منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الإيرانيون ودورهم في عصر الظهور
عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-Oct-2010 الساعة : 08:54 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ظهور الخراساني وشعيب في إيران


تذكر الأحاديث هاتين الشخصيتين من أصحاب المهدي وأنهما يظهران في إيران قرب ظهوره ويشاركان في حركة ظهوره المقدسة .

ولا تذكر الروايات أن الإيرانيين يرسلون قواتهم لمساعدة الإمام المهدي في تحرير المدينة المنورة أو باقي مدن الحجاز ، ويبدو أنه لاتكون حاجة إلى ذلك .

ولهذا تكتفي قواتهم التي تدخل العراق بإعلان ولائها وبيعتها للمهدي : (تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان (إلى) الكوفة ، فإذا ظهر المهدي بعثت إليه بالبيعة). (البحار:52/217) .


ومن جهة أخرى ، تذكر بعض روايات الروايات المصادر السنية حركة الإيرانيين واحتشادهم في جنوب إيران ، التي يحتمل أن تكون زحفاً جماهيريا باتجاه الحجاز نحو الإمام المهدي :
(إذا خرجت خيل السفياني إلى الكوفة بعث في طلب أهل خراسان ، ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي) (ابن حماد ص 86) .

وأن هذا الإحتشاد يكون بقيادة الخراساني في(بيضاء إصطخر) قرب الأهواز، وأن الإمام المهدي يتوجه بعد تحريره الحجاز إلى بيضاء إصطخر ويلتقي بأنصاره الخراساني وجيشه ، ويخوضون بقيادته معركة هناك ضد السفياني .


ومن المحتمل أن تكون هذه المعركة المذكورة مع قوات بحرية من الروم إلى جانب قوات السفياني ، كما سنذكر في حركة الظهور، ويؤيده أنها تكون معركة فاصلة تفتح الباب أمام المد الشعبي المؤيد للمهدي : (فعند ذلك يتمنى الناس المهدي ويطلبونه) (ابن حماد ص 86 ).


ومنذ ذلك الحين يصبح الخراساني وشعيب من أصحاب الإمام المهدي الخاصين ، ويصبح شعيب القائد العام لجيش الإمام المهدي ، وتكون قوات الخراسانيين هي الثقل أو ثقلاً كبيراً في جيش المهدي الذي يعتمد عليه في تصفية الوضع الداخلي في العراق من المعادين له والخوارج عليه ، ثم في قتال الترك ، ثم في زحفه العظيم لفتح القدس وفلسطين .
هذه خلاصة دور هذين الرجلين الموعودين من إيران ، كما يستفاد من أحاديثهما الكثيرة في مصادر السنة ، والقليلة في مصادرنا .


وقد جعلتني هذه الظاهرة أعيد التتبع والتأمل في أحاديثهما في مصادرنا، آخذاً بعين الإعتبار احتمال أن تكون من موضوعات العباسيين في أبي مسلم الخراساني ، لكني وجدت فيها روايات صحيحة السند تذكر الخراساني ، مثل رواية أبي بصير عن الإمام الصادق في اليماني وغيرها ، ووجدت روايات تدل على أن أمر هذا الخراساني الموعود كان معروفاًعند أصحاب الأئمة قبل خروج أبي مسلم الخراساني ومحاولة العباسيين استغلال أحاديث المهدي .


فأمر الخراساني ثابت في مصادرنا أيضاً ، ودوره الذي أشرنا إليه قريب من دوره الذي تذكره الروايات الواردة في مصادر السنة .
وكذلك في الجملة أمر صاحبه شعيب في مصادرنا ، وإن كانت روايات الخراساني أقوى من رواياته بكثير .


والأسئلة حول شخصية (الخراساني وشعيب) متعددة ، ومن أبرزها:
هل أن المقصود بـالخراساني في هذه الأحاديث رجل معين ، أم هو تعبير عن قائد إيران الذي يكون في زمن ظهور المهدي ؟

أما رواياته الواردة في مصادر السنة ، وكذا في مصادرنا المتأخرة ، فهي تدل بوضوح على أنه رجل من ذرية الإمام الحسن أو الإمام الحسين عليهما السلام وتسميه الهاشمي الخراساني ، وتذكر صفاته البدنية وأنه صبيح الوجه في خده الأيمن خال ، أو في يده اليمنى خال . الخ .
وأما رواياته الواردة في مصادر الدرجة الأولى عندنا، كغيبة النعماني وغيبة الطوسي فهي تحتمل تفسيره بصاحب خراسان أو قائد أهل خراسان أو قائد جيشهم ، لأنها تعبر بـ( الخراساني) فقط ، ولا تنص على أنه هاشمي .

ولكن مجموعة القرائن الموجودة حوله تدل على أنه شخص معين ، يكون خروجه مقارناً لخروج السفياني واليماني ، وأنه يرسل قواته إلى العراق فتهزم قوات السفياني .


ومنها، هل أن يكون اسم الخراساني وشعيب اسمين رمزيين لاحقيقيين؟
أما الخراساني فليس فيه مجال للرمزية لأن الروايات لم تذكر اسمه، نعم يمكن القول إن نسبته إلى خراسان لا تعني بالضرورة أن يكون من محافظة خراسان الفعلية ، فإن اسم خراسان والنسبة إليها يستعمل في صدر الإسلام بمعنى بلاد المشرق ، التي تشمل إيران والمناطق الإسلامية المتصلة بها ، التي كانت تحت الإحتلال الروسي ، فقد يكون هذا الخراساني من أبناء أي منطقة منها ، ويصح تسميته الخراساني .
كما لايفهم من مصادر الدرجة الأولى عندنا أنه سيد حسني أو حسيني، كما تقول مصادر السنيين.


وأما شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب ، فتذكر الروايات أوصافه ، وأنه شاب أسمر نحيل ، خفيف اللحية ، وأنه صاحب بصيرة ويقين ، وتصميم لايلين ، ورجل حرب من الطراز الأول ، لا ترد له راية ، ولو استقبلته الجبال لهدها واتخذ فيها طرقاً.. الخ. ومن المحتمل أن يكون اسمه رمزياً من أجل المحافظة عليه حتى يظهر أمر الله فيه ، وأن يكون اسمه واسم أبيه مشابهين لشعيب وصالح ، أو بمعناهما .


وتذكر بعض الروايات أنه من أهل سمرقند التي هي الآن تحت الاحتلال الروسي ، ولكن أكثر الروايات تذكر أنه من أهل الري ، وأن له علاقة ببني تميم ، أو من تميم محروم ، وهم فرع من بني تميم ، أو أنه مولى لبني تميم . وإذا صح ذلك ، فيمكن أن يكون أصله من جنوب إيران حيث توجد إلى الآن عشائر من بني تميم ، أو من بني تميم الذين استوطنوا من صدر الإسلام في محافظة خراسان ، وذاب أكثرهم في الشعب الإيراني ، وبقي منهم إلى اليوم بضعة قرى قرب مشهد يتكلمون العربية ، أو تكون له علاقة نسبية بهم .


ومنها ، السؤال عن وقت ظهورهما ، وقد تقدم في أول هذا الفصل أن المرجح أن يكون في سنة ظهور المهدي ، مقارناً لخروج السفياني واليماني، وإن كان من المحتمل صحة الرواية التي تقول: ( يكون بين خروجه- أي شعيب- وبين أن يسلم الأمر للمهدي اثنان وسبعون شهراً) . ( ابن حماد ص84 ) ، فيكون ظهورهما قبل ظهور المهدي بنحو ست سنوات .

أما المدة بين بداية دولة الممهدين الإيرانيين وبين ظهور الخراساني وشعيب ، فهي غير محدودة في الروايات كما ذكرنا ، ما عدا بعض الإشارات والقرائن التي تصلح دليلاً على التحديد الإجمالي

منها ، ما ورد عن قم وما يحدث لها من موقع ديني وفكري عالمي ، وأن ذلك يكون ( قرب ظهور قائمنا) . (البحار:60/213) .

وما ورد عن الإمام الباقر من قوله: ( أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر) (البحار:52/243) ، الذي يدل على أن المدة بين ظهوره وبين قيام دولة أهل المشرق ، لا يزيد عن عمر إنسان .


ومنها ، حديث: ( أتاح الله برجل منا أهل البيت ، يشير بالتقى ، ويعمل بالهدى ، ولا يأخذ في حكمه الرشا ، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة ، ذو الخال والشامتين الحافظ لما استودع يملؤها عدلاً وقسطاً) (البحار:52/269) والذي يدل على بداية دولة أنصار المهدي أولاً على يد سيد من أبناء أهل البيت ، وأنه يكون بعده قبل ظهور المهدي شخص أو أكثر، لأن الحديث ناقص كما ذكرنا ، فيكون الخراساني في آخر من يحكم إيران قبل المهدي ، والله العالم .

والسؤال الأخير عن الخراساني ، هل يكون مرجع تقليد ، أم يكون قائداً سياسياً إلى جانب المرجع ، كرئيس الجمهورية مثلاً ؟

فالذي يبدو من أحاديثه أنه القائد الأعلى لدولة أهل المشرق ، ولكن يبقى احتمال أن يكون قائداً سياسياً بإمرة المرجع والقائد الأعلى ، أمراً وارداً ، والله العالم .


انتهى بحمد الله وتوفيقه
المصدر عصر الظهور
لشيخ علي الكوراني



رد مع اقتباس