منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - رحلة الى عرش الله
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.46 يوميا
النقاط : 287
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 41  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-Oct-2011 الساعة : 06:42 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل : 36



((شاب يبكي قلبك))

وجدت في طريقي حسينية اهل الكوفة العلوية الاحرار ؛ سلمت عليهم وصليت عندهم صلاة الفجر ذات الشهود؛ واذا هم قد حضروا الافطار؛ افطرت حامدا لله الواحد القهار بما انعم من رزقه الحسيني الهني وتابعت المسير الى سيد الاحرار عليه سلام رب الممات والحياة ؛ فوجدت سيارة كبيرة للحمولة جديدة وانيقة قد وضع فيها الطعام الذي يوزعه على الزوار فوقفت بين الناس مادا يدي نحو الطعام الشهي ؛ وانا اتبرك بوقفتي وانتظاري لانها لسيد الشهداء ؛ عليه قلوب كل ولي يرفرف بحبه الجلي .
فناولني صحنا فشكرت الله تعالى واردت ان التهم الطعام؛ فقال لي ولدا صغيرا ياعم ؟
فقلت نعم فقال: هل تعطيني هذا الصحن الذي بيدك فناولته اياه ووقفت مادا يدي نحو الموزع وقبل ان اتناول الصحن من الموزع رجع الصبي وبيده نفس الصحن الذي اخذه مني وقال يا عم خذه فقلت له لا احتاجه وها هو خادم الامام الحسين في حال مناولته لي الصحن الاخر ؛ قال وباصرار تام لا.. لاعمي خذ الصحن فاخذته منه وتحيرت هل من الصحيح ان اخذ الصحن منه لاني تذكرت هذه الرواية القائلة :
تهذيب‏الأحكام 9 158
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: أَنْتَ بِالْخِيَارِ فِي الْهِبَةِ مَا دَامَتْ فِي يَدِكَ فَإِذَا خَرَجَتْ إِلَى صَاحِبِهَا فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَرْجِعَ فِيهَا وَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله : مَنْ رَجَعَ فِي هِبَتِهِ فَهُوَ كَالرَّاجِعِ فِي قَيْئِهِ .
الإستبصار 4 109
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله مَنْ يَرْجِعُ فِي هِبَتِهِ كَالرَّاجِعِ فِي قَيْئِهِ .
ففكرت هل هي رجوع في الهبة فتشملني الرواية وكأني راجع بقيئي ؛ والعياذ بالله ؛ لكن فكرت ان هذا الصبي انما ارجع الصحن وكأنه يريد اعادة كرامته حيث طلب مني الصحن ولم يطلبه من الموزع؛ وكأنه تصور انني انا الموزع فطلبه مني والان ان لم آخذه منه قد اجرح واخدش كرامته؛ مع انني لست من رجع بهديته وانما ارجعها هو بنفسه وعلى اي حال ؛ اخذت الصحن منه وانا اكله و افكر مع نفسي عن الشعب العراقي وكيف ان له خصوصيات جدا جميلة وهي منبع للفخر والاعتزاز ولا اقول ليس هناك استثناء وانما الحساب عادة على الاغلب والله العالم ؛ كنا نزور في زمن الحكم البائد فنجد بعض الصبية و البنات الصغار كانوا يمدون ايديهم ويطلبون العطاء للفقر المصطنع الذي فرضوه على الشعب المظلوم ؛ وما ان تحسنت اوضاعهم واذا بك لم تجد اي اثر من هؤلاء؛ وماذا يعني هذا الا الاباء والعز والعمل وفق الضرورة وهذا الولد الصغير نموذج لما اقوله حيث انه اخذ الصحن مني ولكن ما ان حصل على صحن الطعام ارجع صحني ولم يمسه .
ثم سرت نحو كربلاء العز والاباء ....
والحمد لله قربنا من كربلاء ؛ واسمع الكثير يقول الان سنرى (السايلو) وهو مركز لخزن الحبوب وكان بناء مرتفع قد تراه من بُعد عشر كيلومترات وهكذا نسير والخدام يتوسلون بالزوار ؛ تعالوا وكلوا من التمر والشاى والفواكه والعصير؛ والكراسي منصوبة من جهتي الطريق ووجدت من بين الخدمة رجل كبير السن شاهدني وانا احمل على عاتقي الشال الاخضر وفي العراق وايران انما يحمل هذا الشال الاخضر من هو من ذرية الرسول الكريم صلى الله عليه واله ولذلك الكل ينادي هذا الحامل لهذا الشال ب ( سيدنا ) فناداني هذا الرجل الطاعن بالسن سيدنا ....سيدنا.... فقلت له: نعم يا عم قال :تعال الى مضيفنا وكل عندنا فقلت له : الله يشهد من كثرة ما تبركت بطعام سيد الشهداء امتلأت ولم استطع ان اكل. فقال: اقسم عليك بجدك الحسين الا ما جلست في مضيفنا؛ فدخلت المضيف ومجرد ان جلست شاهدت هناك صحن قد اكل منه احد الزائرين المشاة وترك الباقي فتناولت منه لانه قد مسته يد زائر تبركا واذا بالرجل الطاعن بالسن ياتيني بصحن جديد وقد ملئ من الرز واللوز وفيه مالذ وطاب ؛ حقا كنت اشعر ان هذا الخادم كأنه يتمنى ان يجعل مقلتيه في الطعام حبا لامامه .
وهكذا ونحن نسير واذا بنا نصل الى المقابر التي هي على اطراف كربلاء وهي المقبرة المعروفة في كربلاء ووجدت قطعة مكتوبة عليها بخط كبير من لم يكن عنده اجرة الدفن و.. فيدفن مجانا .
كم فرحت وسررت ان الانسان في اخلاقيات العراقيين لم يقلق لمصيره وعاقبته ؛ بل ويهدء باله ..
وانا اتابع المشي شاهدت شخصا ماسكا بيده دراجته وقد وضع عليها قليل من (النبق) فاكهة شجرة السدر يبكي قلبك منظره حينما تفكر بحاله وتعرف نيته حيث انه فقير ولم يملك ما يقدمه لامامه الحسين الا ثمار هذه الشجرةالتي هي في بيته ؛ تصور منظره وهو واقف وعلى محيّاه مسحة من حياء فتاة نجيبة خجلا من امامه ان لا يملك سوى هذه الفاكهة؛ وكان ينادي بنبرات متكسرة وكأنها قارورة صنعت من عقيق تتكسر فتكون صواعق على رؤوس جيش يزيد ومحبيه واتباعه تعالوا وتناولوا من هذه الفاكهة فاني لا املك سواها ......يا حسين .......يا حسين والله ابكاني وانا اكتب الان اشعر ان قلبي يؤلمني من شدة الحزن ودموعي تكاد تغسل وجهي من ذنوبها