منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - رحلة الى عرش الله
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.46 يوميا
النقاط : 287
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-Oct-2011 الساعة : 04:40 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل : 12

ورجعت الى بيت اخي ابو ميثم حفظه الله تعالى ووجدتهم واولاده في لهفة
الانتظار ؛ والمائدة جاهزة فجلسنا معا وبدءنا بالاكل ونحن نتحدث عن الاربعين الحسيني وكيف ان الطغات مع غطرستهم وتكبرهم لم يستطعوا الوقوف امام المشي الى كربلاء الحزن .
فقال اخي ابو بشير "وهو اكبر مني واصغر من اخي ابو ميثم" : كان في اواخر الحكم البائد رجل من كبار الامن العراقي فقد حُوّل اليه امر الوقوف والصد للزوار الماشين الى كربلاء الحزن ؛ ولكنه اعتذر عن قبول هذه المهمة ؛ فقيل له لماذا تخالف اوامر قيادة الثورة ؟
فقال : لاني كنت عقيما وكلما عالجت لارزق الذرية فلم ارزق الى ان اشار احدهم لي ان انذر المشي الى الامام الحسين فان نذرت فسيرزقك الله سبحانه الذرية ؛ ومباشرة بعد النذر رزقت العام الماضي وانا في هذه السنة لابد ان اذهب مشيا مع الزائرين ؛ وافعلوا بي ما احببتم لاني اخشى على ولدي من الموت ان لم اذهب.
ولما انتهينا من الاكل وذهبنا للنوم جلست نصف الليل وانا افكر في عظمة الزيارة ؛ وابرمج ليوم غد ؛ واذا باخي العزيز ابو ميثم جاء لي بالحليب الدافئ بدفئ الحنان الحسيني ؛ فعرفت امرا مهما وهو ان الكرم الحسيني الذي وفق له الشيعة في طريق الامام الحسين اثر كثيرا على طبائع العراقيين ؛ حيث انهم يفكرون قائلين مهما قدمنا لضيفنا الزائر فلا يساوي ذرة مما يقدمه الموالين في طريق المشاة لكربلاء ؛ لذلك كنت اجد اخي العزيز يقوم لي بخدمات فوق الضيافة والكرم بحيث تفهم منها انه يريد ان يقدم مهجته لامامه ؛ بل انها روحه بيده لا يعرف كيف يجعلها رخيصة حينما يقدمها لمن يمتثل امر ائمته في زيارة امامه الشهيد
نعم تجد هذا الكرم واضحا وجلي وهم خجلون لانهم يشعرون انهم لم يقدموا ما يحلق بروحهم في اجواء تقديم المستحيل ...اليس هذا هو خلق القرآن الكريم:
وَ الَّذينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى‏ رَبِّهِمْ راجِعُونَ (60)(المومنون)
الكافي 2 456 باب محاسبة العمل .....
عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ إِنْ قَدَرْتَ أَنْ لَا تُعْرَفَ فَافْعَلْ وَ مَا عَلَيْكَ أَلَّا يُثْنِيَ عَلَيْكَ النَّاسُ وَ مَا عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مَذْمُوماً عِنْدَ النَّاسِ إِذَا كُنْتَ مَحْمُوداً عِنْدَ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ قَالَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ لَا خَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلَّا لِرَجُلَيْنِ رَجُلٍ يَزْدَادُ كُلَّ يَوْمٍ خَيْراً وَ رَجُلٍ يَتَدَارَكُ مَنِيَّتَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ أَنَّى لَهُ بِالتَّوْبَةِ وَ اللَّهِ لَوْ سَجَدَ حَتَّى يَنْقَطِعَ عُنُقُهُ مَا قَبِلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مِنْهُ إِلَّا بِوَلَايَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ أَلَا وَ مَنْ عَرَفَ حَقَّنَا وَ رَجَا الثَّوَابَ فِينَا وَ رَضِيَ بِقُوتِهِ نِصْفِ مُدٍّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ مَا سَتَرَ عَوْرَتَهُ وَ مَا أَكَنَّ رَأْسَهُ وَ هُمْ وَ اللَّهِ فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ وَجِلُونَ وَدُّوا أَنَّهُ حَظُّهُمْ مِنَ الدُّنْيَا وَ كَذَلِكَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى‏ رَبِّهِمْ راجِعُونَ ثُمَّ قَالَ مَا الَّذِي آتَوْا آتَوْا وَ اللَّهِ مَعَ الطَّاعَةِ الْمَحَبَّةَ وَ الْوَلَايَةَ وَ هُمْ فِي ذَلِكَ خَائِفُونَ لَيْسَ خَوْفُهُمْ خَوْفَ شَكٍّ وَ لَكِنَّهُمْ خَافُوا أَنْ يَكُونُوا مُقَصِّرِينَ فِي مَحَبَّتِنَا وَ طَاعَتِنَا .
سالني اخي ابو ميثم ماذا ستعمل اليوم ؟
قلت له : اريد الذهاب لزيارة الامامين الكاظمين عليهما السلام فاني قد اشتقت لزيارتهما كثيرا ومن هناك اذهب لزيارة الامامين العسكريين عليهما السلام في سامراء .
وبعد تناول الافطار تهيأت للسفر ؛ وذهبت الى موضع السيارات التي تنقل المسافرين من اطراف مدينة النجف الاشرف الى بعض المدن العراقية الاخرى وهو المعروف "بكراج كربلاء" ولما ركبت الفت انتباهي امرا ؛ لعنت فيه كل ظالم وشكرت فيه نعمة الباري تعالى على ما بدل وحول من احوال العراق حيث ..
صرخ احد الركاب قائلا افلح من صلى على محمد وال محمد )
واجاب الركاب نداءه بالصلوات فكأنهم بجوابهم رضوان الله عليهم رموا بي الى ما قبل 35 سنة حيث كان الصلوات مخيفا للطغاة وأن من يجيب المنادي بها وكأنه متخلف ؛ وقد لا يكون في نفسه معتقدا بهذا الاعتقاد لكنه خوفا من الحكم الجائر يتظاهر بهذا التطور بزعمه ؛ والعجيب ان القرويين الذين كنا نأمل بهم ان يكونوا هم من اهل البساطة وعدم التعقيد في الاعتقاد ؛ فان الكثير منهم شملهم مكروب الظالم الجائر ؛ بحيث كنا نسافر ليلة الجمعة عادة من بغداد الى النجف الاشرف ؛ وناتي من الكلية الى منطقة توقف السيارات وتسمى "علاوي الحلة" وحدثت معي حادثة مهمة تذكرتها الان حينما اجاب الركاب نداء الصلوات