منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - مقابلة خاصة مع الشاعر الكبيرالأستاذ مهدي جناح الكاظمي
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.18 يوميا
النقاط : 215
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي وابتدأ الحوار الجليل ..
قديم بتاريخ : 27-Jan-2010 الساعة : 08:37 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مقابلة خاصة مع الشاعر الكبير



الأستاذ مهدي جناح الكاظمي


قبل أن نبدأ ...


بطاقة تعريف مختصرة

( لأن السطور تظل متواضعة مهما اتسعت ، فهي لن تتسع له ولشعره )




مهدي جناح الكاظمي ...
· ولد في مدينة الكاظمية المقدسة ، من مواليد 1950 في محلة تُدعى ( أم النوامي ) ، جوارَ موسى الكاظم ، ومحمد الجواد عليهما السلام ، من عائلة عريقة في الكاظمية تمتد لأكثر من قرنين من الزمن ، تُدعى (آل جناح) ، من ربيعة .
· درس اللغة والأدب والمنطق على يد العلامة المرحوم الشيخ حامد الواعظي ، في مكتبة الشريف المرتضى سنة 1965 ، وقد أحبه هذا العلامة الجليل وشجعه كثيراً لما رأى فيه من مواهب متعددة في الشعر وغيره ، فهو مقرئ قرآن من الطراز الأول ، وله قدرة على ارتجال الشعر .
· برع في مجال الشعر منذ نعومة أظفاره ، وأول قصيدة كتبها في غدير أمير المؤمنين (ع) ، سنة 1966 ألقاها في مسجد الشريف المرتضى .
كتب الشعر العمودي والحر ، وكتب في كل مجالات الحياة ، لم ينشر في أي مجلة أو جريدة لحين عودته من سورية يوم 26-4-2003 م .
· حكمَ عليه بالسجن المؤبد ( قسم الأحكام الخاصة سنة 1981 ) لاتجاهه الحسيني ، ولرفضه المشاركة في الحرب العراقية الإيرانية ، ثم خرج في سنة 1986 .
· لم ينتم لأي حزب سياسي ، ويرى أن آلَ محمد (ص) هم قضيته وحزبه ، وما يزال مستقلاً .
· يعيش اليوم مع عائلته بجوار العقيلة السيدة زينب (ع) في دمشق ، وهناك كان هذا اللقاء .

السلام عليكم أستاذنا وشاعرنا الكبير ضيفاً عزيزاً على ( منتديات الميزان ) للدفاع عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) ، أبدأ معكم أستاذنا الأسئلة فوراً ، لأننا متلهفون لهذا اللقاء الغالي ....

السؤال الأول : بساتين حبيبتك الكاظمية ، وحدائقها وأشجارها ، تشهد لك وأنت الفتى العاشق ذكريات مغرقة في الحميمية ، عندما كنت تلتجئ إلى دعتها وسكينتها ، لتناجيها بطريقتك الفذة ، ما قصة تلك الشجرة التي كنت تجلس تحتها ....

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أرحب بكم وبكل أعضاء منتديات الميزان الأجلاء ...

كانت شجرة كثيفة الأوراق ، تلتف حول جذع نخلة ، كأنهما عاشقان ، يبكيان لفراق وشيك ، ، وكان أحد العاملين يتسلق النخلة ويردد من القصائد الحسينية ، وتارة يقرأ مجلساً لوحده ، فهو لا يرى الذي تحت الشجرة ، لكثافة أغصانها ، كنت أستمع وكأنني أنا الحضور العام في تعزية ، وبعدها كانت قصيدة : ( وحرام تستريح ---- أيها الجفن الجريح ) ، وقبلها كانت يا ظعن زينب .... حيِّ الكاظمية قديم قدمَ العشق الإنساني ...
اسمح لي أن أطلب منكم بعضاً من أبيات تلك القصيدة :
( الحسين أمير القلوب )

" سيدي أتتك كلماتي محرمةً تطوف بجرحكَ فبارك سعيها "


وحرامٌ تستريحْ
أيها الجفنُ الجريحْ
++++++
إنَّ بي قلبٌ يصيحْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
حدَّثتْ عنكَ الدماءْ
يا معين الأنبياءْ
++++++
أنت للحقِّ سماءْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت برءٌ للسقيمْ
وصراطٌ مستقيمْ
++++++
أنت ناداك الكليمْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت كهف اللائذينْ
وأمان الخائفينْ
++++++
أنت درب السالكينْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت للنفس أنيسْ
ولها خير جليسْ
++++++
أيها الجرح النفيسْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت مصباح الطريقْ
بعيوني يستفيقْ
++++++
أيها الحقُّ الحقيقْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت سفرُ الله فيكْ
يا وريثاً لأبيكْ
++++++
أيُّ سفر يحتويكْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت تسبيح الشفاهْ
ومنَ العرش عُلاهْ
++++++
أنت قرآنٌ تلاهْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أنت أنسي في الحياةْ
أنت ذُخري في المماتْ
++++++
أنت للقلب صلاةْ
يا حبيبي يا حسينْ
++++++
أحسنتم قصيدة رقيقة ورائعة .

السؤال الثاني : اليوم وأنت تسكن في دمشق ، تلك المدينة التي أسرت ألباب العديد من الشعراء ، ولها مع شعراء العراق علقة خاصة ، من أمير الشعراء محمد مهدي الجواهري ، إلى عبد الوهاب البياتي ، إلى السيد مصطفى جمال الدين ، مروراً بجابر الكاظمي ، ومدين الموسوي ، ومصطفى المهاجر ، ولا ننسى شيخ الشعر العراقي : الصافي النجفي ، وعميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الوائلي ...
أعجبتك الشام مثلما أعجبتهم ؟ ما قصة هذه العلقة ؟ وخصوصاً أنهم لجؤوا إليها وقت الحصار ، وأنت لجأت إليها بعد انتهائه .
- آسرة الشعراء ، ومحطُّ رحال الغرباء ، وهناك وشائج كثيرة تشدُّ الإنسان الحرَّ لهذه الأرض ، فرأس الحسين (ع طافها على الرمح تالياً للقرآن ، ومنها مكان موضع رأسه (ع) ، ومنها ضريح زينب (ع) خيمة الغريب ، وملاذ جراحه ، ناهيك عن المعالم الأخرى الفياضة بالعطاء الروحي والجمالي ، ثم إنني أغبط من سبقني من الشعراء لأرض الشام ، وأعطيتهم الحقَّ بتعلقهم بثراها الغضِّ ، وخصوصاً الشاعر المفكّر العلوي الكبير الصافي النجفي ، فإنه قضى أكثر عمره بين منابع بقين وجنات الغوطة ، ولم يسْتلبْه منها إلا قبره في العراق ، ولو لم تكن الشام أصيلةً وكريمةً وذات ميزة خاصة ، قياساً لغيرها لما أَسَرَ أهلُها قادةً وشعباً أمثال الجواهري ، وجمال الدين والبياتي وغيرهم من المفكرين ، وأنا لجأت إليها متأخراً لأكمل مسيرة من سبقني فأملأ الدنيا أناشيد تحمل اسم الحسين وزينب (ع) ، فتستقرَّ بناصية الخلود ، وهذا قدري ..
- أيها الطائر المهاجر ، ألا تحن إلى أعشاش الكاظمية .... وأنت وصفت حبيبتك الكاظمية بالحلم المستحيل ؟
- الكاظمية ... متى غادرتها ، حتى أحنَّ إليها ، إنها ذاتي ، فمن أين لي أن أغادرها ؟! وكونها الحلم المستحيل ، من المعلوم أن المكانَ واحدٌ من مكونات البيئة الشعرية للشاعر ، إنَّ جزئيات كياني من تراب الكاظمية ، وعطاآت موسى والجواد عليهما السلام ، وعبارة الحلم المستحيل لا يحيط بها معجم ، ولا تتسع لها الصفحات ، إنما الشعر المستحيل هو : الحلمُ المستحيل ..
هل من الممكن أن نسمع قليلاً من قصيدة :
( إلى حبيبتي إلى الحلم المستحيل : الكاظمية )

لك في جبين المجد مجدٌ اعظمُ
فُدِّيْتِ لا وَطِئَتْ ثراك الأنجمُ
++++++
لله صُبحكُ إذْ تنفسَ والندى
طفلٌ على أعتاب بابك يحلمُ
++++++
منْ جاء نبعَكِ حينَ يمتنعُ السما
ينبوعها مستسقياً لا يُحرَمُ
++++++
يجتاحُكِ النَسَمُ البليلُ معانقاً
لو كان يدري أيَّ ثغر يلثمُ
++++++
يلتفُّ حولَ ضفيرتيك مسبِّحاً
ويشمُّ رائحة الحنين فيكرُمُ
++++++
جناتك الألفافُ تصدحُ بُكرةً
حتى كأنَّ نخيلها يتكلمُ
++++++
أفيائُهنَّ النائمات على الثرى
أرواحُ عشاقٍ عليه تُحوِّمُ
++++++
قولي لموسى لا الكليمُ سميِّهُ
لا نوحُ أدركَ سرَّهُ لا آدمُ
++++++
وحفيده النورِ الموسَّدِ جنبَهُ
طراً ملائكة السما لك تخدمُ
++++++
لولاهما ما كنتِ بالغةَ الذي
صفحاتُك البيضاء فيه تُوسمُ
++++++
أولاء آل الله كلُّ كريمةٍ
بتراب أقدامٍ لهم تتكرَّمُ
++++++

سلام الله عليهم ، ننتقل أستاذنا إلى سؤال جديد ...

السؤال الثالث : شاعرنا الكبير حتى وفي الحصار وأنت داخله ، أبدعت القصائد الولائية ، دون حساب للخطر والمخاطرة ، وقصيدتك الغديرية خير شاهد على ذلك .
كيف يتسنى للعشق والخطر أن يجتمعا ؟ .

هذا من سرِّ العطاء الولائي لآل محمد (ص) ، حيث تتدفق الأشياء بلا استئذان ، لتعلن موقفها ، وتكشف عن هويتها ، بلا تردد ...
أما اجتماع العشق والخطر فهذا يجيب عنه الذي جُمعتْ فيه الأضداد ، وحَيْرةُ العباد ، الذي ألهمني الحبَّ والشعرَ ، أمير المؤمنين عليٌّ (ع) .
فهو سبب تعلقي بالشعر ، وأول قصيدة كتبتها في يوم غديره هي بمثابة تعبير عن حبه الذي يمتلكني قبل النطفة والعلقة ، وكل ما كتبته وأكتبه ، هو مقدمة لقصيدة لم تولد بعد ، ولعلها ستولد عند الصراط ، وأنا آخذ منه صكَّ العبور للقاء ذبيحه الحسين صلوات الله عليهم .

السؤال الرابع : العشق والخطر نقلتهما إلى السجن ، أنت حكم عليك بالسجن المؤبد ، ولم يمنعك من أن تحب من داخل السجن ، ولتعذرنا السيدة العلوية زوجتك ، لتدخلنا في هذه الخصوصية ، من داخل السجن كانت لك تجربة إنسانية عظيمة مع تلك السيدة الفاضلة والتي أصبحت فيما بعد زوجتك ، حدثني عن السجن والحب ؟

كانت أبواب السجن مغلقة ، ليلَ نهار ، عكسَ أبواب الله تعالى ، حفظت القرآن من أفواه الإخوة السجناء معي ،كنا ما يقارب الأربعين سجيناً في غرفة لا تكاد تتسع لعشرة ، وكل واحد منا يُعطي للآخر ما حَفظه من السور ، فالكتاب والقلم والأوراق كانت كلها من الممنوعات ، وبعد أربع سنوات أخرجونا إلى ( الجملون ) مكان يتسع إلى ستمائة سجين ، حيث تتم هناك زيارة ذوينا ومعارفنا في ساحة كبيرة تسمى ( المواجهة ) ...
هناك كان لقائي بالعلوية زوجتي ، حيث كانت تأتي لزيارة أخيها السجين معي ، سألته عنها وعن ولدين صغيرين معها ، كأنهما ملكان جريحان ، الولد عمره أربع سنوات ، والبنت سنتان ، قال : هي أختي أُعدِمَ زوجها ، وهو سيدٌ موسوي ، فتنامى الحبُّ الحسيني ، فخطبتها منه ، ونحن ما نزال في السجن ، وذلك كان سنة 1985 تقريباً ، والآن الولد مهندس معماري ، والبنت خريجة تربية ، ويعيشون معي وكأنهم أبنائي ، وإنما أتيت بـ ( كاف التشبيه ) لأنهم أبناء الحسين حقيقة ...
++++++++++++++++++
أستاذي الكريم سنتوقف اليوم عند هذا السؤال ، أنا أعرف أنك مشغول جداً هذه الأيام بالتحضير لذكرى الأربعينية ، وهناك مشروع سفر إلى كربلاء لمشاركة مواكب ( المشاية ) ، والملا باسم حفظه الله كل يوم يتصل عشرات المرات ، وقد أكرمتنا بهذا الوقت الثمين في خضم أشغالك ومسؤولياتك ، سنكمل المشوار معكم إنشاء الله .
++++++++++++++++++
أعزتي أسرة الميزان في الجعبة الكثير من الأسئلة والأسرار والرشحات السماوية الطاهرة مع هذا الرجل الكريم المتواضع والذي لا يرضى إلا أن يوصف بخادم أهل البيت وهنيئاً له هذه الخدمة ، مستمرين معكم في هذا الحوار المتواصل ، في منتديات الميزان بإذن الله .
++++++++++++++++++
أحوكم صفوان بيضون – دمشق العقيلة .
27-1-2010


آخر تعديل بواسطة صفوان بيضون ، 27-Jan-2010 الساعة 10:05 PM. سبب آخر: تصحيح املائي

رد مع اقتباس