|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
من أعماق عاشوراء(أبو زهراء الدمشقي)
بتاريخ : 30-Dec-2010 الساعة : 05:17 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
بسمه تعالى
كما عودتنا الأخ الأستاذ أبو زهراء الدمشقي أن يزود منتدانا في موسم عاشوراء بموضوع جديد حول المناسبة
فقد أرسل لنا مشكوراً هذا الموضوع ، فنسأل الله أن يوفقه إلى المزيد من الدراسات الولائية .
من أعماق عاشوراء (1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله وبالله، والحمد لله، وصلى الله على أحبائه محمد وآله الطاهرين..
سلامٌ على آل ياسين، السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين ورحمة الله وبركاته، أشهد أن دمك سكن في الخلد واقشعرّت له أظلّة العرش وبكى له جميع الخلائق.
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بقية اللّهِ في الأرضين اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللّهِ الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ ويُفَرَّجُ بِهِ عَنْ الْمُؤْمِنينَ. إليك يا مولاي أرفع بخجل موضوعيَ المتواضعَ مشفوعاً بأحر وأصدق آيات العزاء باستشهاد جدك المعظم الإمام الحسين .
قبل أن أدخل في الموضوع أحببتُ أن أنقل لكم دون تعليق هذا الخبرَ الصغيرَ الخطيرَ الذي طالعتُه مؤخراً وأوجهه إلى أولئك الذين توقفوا عند قولِ مولاتِنا زينبَ في الكوفة: أفعجبتم أنْ تمطرَ السماءُ دماً.....فقد كتب أحدُ المؤلفين الإنكليز في كتابه تاريخ الإنكليز، والمؤلف عام 1954 للميلاد الأحداثَ التي مرت بها الأمّةُ البريطانيةُ منذ عهد المسيحِ إلى عصرنا الحاضر، وعندما وصل إلى أحداث العام 685 للميلاد ذكر العبارة التالية، أنقلها مترجمةً إلى العربية بالحرف الواحد ...
يقول الكاتب: في هذه السنة أمطرت السماء دماً وأصبح الناس في بريطانيا فوجدوا أن ألبانَهم وأزبادَهم قد تحولت إلى دم.....
في أمالي الصَّدوق وبعد حديث طويل عن مقتل الحسين (ع) تقول أم سلمة للرسول الأعظم ( يا رسول الله، سلِ الله أن يدفعَ ذلك عنه. قال : قد فعلتُ فأوحى اللهُ عزَّ وجلَّ إليَّ: أنَّ له درجةً لا ينالُها أحدٌ من المخلوقين، وأنَّ له شيعةٌ يَشْفعون فيُشفَّعون ، وأن المهديَّ من وُلْده ، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين، وشيعتُه همْ واللهِ الفائزون يومَ القيامة)
فالمسألة عظيمةٌ ومهولة أيُّها الإخوة.
فالإمامُ الحسينُ (ع) كان لا بد أن يستشهد في عاشوراء من أجل تحقيق أمورٍ ثلاثة:
أولُها: أنه نال تلك الدرجة من القرب الإلهي التي لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يدركَها أو أن يصل إليها.
ثانيْها: أنَّ شيعتَه يكونُ لهم حقُّ الشفاعة يومَ القيامة!
وثالثُها: أنّ وجودَ وليِّ العصرِ أرواحُنا له الفداء ودولةِ الحق العالميةِ التي تمتد إلى يوم القيامة، كلُّها ثمرةُ استشهاده.... ومن هنا يبدأ موضوعنا!!
فهناك وظيفة أساسية للدين لم تتحقق كاملةً بعد، وهي التي أوجد الله تعالى كلَّ الكون من أجلها، ألا وهي حاكمية القرآن على كامل الأرض وظهور الدين الإسلامي على الدين كله... فلعله قد تحقق ذلك في زمن الرسول الأعظم في بعض الأصقاع والمدن، أما الحاكميةُ للقرآن جُملة وتفصيلاً في كل مكان فتلك الوظيفة التي من أجلها ادخر الله حجته على خلقه الإمامَ الحجةَ بنَ الحسن أرواحُنا له الفداء. فالعدل أصل من أصول ديننا، والعدل اسم من أسماء الله عزّ وجلّ ولا بد أن يكون لهذا الاسم واقعٌ وتطبيق على هذه الأرضِ كي تتحقق الغايةُ من خلق الدنيا. ومن أجل قيام دولة العدل الإلهي، دولة الإمام المهدي المنتظر في آخر الزمان لابد من توفر عناصر هامة:
أولها: توفر دستور وشريعة إلهية كاملة لدولته، وهو القرآن الكريم مجسداً ببيانات وسلوك الرسول الأعظم وأهل بيته المعصومين عليهم الصلاة والسلام.
والعنصر الثاني: وجود زخم عاطفي وجداني يربط عموم الأمة الإسلامية بالقرآن والدين، وكانت هذه من أقصى غايات الإمام الحسين (ع) التي حققها في عاشوراء حيث ربط الأمة الإسلامية بدينها إلى اليوم الموعود ربطاً عاطفياً وجدانياً لا يضعُف ولا يزول بل يزداد اضطراماً وتأججاً يوماً بعد يوم، إنّ قضية الحسينِ وعاشوراءَ هامة وعظيمة إلى حد أن أبي بن كعب كان عند النبي عندما دخل عليه الحسين، فرحب به النبي وقال له: مرحباً بك يا أبا عبد الله يا زين السموات والأرضين! فتعجب أبيٌّ منَ احترام النبي لهذا الطفل وتكنيتِه له، ووصفِه له بأنه زينُ السماوات كلِّها وزينُ الأرضينَ كلِّها! فقال للنبي: وكيف يكون يا رسول الله زين السموات والأرضين أحدٌ غيرُك؟ قال: يا أبيُّ، والذي بعثني بالحق نبياً، إن الحسين ابن علي في السماء أكبرُ منه في الأرض، وإنه لمكتوبٌ عن يمين عرش الله عزّ وجلّ: مصباحُ هدىً وسفينةُ نجاة... فالنبيّ الأكرمُ في معراجه اخترق السموات واحدةً تلو الأخرى، وتجاوز الكرسي، ثم عَبَرَ عن سبعينَ ألفَ قائمة للعرش! وعندما وصل إلى منتهى المطالب والمقاصد رآها هناك! رأى مكتوباً عن يمين عرش الله عزّ وجلّ أن الحسينَ مصباح هدى وسفينة نجاة.
إنَّ هداية البشرية وصرحَ هدايتها له سبب وعلة محدِثة، وعلة مبقِية، والعلة المحدِثة هي بِعثةُ الأنبياء صلوات الله عليهم، من نبي الله آدم إلى النبي الخاتم صلوات الله عليهم أجمعين. والعلة المبقية للهداية إنما هي الولاية الكبرى، ولاية الأئمة من العترة الطاهرة عليهم الصلاة والسلام. والحسين بينهم محورٌ وقطبٌ دار حولَه جميعُ الأئمة، وعلَّةٌ مبقية للدين والهداية ولهذا كان زينَ السماوات والأرضين! وكان مصباحَ هدى وسفينةَ نجاة.. فالنبوة والإمامة معاً به باقيتان، وبشهادته (ع) أحيا الدينَ كلَّه من نبيِّ اللهِ آدم إلى النبي الخاتم، وأحيا علياً إلى آخر الدهر، إلى ظهور القائم من آل محمد فيملؤها قسطاً وعدلاً.
أما البعد الثالث الذي يُحتاج إليه لإقامة العدل الإلهي على وجه الأرض فهو وجود القائد الإلهي المعصوم العالِم بكل ما تحتاجُه الحكمة الإلهية من أجل قيام العدل والحق وهو الحجة بن الحسن صلوات الله عليه.
ويبقى العنصر الرابع وهو دورنا نحن، وتبينه الآية الكريمة (لقد أرسلنا رسلَنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) فالأمة والناس لهم دور في إقامة العدل الإلهي عندما يفهمون المطلوب منهم، فأحد أهم الأسباب التي من أجلها لم يظهرِ الإمامُ الحجة بعد هو أن البشرية إلى الآن لم تصل إلى المستوى الذي تطالب به بظهور المخلّص وإقامة العدل الإلهي على كامل وجه الأرض وبسط حاكمية القرآن في كل مكان.
... يتبع ...
|
|
|
|
|