منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي - النسخة الجديدة
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.46 يوميا
النقاط : 287
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Oct-2011 الساعة : 06:54 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



الفصل 6



- ((حمرة الوجنتين)) -



كانت احدى البنات من معارفنا الذين يسكنون قريب الجامعة ؛ كلما ذهبت لبيتهم ويصادف انها تفتح الباب لي ؛ اراها وقد أحمرّ وجهها ؛ وكأن لسان اللهيب القاسي يؤجج ما في كوامن وجودي من الشوق للمستقبل المترقب!
ففكرت ان ارسل لها رسالة لتستعد ليوم خطوبتي منها.
وكان الدافع الاساسي للرسالة عوامل شتى ؛ منها وسوسة سماحة الزميل الملتهب بغريزته وسفرته الخاطئة ؛ والتي كان نتاجها العداء بينهما؛ وجاء اقارب البنت يتوسلون بي ان اجمع بينهما لان سماحته لم يقبل ان يتزوجها ابدا ويقول لم يعجبني عفافها وكيف هي خدعت بي ومن يقول انها لم تخدع بغيري وتسافر معه كما سافرت معي ؛ ومن بعدها اصبحت حياتها ماساة ومعانات شاقة وعظيمة وقصتهم طويلة عريضة ؛ بالضبط كمااخبرتك قرائي الاعزاء ؛
وهو طبيعي لكل من لم يؤسس حياته على التقوى :
*أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانهَارَ بِه ِفِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[1]
والعامل الاخر الذی دفعني لكتابة الرسالة؛ هو عامل مهم ؛ بل هو ام المصائب لکثير من الشابات وللاكثرية من الشباب المساکين!!!
وهي الطامة الكبرى؟؟
حمرت الوجنتين!!!


حمرة كانت تعلو الوجنتين من خجل** خلتها حمرة عشق علت الخدين من فرط الوله


ولحظة كُشف الوهم وبدد المرح


ان الكثير من الشباب حينما يرى ان فتاة تنظر اليه ؛ فلا يشك انها عشقته ويسرح ويمرح بافكاره؛ويخطط ليل نهار لها؛ ساهرا ليله ؛ ولايشك هذا المسكين ان هذه الحورية كذلك ساهرة في حبه !!!!
بينما هي لا تعلم ولا تحلم بهذا الطائر المسكين الذي القى بنفسه فيقفص حبها ؛ وهي غافلة عنه ؛ وكانت نظراتها غير مقصودة بل هي سارحة بهمومها
تفكر بقضاياها التي تنم عن برائتها.
*إِنّ َالذِينَ يَرْمُونَ المُحْصَنَاتِ الغَافِلاتِ المُؤْمِنَاتِ لعِنُوا فِي الدُنيَا وَالآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ[2]
قارئي العزيز:
لا تنسى باني بدأت من اول يوم باحثا عن منبع الماء المعين لزوجة عفيفة تحتويني وتملئ مشاعري حنانا؛ واذا بي اجد نفسي قد رُبطت في قفص الشيطان وحبائله ؛
الشيطان وما ادراك ما الشيطان ؛
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ [3]
فانه ألقاني في متاهات بين هضاب وتلال من الاشواك المسمومة ؛فبدأت اركض وراء ما يروي الشهوة وينجيني من آلام الغريزة؛ مثل كثير من الشباب يبدء بريئا طاهرا
ولكن بخطط شيطانية ينسى الحقيقة فلا يجد نفسه الا وهو في شبك ابليس !!! وكل تلك الحبائل اجتمعت بهذه القصة التي وقعت فيها؛ فان احمرار الوجنتين كان اكبر شبك ابليس في طريق برائتي
وكان احمرار وجهها جمرة مشتعلة في قلبي لا اشعر معها أفي شتاء انا؛ أم في الصيف؟وكلما واجهتها؛ كأني حصلت لنفسي مفتخرا اذهب الى صاحبي المتمتع واقول له:
وانا ايضا حصلت على البغية الموعودة ؛ وهذه من آثار رفيق السوء كما ورد
لقد ورد عن النبي صلى الله عليه واله قال: إنما مثل الجليس الصالح و جليس السوء كحامل المسك و نافخ الكير فحامل المسك إما أن يحدثك و إما أن تبتاع منه و إما أن تجد منه ريحا طيبة و نافخ الكير إما أن يحرق ثيابك و إما أن تجد ريحا خبيثة.[4]



[1]التوبة : 109

[2] النور: 23.

[3] البقرة: 208.

[4] مجموعة ورّام: ج 2 ص 266.