قلـب زينـب
في قلب زينب تذبل الأسماءُ
وتئن من فرط الهوى الأشياءُ
+++++++++++++++++++++++
فإذا المسمى أنهكته حروفه
وإذا الحروف أصابها الإعياء
+++++++++++++++++++++++
وتجف أقلام البيان تقزّماً
فمداد زينب أنفسٌ ودماء
+++++++++++++++++++++++
ويُطل قاموس الكرامة هادماً
لغة الطغاة ، وينتهي الإملاء
+++++++++++++++++++++++
في قلبها تخبو النواظر هيبة
ويفور نور محمد وسناء
+++++++++++++++++++++++
ويبوح نور العرش بالسر َّّالذي
في بوحه أمل لنا ورجاء
+++++++++++++++++++++++
ويشع مصباح البطولة ماحياً
تعب العيون ، وتزدهي الأضواء
+++++++++++++++++++++++
فترى على شط الولاية درّة
تخشى الصخور صمودها والماء
+++++++++++++++++++++++
هي درة علوية نورية
أم الرجال ، وعزمها الأبناء
+++++++++++++++++++++++
قم ناد زينب وانتظر رد السما
باسم الإله إجابة ونداء
+++++++++++++++++++++++
ناديت زينبُ ، والحروف تمردت
ردّ الإمام ، وردت الزهراء
+++++++++++++++++++++++
طهر البتول وصبرها وأنينها
ومن الأمير بلاغة وإباء
+++++++++++++++++++++++
عرَّفت زينبَ : شعةٌ قدسية
وأتيت أنبئ ، فانتهى الإنباء
+++++++++++++++++++++++
هي بنت من يسقي النخيل لقوته
وولاؤه للمؤمنين غذاء
+++++++++++++++++++++++
وطعامه خبز الشعير وشربة
وبكفه جود السما وسخاء
+++++++++++++++++++++++
وبكفه خير التراب وإنه
لأبو التراب ونبعه المعطاء
+++++++++++++++++++++++
هي بنت من بكت النبي لعلة
ألاّ ينال رضاءها الأعداء
+++++++++++++++++++++++
هي أخت من ساس الأمور بحكمة
حقن الدماء فما ارتضى الطلقاء
+++++++++++++++++++++++
أما الحسين فقصة عُلوية
وضعت نقاط حروفها الحوراء
+++++++++++++++++++++++
هي درة في كربلاء تألقت
فسطا على زهو الشآم فناء
+++++++++++++++++++++++
هي درة في الشام كان مَقامُها
فتزينت بضريحها الفيحاء
+++++++++++++++++++++++
فإذا الشآم بغير زينب خربة
ما زانها قصر سما وبناء
+++++++++++++++++++++++
كل الأوابد يا يزيدُ تهدمت
عبر العصور ونالها الإخزاء
+++++++++++++++++++++++
هُـُدَّّت قصورُ أمية وقبورُها
وعلى القضية يشهد الخضراء
+++++++++++++++++++++++
أما ضريحك شامخ متجدد
يعلوه تبر مبهر وبهاء
+++++++++++++++++++++++
هو معقل ، هو موئل ، ومحجة
هو منهل ، هو روضة غناء
+++++++++++++++++++++++
هي زينب تطأ الجباه تحدياً
فيزيد مات ، وللحسين بقاء
+++++++++++++++++++++++
قلبت موازين العروش وإنها
بنت لمن في عزمه الإفناء
+++++++++++++++++++++++
قد علمتنا كيف تنتصر الدما
تُملي ، وتقضي أمرها ، وتشاء
+++++++++++++++++++++++
كيف العتاة يهدّ عرش فجورهم
عزمُ الهداة ، ووِقفةٌ علياء
+++++++++++++++++++++++
في قلبها تشكو الحناجر بحة
وتموت من هول الأسى الأصداء
+++++++++++++++++++++++
هي بنت حيدرَ فاستمع لزئيرها
كيف الشفاه عيية بكماء
+++++++++++++++++++++++
وإلى الذين تخيلوا أن الوغى
سيفٌ يدك جماجماً ، ودماء
+++++++++++++++++++++++
ورؤوس قوم قد تجولت المدى
وعويل طفل خائف وبكاء
+++++++++++++++++++++++
القيد يُخزيه الأسير شآمة
والسيف تكسر نصلَه الأشلاء
+++++++++++++++++++++++
والنصر يعتنق المآذن شاهداً
أن الصلاة بغيركم بتراء
+++++++++++++++++++++++
ويجلجل الحق المهيب مردداً
آل النبي ووحيهم أحياء
+++++++++++++++++++++++
دمشق - العقيلة
ذكرى مولد الحوراء زينب
خادمها : صفوان لبيب بيضون