عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي من أعماق عاشوراء (2)
قديم بتاريخ : 02-Jan-2011 الساعة : 06:10 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


من أعماق عاشوراء (2)

كيف إذن وبأي حق يمكن أن نبنيَ فكرَنا وعقيدتَنا بقطع النظر عن المقام السامي للإمام الحجة (ع) ، مع اعتقادنا أن المشروعَ الإلهي للمعصومينَ من عِترةِ النبيِّ مازال موجوداً فعلاً لم ينته بعدُ! فما زال سبحانه يقول : (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) ، وهذه الآية فسرَها الإمام الصادق (ع) بالإمام المهدي أرواحنا فداه حيث قال : ( واللهِ ما نزل تأويلُها بعد ، ولا ينزِل تأويلُها حتى يخرج القائم . فإذا خرج القائم لم يبق كافرٌ بالله العظيم ولا مشركٌ بالإمام إلا كرِه خروجَه، حتى أنْ لو كان كافراً أو مشركاً في بطن صخرةٍ لقالت يا مؤمنُ في بطني كافرٌ فاكسِرني واقتله )!

هذا المخلّص العظيم مازال الكونٌ موعوداً به وما زال هو موعوداً من ربه الحكيم وجده المصطفى حياً يرزق يعملُ في برنامجه بمساعدة الخِضرِ (ع) وجنودِ الله في الغيب، حتى يأذن له ربُّه بالظهور ليظهرَ الإسلام على الدين كله.. وما دام الأمر كذلك، فرؤيتُنا للتاريخ والحاضر والمستقبل يجب أن تختلفُ كثيراً ! ومشروعُنا في هداية الناس ودعوتِهم إلى الإسلام لابد أن يكون منسجماً مع المشروع الإلهي في المعصومين وأن يكون مشروعاً ممهداً للمهديِّ المنتَظر أرواحنا له الفداء.

ومن أول شروط هذا الانسجام أن ينصَّ أيُّ مشروعِ عملٍ على توعيةٍ عن مقام المعصوم (ع) ودورِه الأقدسِ في وجودنا. إذ من بديهيات مذهبنا الحق أن الإمام المهدي (ع) يقوم بدوره في حفظ العالم وحفظ الدين ، وألطافُه تحوطُنا من كل جانب، ولكنًّ استغراقَنا في عالم المادة جعلنا نغفَل عن الله تعالى ونغفَل عن حجته وخليفته في أرضه...

و يحتجّ البعض بأننا لا نذكرُه لأنه غائب !! فأقول لهؤلاء... وهل نحن نرى الله تعالى بأعيننا ، أو أننا نرى رسول الله وآله الأطهار بأعيننا ؟؟!!!، أم أنَّ إيمانَنا بهم غيب في غيب، فلماذا هذا التقصير بحق من بيُمنه يرزق الورى، وبه ينزل الله الغيث، وبه يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، وبه نهتدي إلى صراط الله المستقيم وطريقه القويم.

وأودُّ أنْ أسأل نفسي أولاً الأسئلة التالية، ثم أسألُها للإخوة الأحبة، لنرى معاً هل نقوم بأدنى واجبات إمامنا علينا أم أننا مقصرون في حقه؟؟؟

هل نحبّ إمامنا فعلاً ونحببه إلى الناس؟.
هل نذكره دوماً في مجالسنا؟.
هل نعتقد فعلاً أن أعمالنا تعرض عليه؟.
هل ندخل السرور على قلبه بفعل ما يحب وترك مايكره؟.
هل نحزن ونبكي لفراقه؟.
هل نقرأ دعاء الفرج عقب كل مكتوبة؟.
هل نجدد العهد للإمام كل صباح بدعاء العهد؟.
هل نقرأ دعاء الندبة في أعيادنا؟.
هل نصلي ركعتين ونُهديه ثوابَهما؟.
هل نتوسل ونستشفع به إلى الله تعالى؟.
هل نتصدق عنه؟.
هل نحج ونعتمر ونطوف عنه؟.
هل نزوره بزيارة آل ياسين المعروفة؟.
هل نزور والدته نرجس نيابة عنه؟.
هل نزور أمه الزهراء وأجدادَه المعصومين وبالأخص الحسين u نيابة عنه؟.
هل نشعر أصلاً بحاجتنا إليه في هذا الزمن العجيب وننتظر ظهوره بفارغ الصبر؟.

فإذا كنا نقوم مخلصين بهذه الواجبات أو بعضِها فلنأمل خيراً بالوصول لإمام زماننا ورؤيته بل وخدمته في زمن الغيبة قبل زمن الظهور، وإن كنّا لا نفعلْ، فنحن عن إمامنا بعيدون، وعن الحسين أبعد، ويُخشى أن تكون قلوبُنا معَه، ولكن سيوفنا عليه والعياذ بالله.

لا يكفي أيُّها الأحبة أن نقوم بهاماتنا من مجلسنا احتراماً لذكر لقبه الشريف، ولكن ينبغي أن تكون قلوبنا وضمائرنا في حالة قيام مستمر تأهباً واستعداداً لنكون التراب الذي يمشي عليه، وهي مرتبة عالية لا ينالها إلا ذو حظ عظيم.

لقد وصل الأمر بالبعضِ ممن يدعي التشيعَ لإنكار وجوده المقدس، أو دوره في وجودنا... والواقع، أننا نحن الغائبون وهو الحاضر، فكيف يغيب خليفة الله في أرضه عن القيام بمهامِ وواجباتِ خلافته، إذن لساخت الأرض بأهلها وماج العالم بسكانه.

يا إخوتي، هل يوجد شيءٌ أشد لصوقاً بالواحد منّا من اسمه الذي يكنى به، حتى هذا الاسم ينساه المرء في قبره من شدة الأهوال التي يراها لذا يذكِّرونَه به عند التلقين، فكيف نتوقع أن نتذكر إمام زماننا في القبر ونحن لا نذكره في الدنيا إلا اللمم، ونذكُرُ كلَّ شيء آخر أكثر منه.كيف نردد في كل مناسبة (يا ليتنا كنا معكم) ونحن في زماننا هذا مأمورون فعلاً أن نكون مع الحجة (ع) ولكننا لا زلنا لا نحاول معرفته ولا نقوم بأدنى واجباته علينا.

... يتبع ...


رد مع اقتباس