عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-Jan-2010 الساعة : 11:51 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم واشفي قلب الزهراء صلوات الله عليها بظهور وليك المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين

[ المجلس الثاني عشر ]

لما زحف القوم نحو الحسين وطلب العباس منهم تأجيل القتال إلى غد ، أمر الحسين أصحابه أن يقربوا بيوتهم ، ويدخلوا الأطناب بعضها ببعض ، ويكونوا أمام البيوت فيستقبلوا القوم من وجه واحد ، والبيوت من ورائهم وعن أيمانهم وشمائلهم .

وقام الحسين وأصحابه الليل كله يصلون ويستغفرون ويدعون ويتضرعون ، وباتوا ولهم دوي كدوي النحل ، ما بين قائم وقاعد ، وراكع وساجد ، فعبر عليهم في تلك الليلة من عسكر ابن زياد اثنان وثلاثون رجلا .

ولما ضيقوا على الحسين ونال منه ومن أصحابه العطش قام واتكأ على قائم سيفه ، ونادى بأعلى صوته فقال : أنشدكم الله هل تعرفوني ؟ قالوا : نعم أنت ابن رسول الله وسبطه .

قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جدي رسول الله ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أمي فاطمة بنت محمد ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن أبي علي بن أبي طالب ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة إسلاما ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن جعفر الطيار في الجنة عمي ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن هذا سيف رسول الله أنا متقلده ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم [ الله ] هل تعلمون أن هذه عمامة رسول الله أنا لابسها ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن عليا كان أول القوم إسلاما ، وأعلمهم علما ، وأعظمهم حلما ، وأنه ولي كل مؤمن ومؤمنة ؟ قالوا : اللهم نعم .

قال : فبم تستحلون دمي وأبي الذائد عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصادر عن الماء ، ولواء الحمد بيد أبي يوم القيامة .

قالوا : قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا .

فلما خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخته زينب كلامه بكين وندبن ولطمن الخدود وارتفعت أصواتهن ، فوجه إليهن أخاه العباس وعليا ابنه وقال لهما : سكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن .

فلما لم يبق معه سوى أهل بيته خرج علي بن الحسين وكا من أصبح الناس وجها ، وأحسنهم خلقا ، فأستأذن أباه في القتال فأذن له ، ثم نظر إليه نظرة آيس منه ، وأرخى عينيه بالدموع وبكى ، ثم قال : اللهم اشهد فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك ، وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه فصاح وقال : يا بن سعد قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ، فتقدم نحو القوم وقاتل قتالا شديدا وقتل جمعا كثيرا ، ثم رجع إلى أبيه وقال : يا أبه العطش قد قتلني ، وثقل الحديد قد أجهدني ، فهل إلى شربة ماء من سبيل أتقوى بها على الأعداء .

فبكى الحسين وقال : وا غوثاه ، يا بني من أين آتي لك بالماء ؟ قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى جدك محمدا فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا .

فرجع إلى موقف النزال وقاتل أعظم قتال ، فرماه منقذ بن مرة العبدي بسهم فصرعه فنادى : يا أبتاه عليك مني السلام ، هذا جدي يقرؤك السلام ويقول لك : عجل القدوم إلينا ، ثم شهق شهقة فمات .

فجاء الحسين حتى وقف عليه ووضع خده على خده وقال : قتل الله قوما قتلوك يا بني ، ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول ، على الدنيا بعدك العفا .

قال : وخرجت زينب بنت علي تنادي : يا حبيباه يا بن أخاه ، وجاءت فانكبت عليه ، فجاء الحسين فأخذها وردها إلى النساء .

ثم جعل أهل بيته يخرج منهم الرجل بعد الرجل حتى قتل القوم منهم جماعة .

فصاح الحسين في تلك الحال : صبرا يا بني عمومتي ، صبرا يا أهل بيتي ، فوالله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا .

قال : وخرج غلام كأن وجهه شقة قمر ، فجعل يقاتل فضربه ابن فضيل الأزدي على رأسه ، ففلقه ، فوقع الغلام لوجهه وصاح : يا عماه ! فجلس الحسين كما يجلس الصقر ، ثم شد شدة ليث أغضب ، فضرب ابن فضيل بالسيف ، فاتقاها بالساعد ، فأطنه من لدن المرفق ، فصاح صيحة سمعه أهل العسكر ، وحمل أهل الكوفة ليستنقذوه ، فوطأته الخيل حتى هلك .

[ قال : ] ثم قام الحسين على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسين يقول : ( بعدا لقوم قتلوك ، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك وأبوك ) .

ثم قال : ( عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك فلا ينفعك صوت ، والله كثر واتره وقل ناصره ) .

ثم حمل الغلام على صدره حتى ألقاه بين القتلى من أهل بيته .

[ قال : ] ولما رأى الحسين مصارع فتيانه وأحبته ، عزم على لقاء القوم بمهجته ونادى : هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله ؟ هل من موحد يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟ هل من معين يرجو الله في إعانتنا ؟ فارتفعت أصوات النساء بالعويل ، فتقدم إلى باب الخيمة وقال لزينب : ( ناوليني ولدي الصغير حتى أودعه ، فأخذه وأومأ إليه ليقبله فرماه حرملة بن كاهل بسهم فوقع في نحره فذبحه .

فقال لزينب : خذيه ، ثم تلقى الدم بكفيه ، فلما امتلأت رمى بالدم نحو السماء ثم قال : هون علي ما نزل بي ، أنه بعين الله تعالى .

قال الباقر : فلم يسقط من ذلك الدم قطرة إلى الأرض .

قال الراوي : واشتد العطش بالحسين فركب المسناة يريد الفرات والعباس أخوه بين يديه فاعترضته خيل ابن سعد ، فرمى رجل من بني دارم الحسين بسهم فأثبته في حنكه الشريف ، فانتزع السهم وبسط يديه تحت حنكه حتى امتلأت راحتاه من الدم ثم رمى به وقال : اللهم إني أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيك ، ثم إنهم اقتطعوا العباس عنه وأحاطوا به من كل جانب حتى قتلوه قدس الله روحه ، فبكى الحسين لقتله بكاء شديدا ، وفي ذلك يقول الشاعر:


أحق الناس أن يبكى عليه * فتى أبكى الحسين بكربلاء


أخوه وابن والده علي أبو * الفضل المضرج بالدماء


ومن واساه لا يثنيه شئ * وجاد له على عطش بماء


ولما دخل بشير بن حذلم المدينة المنورة لينعى الحسين التقى بأم البنين ( وهي أم العباس ) فقال لها : عظم الله لك الأجر بولدك عبد الله .

قالت له : أسألك عن سيدي ومولاي الحسين .

قال لها : عظم الله الأجر بولدك جعفر .

قالت له : أسألك عن سيدي ومولاي الحسين .

قال لها : عظم الله لك الأجر بولدك عثمان .

قالت له : أسألك عن سيدي ومولاي الحسين . قال لها : عظم الله لك الأجر بولدك العباس . قالت له : أسألك عن سيدي ومولاي الحسين .


فقال : يا أهل يثرب لا مقام لكم بها * قتل الحسين فأدمعي مدرار


الجسم منه بكربلاء مضرج * والرأس منه على القناة يدار


فصاحت ولطمت خدها ، وشقت جيبها ونادت : وا حسيناه وا سيداه ، ثم أنشدت :


لا تدعوني ويك أم البنين * تذكريني بليوث العرين


كانت بنون لي أدعى بهم * واليوم أصبحت ولا من بنين


أربعة مثل نسور الربى قد * واصلوا الموت بقطع الوتين


تنازع الخرصان أشلاءهم * فكلهم أمسى صريعا طعين


يا ليت شعري أكما أخبروا * بأن عباسا قطيع اليمين


ثم إن الحسين دعا الناس إلى البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة وهو في ذلك يقول :

لقتل أولى من ركوب العار * والعار أولى من ركوب النار

قال بعض الرواة : فوالله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا منه ، وإن كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب ، ولقد كان يحمل فيهم وقد تكملوا ثلاثين ألفا فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ، ثم يرجع إلى مركزه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله .

قال الراوي : ولم يزل يقاتلهم حتى حالوا بينه وبين رحله فصاح : ويلكم يا شيعة آل أبي سفيان ، إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عربا كما تزعمون .

قال : فناداه شمر : ما تقول يا بن فاطمة ؟ فقال : أقول : إني أقاتلكم وتقاتلوني والنساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم وجهالكم وطغانكم من التعرض لحرمي ما دمت حيا .

فقال شمر : لك ذلك يا بن فاطمة . فقصدوه بالحرب فجعل يحمل عليهم ويحملون عليه وهو في ذلك يطلب شربة من ماء فلا يجد ، حتى أصابه اثنتان وسبعون جراحة فوقف يستريح ساعة وقد ضعف عن القتال ، فبينا هو واقف إذ أتاه حجر فوقع على جبهته ، فأخذ الثوب ليسمح الدم عن جبهته ، فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب فوقع على قلبه فقال : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله .

ثم رفع رأسه وقال : إلهي أنت تعلم أنهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن نبي غيره ، ثم أخذ السهم فأخرجه من وراء ظهره فانبعث الدم كأنه ميزاب فضعف عن القتال ووقف .

فكلما أتاه رجل انصرف عنه كراهة أن يلقى الله بدمه ، حتى جاءه رجل من كندة يقال له مالك بن النسر فشتم الحسين وضربه على رأسه الشريف بالسيف ، فقطع البرنس ووصل السيف إلى رأسه فامتلأ البرنس دما .

قال الراوي : فاستدعى الحسين بخرقة فشد بها رأسه ، واستدعى بقلنسوة فلبسها واعتم عليها ، فلبثوا هنيئة ثم عادوا إليه وأحاطوا به .

فخرج عبد الله بن الحسن بن علي وهو غلام لم يراهق من عند النساء يشتد حتى وقف إلى جنب الحسين فلحقته زينب بنت علي لتحبسه فأبى وامتنع امتناعا شديدا فقال : لا والله لا أفارق عمي .

فأهوى بحر بن كعب ، وقيل : حرملة بن كاهل إلى الحسين بالسيف ، فقال له الغلام : ويلك يا بن الخبيثة ، أتقتل عمي ؟ فضربه بالسيف فاتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلد فإذا هي معلقة .

فنادى الغلام : يا عماه ! فأخذه الحسين وضمه إليه وقال : يا بن أخي إصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين .

قال الراوي : فرماه حرملة بن كاهل بسهم فذبحه وهو في حجر عمه الحسين .

قال الراوي : ولما أثخن الحسين بالجراح وبقي كالقنفذ ، طعنه صالح بن وهب المري على خاصرته فسقط الحسين عن فرسه إلى الأرض على خده الأيمن وهو يقول : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله .

وخرجت زينب من باب الفسطاط وهي تنادي : وا أخاه وا سيداه وا أهل بيتاه ، ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل .

وكان ما كان مما لست أذكره .


يا رسول الله لو عاينتهم * وهم ما بين قتل وسبا


من رميض يمنع الظل ومن * عاطش يسقى أنابيب القنا


جزروا جزر الأضاحي نسله * ثم ساقوا أهله سوق الإما


قتلوه بعد علم منهم * أنه خامس أصحاب الكسا


ليس هذا لرسول الله يا * أمة الطغيان والكفر جزا


نسألكم الدعاء

اللهم اجعلنا من شيعة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ولا تفرق بيننا وبينهم في الدنيا والآخرة

توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



رد مع اقتباس