[حسين نوح مشامع]

سلسلة أعضائنا المحرمة (01) المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُ‌وجِهِمْ حَافِظُونَ﴿5﴾ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ‌ مَلُومِينَ﴿6﴾ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَ‌اءَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴿7﴾المؤمنون

كنا في احد المجالس الوعظية، وفي احد بيوت الله التي أذن أن ترفع، ويذكر فيها اسمه، ويسبح له فيها بالغدو والآصال. وبعد انتهاء المجلس تقدم احد الأخوة المؤمنين من الخطيب، مقترحا" تخصيص احد مجالسه للكلام عن الثقافة الجنسية، وما يتوجب علينا معرفته عن أعضائنا، التي يحرم على الآخرين رؤيتها.

امتعض الخطيب وانتفض، كمن لدغه عقرب وقال: أترغب في الكلام عن أعضائنا التناسلية؟! إن الكلام عنها علناً عيب كبير في مجتمعنا، حتى الرجل وامرأته لا يمكنهما الكلام عنه، إلا في خلوة، وبعيد عن أسماع الناس.

نحن – شيخنا - لا نريد الكلام عن العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة، والتي لا يقومان بها إلا بعيداً عن عيون الآخرين، حياءً، وطاعة لله.

فقال الخطيب: فعن ماذا تريدني أن أتكلم إذاً؟!

نريدك - شيخنا العزيز - الكلام عن أعضائنا التناسلية، التي طلب منا العزيز القدير إخفائها عن الآخرين، نريد معرفة لما ركبها الله فينا، وما هو الهدف من ورائها، وكيف نتعامل معها، وكيف نقوم بالعناية بها ونظافتها!!

فرد الشيخ متذمراً: أما الكلام عنها مباشرة فلا استطيع، لكونها من المحرمات في مجتمعنا، أما عن نظافتها والعناية بها، فهذا شيء سهل يسير، ولكن نتكلم عنها بشكل عام وليس تخصيصاً.

شكرناه وتحركنا تاركين المكان، وصاحبي لا يزال يتمتم بينه وبين نفسه، كأنما قد أصيب بإحباط.

توجه إلي قائلاً: هل يمكننا القيام سوياً بهذا البحث نيابة عن شيخنا الوقور، ونبين ما لم يستطع هو توضيحه، حياءً وخوفاً من أسماع المجتمع.

قلت: يجب أولاً أن لا ننسى أننا نعيش في مجتمعٍ محافظ، وهذا الموضوع جداً حساس.

فرد مهموماً نافثاً ما في صدره من غليان: أنا اعرف ذلك، ولكن ماذا اعمل إذا كان بعض أبنائنا يلجئون إلى المواقع الإباحية للتعرف على طريقة عمل أعضائهم، التي نستحي منها نحن، رغم أن الله ركبها فينا لنستخدمها لمنفعتنا، فهل نحن افهم من بارئها؟!

قلت: إن هذا العمل مضني ويحتاج لعمل جماعي. فأقترح أن يقوم كل منا بقراءة ما يقع بين يديه من كتب عن "الثقافة الجنسية"، وبعدها نلتقي لناقش محتويات تلك الكتب، ونحدد ما يمكن نشره على الشبكة العنكبوتية.

حسن إن شاء الله، وإلى لقاء في الحلقة القادمة.
بقلم: حسين نوح المشامع