بسم الله الرحمن الحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
================================
المقابلة الخاصة مع
الملا جليل الكربلائي
( الحلقة الثالثة )
السؤال الرابع ( صفوان يسأل ) : لعلنا عندما نصف الملا جليل ( بالكربلائي ) ، نختصر كل حالات العشق الحسيني .
كربلاء : هذه القطعة المقتطعة من جنان الخلد ، كيف تراها عيون الملا جليل ، وأنت ولدت فيها ، ودرجت على ثراها ، وأنت تحملها في قلبك ، وتنشد لها من حنايا روحك ؟
الملا جليل : كربلاء مسقط رأسي ، ومكان الولادة في محلة ( باب الخان ) قريباً من جوار مرقد مولانا أبي الفضل العباس (ع) .
عندما أخاطب (بالكربلائي) ، أزداد فخراً وشرفاً ، بأني أحمل هذا الوسام .
ودون أي مجاملة أقول هذا الكلام ، أن العراق قاطبةً ، وكربلاء خاصةً جعلت في حنجرتي حنيناً وشجاً خاصين ، لذلك عندما أرتقي المنبر ، وأذكر الحسين ، وأذكر كربلاء ، بدون أي اختيار من نفسي تتساقط دموعي .
السؤال الخامس ( صفوان يسأل ) : أريد الآن أن أفتح ملفاً جديداً ، وأن أتحدث معكم عن حرفيّة الإنشاد .
- كثير من الشعراء يقولون أن القصيدة هي التي تطرق بابهم وليس العكس ، كيف هي الحال لدى المنشد ، بمعنى ، كيف يختار الملا جليل قصائده ؟
الملا جليل : القصائد التي نقرأها تنقسم إلى قسمين : القصائد العامية ، والقصائد الفصحى .
عندما أقرأ في دول خليجية أو في العراق أنظر إلى المجلس الذي أقرأ فيه ، ربما في دولة يرغبون اللغة الدارجة العراقية البحتة ، لكن عندما أقرأ في دولة أوربية أو في لبنان أو سورية وهم غير متعودين على اللغة الدارجة ، فأفضل الفصحى .
هذه نقطة ، النقطة الثانية : أنتخب القصيدة التي فيها رسالة إلى الشباب ، وفي نفس الحال التي تقدم المصيبة والتعازي .
في المناسبة التي أريد أن أقرأ لها أنتخب القصيدة التي يكون فيها عِبرة وعَبرة ، وعقائد وأمور اجتماعية ...
أعطيك مثلاً ، قصيدة في حق العباس (ع) ، تقول باللغة الدارجة :
" نيطه عينه حتى عينك بيها تتعفف ،
ولا تنظر إنته أعراض البريه .
نيطه كفه حتى كفك لا تمدها للأيادي الأجنبيه .
و نيطه راسه حتى راسك يرتفع لأعلى الثريه " .
وهذا مثال من مئات القصائد في هذا المجال .
- مداخلة : الأفضلية للشعبي أم الفصيح أم للملمع ؟
الملا جليل : أفضل القريض في الدرجة الأولى ، لكن في بعض المدن التي تقام فيها المجالس قد لا يتفاعلون مع القريض ، كبعض المدن العراقية ، فألتجئ للقصائد العامية ، والملمع له نكهته الخاصة عندي ...
... يتبع ...