منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - عمار بـن ياســر 1
عرض مشاركة واحدة

خادم ابو الفضل
الصورة الرمزية خادم ابو الفضل
عضو مميز
رقم العضوية : 14302
الإنتساب : Apr 2013
الدولة : جنوب العراق
المشاركات : 325
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 147
المستوى : خادم ابو الفضل is on a distinguished road

خادم ابو الفضل غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم ابو الفضل



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : خادم ابو الفضل المنتدى : إضاءات من نور المراجع والعلماء
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-May-2013 الساعة : 12:28 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


عمار ابن ياسر 3
وفاته رضوان الله عليه

ولمّا شبّت المعركة في صفّين واحتدم القتال بين الحقّ والباطل بين علي أمير المؤمنين وبين معاوية، كان عمّار في صفّ جيش أمير المؤمنين () وفي أواخر هجمات القتال الذي استمرّ ثلاثة أيّام بلياليها وكانت آخر ليلة «ليلة الهرير»، زحف عمّار بن ياسير بكتيبته على الأعداء جيش الضلال جيش معاوية وحزبه من أهل الشام،
تقدّم عمّار بكتيبته وحامل لوائه هاشم المرقال يجاهد الباغين، لا يهدأ ولا يستقرّ، يجهد نفسه، ويجهد جيشه وينصبّ عليهم كالصاعقة، حتّى اليوم الثالث وعمّار وكتيبته في الميدان وهم أثبت من الجبال الرواسي، فلمّا مالت الشمس إلى المغيب ودخلت «ليلة
الهرير» طلب عمّار ماءً ليفطر عليه وكان صائماً فجيء إليه بإناء فيه لبن، فتبسّم قبل إفطاره واشرقت فيها نفسه وعلم أنّ أجله قد قرب فقال: قال لي حبيبي رسول الله (): «آخر شرابك من الدنيا ضياح من لبن وتقتلك الفئة الباغية»، أفطر عمّار على اللبن وهو على جواده وكرّ بكتيبته على الباغين مقبلاً غير مدبر لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه. ودلف ساحة القتال غير مبال، ثمّ وقف في وسط الميدان ينادي هل من مبارز؟ فبرز إليه فارس من السكاسك فتقدّم إليه عمّار فقتله، ثمّ برز إليه فارس آخر من حمى فقتله أيضاً، وجعل يقتل كلّ من يبرز إليه وتقدّم نحوه، وكان أبو العادية الفِزاري الجهني يتتبّعه أيّام عثمان، ويبغي له الغوالي، وها هو الآن يكيد له ويتحيّن له الفرصة، حتّى رأى انهماكه بالبراز وانحسار الدرع عن ركبته فطعنه طعنة نجلاء وقع على أثرها على الأرض وأطبق عليه فارسان
كانا معه فأجهزا عليه، فقضى نحبه، ألا لعنة الله على أبي العادية الفزاري ومن شاركه في قتل رجل طالما أفنى عمره في جهاد أعداء الإسلام. واستشهد عمّار وله من العمر أربعةٌ وتسعون عاماً.
وكان لمصرع عمّار صدى حزن بالغ في معسكر الإمام وتيقّن في معسكر الأعداء حيث علم أغلبهم أنّهم الفئة الباغية، ولكن لا يمكنهم التمرّد على معاوية وفي أثر ذلك شلّت حركة الدفاع في معسكر أهل الشام، ولكنّ أثره كان مؤقّتاً بسبب دهاء معاوية، كما ارتفعت الحماسة والمعنويّات في معسكر الحقّ معسكر الإمام ().
ولمّا قتل أبو العادية عمّاراً تصايح الناس من المعسكرين ويلك قتلت أبا اليقظان؟ قتلك الله وأخزاك وجعل النار مثواك.
عند ذلك اضطرّ معاوية وعمرو بن العاص إلى خداع الناس في معسكرهم بالتأويل «إنّ الذي قتل عمّار هو الذي أخرجه إلى ساحة القتال».
لو صدّق هذا الكلام لكان الرسول الكريم () هو الذي قتل عَمّهُ حمزة سيّد الشهداء وهو الذي قتل جعفر الطيّار لأنّه هو الذي أخرجهم للقتال في اُحد وفي مؤته.
وشهد خزيمة بن ثابت يوم الجمل ويوم صفّين وهو لا يسلّ فيها سيفاً، فلمّا قتل عمّار وهو في صفوف الإمام قال: الآن بانت لي الضلالة من الهدى، ثمّ تقدّم بسيفه وقاتل أهل الشام وهو في صفوف الإمام حتّى قتل.
قال: عمرو بن العاص، لقد سمعت رسول الله ()يقول: «قاتل عمّار وسالبه في النار» فردّ عليه معاوية كيف تقول ذلك، فيجيبه عمرو والله هو ذاك والله إنّك لتعلمه، ولوددتُ أنّي متّ قبل هذا اليوم بعشرين سنة.
لأنّ أيّ امرىء من المسلمين لم يعظم عليه قتل عمّار بن ياسر، ولم تدخل به عليه المصيبة الموجعة لغير رشيد.
وقف أمير المؤمنين () على عمّار وهاشم المرقال وأبّنهما خير تأبين وأمر أن يصف جثمانهما معاً فصلّى عليهما
معاً دون أن يغسّلهما أو يكفّنهما ودفنهما بملابسهما في أرض صفّين، وذلك في شهر صفر من سنة سبع وثلاثين للهجرة.
فسلام عليك يا أبا اليقظان وعلى المستشهدين معك يوم ولدت، ويوم أسلمت ويوم عُذِّبت، ويوم جاهدت، ويوم اُستشهدت، ويوم تُبعث حيّاً.


توقيع خادم ابو الفضل




رد مع اقتباس