الجنة وإلى شجرة طوبى ، وإلى سدرة المنتهى ؟! إنه الإمام صاحبُ الزمان أرواحنا فداه !
فإذا كان نظرُهُ الشريفُ يصل إلى شجرة طوبى وسدرة المنتهى، فإلى أين يصل خياله ، وإلى أين يصل إدراك عقله ؟ ! هنا... نعرف لماذا أمر اللهُ الملائكةَ بالسجود لخليفته !
فإن حدودَ علم جبرئيل u وقدرتَه على الإدراك تقف عند سدرة المنتهى ، ففي المناقب من حديث ابن عباس عن المعراج : فلما بلغ (النبي) إلى سدرة المنتهى فانتهى إلى الحجب فقال جبرئيل : تقدم يا رسول الله ليس لي أن أجوز هذا المكان ولو دنوتُ أُنملةً لاحترقت !.
فإذا كان المولى صاحب الزمان يصل مدى نظره إلى سدرة المنتهى ، فيكون جبرئيل تحت نظره ، هذا فضلاً عن قدرة تصوره ، ثم قدرة تعقله صلوات الله عليه ، فكيف يمكننا أن نعرِّف الإمام المهدي صلوات الله عليه بغيرِ هذا التعريف : السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى وسدرة المنتهى .. ويتابع الشيخ الخراساني قوله : قد يتصور بعضهم أن هذه الأبحاث لا فائدة فيها ، لكنه لا يلتفتُ إلى أن مشكلاتَنا جاءت من تنقيصنا لمقام النبي والأئمة المعصومين من عترته الطاهرين صلوات الله عليهم ، ولأنا لم نقدرْهم حق قدرهم ، ولم نعطهم حقهم ومقامَهم الذي أعطاه الله لهم ، فتخيلناهم في مقاماتٍ دنيا ، بل صادرنا أحياناً مقاماتَهم لأنفسنا ! مع أن الذين يُنقصونَهم مقاماتِهم ولو درجة واحدة ، فضلاً عمن يصادرونها ويدّعونها لأنفسهم ، ينطبقُ عليهم قول الله تعالى : كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ...... وهذه هي خسارة الأبد ، وعذاب الكمد !. ....
وقد سأل أحدهم الإمامَ الصادق u عن الإمام المهدي u إذا ظهر كيف يسلمون عليه ؟ فقال : يقولون السلام عليك يا بقية الله ، ثم قرأ الآية : بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ .
فهو صلوات الله عليه بقية الله ، الذي انتهت إليه مواريث الأنبياء سلام الله عليهم والموجودُ لديه آثارُ الأصفياء ، فهو قِطافٌ منهم جميعاً ، وعصارةٌ لهم جميعاً ، وخلاصةُ عطر استخلصها الله من عطور العالم ، وجعلها في زجاجة نورانية ، فكانت الإمامَ المهديَّ أرواحنا فداه .....
فكيف يمكن لنا أن ندعيَ أننا ننتسب إلى هذه الشخصيةِ العظيمةِ ، وأننا من خُدامه أو خُدامِ خُدامِه صلوات الله عليه وعليهم ؟! لكنه هو الكريم سليلُ الأمجاد الكرماء ، نأمَلُ ببركة دمِ جدِهِ الحسينِ صلوات الله عليه أن ينظرَ إلينا نظرة رضاً ، تشمُلنا بها رحمةُ ربنا عزّ وجلّ ، وإلا فنحن لا شيء ، وليس في أعمالنا ما يقربنا إلى هذا العالمِ العُلويِّ من العلم والقدرة الإلهية !
وحتى‏ تعبيري المتقدم عن هذا الحديث‏ والبحث .. بتبصبص الكلب ، لا يمكن أن يتحقق هنا ويصدُقَ ! حيث أننا لم نجتزِ الامتحانَ بعد .. فصاحب الكلب قد يقذف كلبَه بألف حجر ، ولكنك تجدُ الكلبَ ‏يعود إليه ويتبصبص عند رجليه ، ولم نُقذف نحن بحجر واحد (من هذا البيت) بعدُ ، حتى‏ يتبيّنَ ، هل سنعود إلى‏ هذا الباب من جديدٍ ونصرّ على‏ لثم أعتابه ؟!...
ولا زال الكلام للمرجع الكبير إذ ينقل القصةَ العجيبةَ التاليةَ عن العلامة المجلسي رحمه الله في بحار الأنوار وفيها عبارةٌ للمولى صاحبِ الزمانِ تفتح آفاقاً من المعارف الإلهية فيقول (مع بعض التصرف مني) : ( عن محيي الدين الإرْبَلي أنه حضر عند أبيه ومعَهُ رجل ، فنعس فوقعتْ عمامتُه عن رأسه ، فبدت في رأسه ضربةٌ هائلةٌ فسأله عنها فقال له : هي من صفين ! فقيل له : وكيف ذلك ووقعة صفينَ قديمةٌ ؟! فقال : كنت مسافراً إلى مصر فصاحبني أحدهم وتذاكرنا في بعض الطريق وقعة صفين ، فقال ليَ الرجل : لو كنتُ في أيام صفين لرويت سيفي من علي وأصحابه ! فقلت : لو كنتُ في أيام صفين لرويت سيفي من أعداء علي ! فاعتركنا عَركة عظيمة ، واضطربنا فما أحسست بنفسي إلا مرمياً لما بي ! فبينما أنا كذلك وإذا بإنسان يوقظني بطرف رمحه ، ففتحتُ عينيْ فنزل إليَّ ومسح الضربةَ فتلاءمت ، فقال : إلبَثْ هنا ، ثم غاب قليلاً وعاد ومعه رأسُ مخاصمي مقطوعاً والدوابُّ معَه ، فقال لي : هذا رأس عدوك ، وأنت نصرتنا فنصرناك : وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . فقلتُ من أنت ؟ فقال : فلان بن فلان ، يعني صاحب الأمر صلوات الله عليه ، ثم قال لي : وإذا سئلت عن هذه الضربة ، فقل ضُربتها في صفين !).
والأمر هنا يتصل بمعرفة الإمامة ، فقد ربط الإمامُ روحي فداه قولَه : نصرتَنا فنصرناك ، بقوله تعالى : وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ، لأن نصرة أهل البيت نصرةٌ لله تعالى ، فقد نصرَ هذا المؤمنُ اللهَ تعالى ضد عدوِّ اللهِ ! والذي نصرَهُ على الناصبي ليس الإمامَ المهديَّ صلوات الله عليه بل اللهُ تعالى ، وهذا مثْلَ قوله تعالى لنبيه : " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللهَ رَمَى ..". ولم تكن القدرة في يد الإمام المهدي روحي فداه التي لمستْ جرحَه فشُفي من فوره قدرةٌ بشريةٌ ، بل قدرةٌ ربانيةٌ جرت على يد خليفة الله وهي أعظمُ من القدرة التي جعلها الله تعالى في يد نبيه موسى u...
إذ كان نبيُّ الله موسى u ينزِع يدَه من تحت إبطه فتضئُ للناظرين بإذن الله ، ويمسحُ بها فتَشفي الأعمى والمريضَ بإذن الله ، ولكن السرَّ الإلهيَّ الذي في يد الإمام المهدي أرواحنا فداه أعظمُ وأعمُّ لأن ملكَ محمد وآله أعظمُ مما أوتي الأنبياء السابقون !
فعن أمير المؤمنين u قال لجابرِ بن عبد الله: نعم يا جابر إن ملكَنا أعظمُ من ملك سليمانَ بن داود، وسلطانَنا أعظمُ من سلطانه.
وعليه فإذا أردنا التعرفَ على الله تعالى والتقربَ إليه ، فعلينا التعرفَ أكثر على أكبرِ آياته ..... وليِّه وحجتِه وبابه والسبب المتصل بين الأرض والسماء .. ونحاولَ كسب رضاه عنا بمحاولة التشبه بصفاته وخصاله الكريمة ، فكلما ترقى المؤمن في معارجِ الأخلاق كلما ازداد قرباً من معدِنِ هذه الأخلاقِ وهو إمام الزمان ... وأينما عقدنا مجلساً ، فلْننورْ هذا المجلسَ بذكره واسمه الشريف ، ولْندأبْ على زيارة آل ياسين ودعاء الفرَج ... ولا ننسى دعاء العهد عَقِبَ صلاةِ الصبح ... ودعاءَ النُّدبة الشريفِ في أيام الجمعة والأعياد .. ولا ننسى الصدقات عنه صلوات الله عليه حتى يحفظه الله تعالى .
ويكفينا ما ورد عن الامام الصادق u : أنَّ من يدعو لقائمنا فانه يدعو له وطوبى لمن دعا له إمام زمانه . ولِنَعيَ تماماً ما يقول صادق أهل البيت عن حفيده الحجة المنتظر عليهما السلام : « لو أدركتُه لخَدَمتُه أيّامَ حياتي »
اللهم صل على ولي أمرك الحجة بن الحسن وعلى آبائه الطاهرين واجعل صلاتَنا به مقبولةً ، وذنوبَنا به مغفورةً ، ودعاءَنا به مستجاباً ، واجعل أرزاقَنا به مبسوطةً ، وهمومَنا به مكفيةً ، وحوائجَنا به مقضيةً ، وأقبل إلينا بوجهك الكريم ، واقبل تقربنا إليك ، وانظر إلينا نظرة رحيمة نستكملُ به الكرامة عندَك ثم لا تصرفْها عنا بجودك ، واسقنا من حوض جده بكأسه وبيده رياً روياً هنيئاً سائغاً لا ظمأ بعده يا أرحم الراحمين .
وكل عام وأنتم بألف خير ........
والسلام عليكم

نصف شعبان
أخوكم : أبو الزهراء الدمشقي .


رد مع اقتباس