منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي - النسخة الجديدة
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.46 يوميا
النقاط : 287
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 27  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-Feb-2012 الساعة : 09:30 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل 32





(امير المؤمنين قدوتنا)


قلت للناصحة بخداع : واما ما تفضلت به من اخذ الجهاز منهم فانه خلاف السنة النبوية في زواج سيدة نساء العالمين الصديقة الشهيدة سلام الله عليها ؛
فان رسول الله صلى الله عليه واله عندما اراد ان يزوج سيدة نساء العالمين من امير المؤمنين عليهما السلام طلب من امير المؤمنين ان يدفع المهر ونحن نستن بسنة المعصومين لا السنن الخدّاعة ؛ التي من ورائها ايادى اليهود التي تُصعّب الزواج وتجعل من البنت بعبعا رهيبا لوالديها خوفا مما سيقعان فيه من قروض وديون لإعداد الجهاز لها كما هو العرف هنا فان السنة هكذا وردت :
عن أم سلمة و سلمان الفارسي و علي بن أبي طالب و كل قالوا إنه لما أدركت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله مدرك النساء خطبها أكابر قريش من أهل الفضل و السابقة في الإسلام و الشرف و المال و كان كلما ذكرها رجل من قريش لرسول الله صلى الله عليه واله أعرض عنه رسول الله صلى الله عليه واله بوجهه حتى كان الرجل منهم....... الى ان قال :
يا أبا الحسن: فهل معك شي‏ء أزوجك به؟؟ فقال له علي:
فداك أبي و أمي و الله ما يخفى عليك من أمري شي‏ء؛ أملك سيفي؛ و درعي؛ و ناضحي ؛ و ما أملك شيئا غير هذا فقال له رسول الله صلى الله عليه واله :
يا علي أما سيفك فلا غنى بك عنه تجاهد به في سبيل الله و تقاتل به أعداء الله و ناضحك تنضح به على نخلك و أهلك و تحمل عليه رحلك في سفرك و لكني قد زوجتك بالدرع و رضيت بها منك[1]
((سياتيكم جميع مراسم الخطوبة والعقد واحتفال الزواج للنورين عليهما سلام النور))
والقرآن الكريم يقول:
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا.
فهل تريدين ان اترك هذه السنة الحسنة والتجئ لسنن لا يعلم اصلها ولا غايتها.
ثم اعلمي انهم ربوا ابنتهم هذا العمر المديد ودفعوها لي جاهزة بدون ايعناء مني لتغذيتها وتربيتها والسهر على آلامها وامراضها وفرحها وحزنها ؛ والآن تريدن مني ان آخذ منهم اجور على ان منحوها لي وجعلوا خيارها بيدي واسكنوها منزلي سبحان الله؟!!
والله لواشكرهم طول عمري لما وفيت بحقهم.
وارجوك ان لا تتدخلي في اي امر يخصني لانك تقيسين الامور بالاعراف والضوابط الواهية وانا اريد ان اطبق وصية رسول الله صلى الله عليه واله على كل جزء من حياتي لكي يرى اطفالي وذريتي في المستقبل جمال الدين وزهرة الاسلام العطرة .
وللاسف احسّت خطيبتي باقوال هذه الناصحة وجائتني وهي كئيبة بعد ان سمعت منها تلك النصائح للعمل بالاعراف الجاهلية
فرايتها منكدرة البال خاسفة اللون ترمقني باستفهامات ليس لها حد ؛ منتظرة بلهفة لترى كيف سيكون ردود فعلي ان كنتُ متاثرا باقوال الناصحة وهل له اثر على تصرفاتي حيث ان خطيبتي لا تعرف عني شيئا !!!
فناديتها واخذتها الى غرفة منعزلا بها ؛ حيث كنا في العقد المنقطع
قلت لها ايتها العلوية :
قال امامنا موسى بن جعفر
يَا هِشَامُ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ جَوْزَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ لُؤْلُؤَةٌ مَا كَانَ يَنْفَعُكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا جَوْزَةٌ وَ لَوْ كَانَ فِي يَدِكَ لُؤْلُؤَةٌ وَ قَالَ النَّاسُ إِنَّهَا جَوْزَةٌ مَا ضَرَّكَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهَا لُؤْلُؤَةٌ[2]
حقا كانت هذه الرواية مبراس حياتي ونور للظلمات في دربي ؛ لاني كنت ارى الحقائق بنفسي واتحقق منها فان حصل لي اليقين ؛ ما كان يهمني المخالف مهما كانت سمته وشخصيته ؛ مادام اني لمست الحق بنفسي .
مثلا لما اقرء حرمة الخمر بنفسي ؛ فلينقلب العالم كله على انه حلال فلا يضرني كلامهم ولا يزعزعني رأيهم كما ورد عن :
العالم : " من دخل في الإيمان بعلم ثبت فيه ، ونفعه إيمانه ، ومن دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه " ، وقال : " من أخذ دينه من كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله عليه وآله زالت الجبال قبل أن يزول ومن أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال " [3]،
فقلت لها:
المهم هو ما نجده حقا انا وانت لا ما يصوّره لنا المجتمع ؟؟ ولا يهمنا اعتقادات الناس.
واعلمي : اني فكرت عندما كنت في جامعة بغداد في قضية مهمة ؛ ونتيجتها هي التي جعلتني اقاوم كل هذه المقاومة ؛ قالت خطيبتي وما هي ؟؟
قلت لها : كنت افكر وبجدية كاملة ما هي الموانع التي تحرف الانسان من حقيقة يراها ماثلة امامه ؟؟
مثلا اصدقائي في الجامعة كانوا يقرّون بانهم يعصون في اجواء مشحونة في الشهوات ولكن هيبة المجتمع ؛ وخوف الفقر ؛ يمنعان من الاقدام بشجاعة ؛ باتخاذ المواقف الحدية من دون مداهنة .
فتعالي يا علوية نتعاهد ان نعمل مجتمعا صغيرا وكأننا في جزيرة بعيدة عن الناس ولا نرى في هذه الجزيرة سوى القرآن الكريم والعترة الطاهرة
نعم الناس نيام عن السعادة الحقيقية الكامنة في القرآن والعترة وهم يبحثون عنها في الرماد والماء الصديد ويركضون ليل نهار وراء الامل الغارق في السراب ؛ ؛ ربنا لك وللقرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم صلواتك يارب الشكر الخالد بخلودك يارب العالمين .
ليس الفقر شقاء ؛ وانما الجهل بلاء ؛ والسير على درب الضلال ضياع .
قلت لها:
الان نحن في خطوبة؛ والانسان احلى لحظات عمره يقضيها في مثلهذه الايام ولكنه يعيشها سكران باللذه غافلا عن مستقبله .
فتعالي يا سكني نبني مستقبلنا في ايام الخطوبة لان قبول اعتقادات بعضنا من بعض في هذه الايام اللذيذة سهل وحلو
واعدك ان نعيش بعد زواجنا حياةالخطوبة حينما نصل الى بعضنا ان شاء الله تعالى وتشبعين من انواع ما يحلم بهالمخطوبات0
ولو قبلتي ان نعيش بمجتمعنا الذي يحكمه القرآن والعترة فلا تهتمي بماتقوله قريبتي ولا غيرها ؛ فانا ساكون لكِ رغم الداء والاعداء كالنسر فوق القمةالشماء .



[1] كشف ‏الغمة: ج 1ص 355.

[2] بحار الأنوار: ج 1ص 136.

[3] الكافي: الشيخ الكليني ج 1 ص 7




الفصل 33



(جمال الجميل بطاعته لا بظاهره)



قالت : متى سيكون عقدنا ؟
قلت لها : افضل وقت للعقد هو النصف من شعبان المبارك عيد ميلادالحجة بن الحسن وعجل الله تعالى فرجه؛ وبعد ان اتفقنا على زمن العقد واعددنا العدة لذلك اليوم ودعوت الكثير من الاقرباء؛واشتريت على ما انا فيه من الضيق وجدب العيش ما تيسّر من الفواكه والحلويات ؛ وانتظرت ذلك اليوم الموعود وشبح الماضي المرعب امامي حيث كنت خائفا من عدم الوصول للغاية التي سهرت طول شبابي للوصول اليها ولاني وجدتها مؤمنة مسالمة لكل شرط وقيد طلبته منها وليس الحب وتأصله لجمال المرأة ومنظرها بل لحسن ادبها وطاعتها لزوجها ؛ ان الجمال الظاهري الذي يجذبهما لبعض يكون اثره فقط لاول لحظة المواجهة بينهما حيث لا يعلمان عن بعضهما شيئا ولكن لاول كلمة يتكلمان بها مع بعض تظهر كوامن النفس فتتعلق الارواح بجوهر الصفات المعنوية وينقشع ظاهر الانسان عن العيان فاحببتها لانی وجدتها مطيعة لي بوعي وادراك حيث تقول لي انا واعيةلكل شروطك وانما قبلتها تسليما لامر القران الكريم والعترة الطاهرة ؛ انها من عائلة كريمة كلهم حملة شهادات تخصصية عالية اختها جراحة لها بوردتخصصي واخوها برفسور في سويسره واختها الاخرى طبيبة وزوجها اخصائي جراح للاعصاب من نوادر الاطباء وهكذا الباقين
اكتب هذا لكي لا يتصور القارئ العزيز انها رضيت بشروطي لسذاجتها وبساطتها بل رضيت مني كل تلك الشروط لانها قالت : ارى في كلماتك اشراقات نور القرآن الكريم والعترة الطاهرة .
وجاء اليوم الموعود وكنت فيه وحيدا فريدا وغريبا حيث اصبت بدهش حينما وجدت البيت فارغا ممن دعوتهم فتالم قلبي واحسست بضرورة اتخاذ ابو ذر الغفاري قدوة لي في وحدته وما عرفت لماذا لم يحضر الاقرباء والمدعوين
انا لله وانا اليه راجعون
ولكن قلبي الذي تحمّل فقد أمه وحنانها ؛ تعوّد على هذه النيران الملتهبة وتجرعتها وشكرت الله سبحانه على كل مكروه .







الفصل 34




(عاقبة التسليم للاستخارة)


بالحقيقة لم اعرف اعراف الاعراس في المحافل العربية واخص بالذكر العراق الحبيب ولكن هنا يجتمع الرجال في صالة بعيدة عادة عن صالة النساء ثم بعد ان يتعشى الحضور ياخذ المحارم بيد العريس الى عروسته ؛ وامام العروس سفرة العقد وهي تختلف حسب العوائل والقدرات الاقتصادية للزوج وتجلس العروس بالمكان المخصص لها ويدخل الزوج مع المحارم .....
وانا ادخل لغرفة العقد تذكرت استخارة السيد الكشميري رحمة الله عليه فقلت في نفسي الآية التي خرجت في صحن الامام الحسين
((فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْعَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)) [1]
وفرحت بها في ذلك اليوم فكيف لم تتم مع قريبتي؟؟
وهل يمكن ان تكون لهذه وانا لا اعلم بمصالح الامور؟!
کنت افکر وانا داخل في الغرفة والنساء الحضور يهلهلن ويقرأن بعض الاناشيد في مدائح اهل البيت .
ولما خرجن وبقيت انا وزوجتي في الغرفة ؛ شكرت الله على ان اوصلني لما احب وسالته ان يكون زواجنا كما يُحب
واول كلمة سمعتها من زوجتي في اللحظة التي خلوت بها وخرج الجميع وكانت تنظر الى القرآن الكريم بتامل شديد ثم قالت:
ان من اعرافنا في الزواج ان تفتح العروس القرآن الكريم امام وجهها وتتفاءل بالآية التي خرجت لها ؛ وانا فتحت القرآن الكريم فخرجت لي هذه الاية المباركة
انظر الايه وترجمها لي: نظرت الى الايه واذا هي
((فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)) [2]
وقعت على الارض ساجدا لله شاكرا
سالتني لماذا فرحت كثيرا؟؟!
قلت لها : لان الاية المباركة بها بركة لكلانا وكلها خير.
وفهمت معنی الدعاء حينها والتي يقول الامام
يا من يملك حوائج السائلين و يعلم ضمير الصامتين لكل مسألة منك سمع حاضر و جواب عتيد[3] .
تيقنت ان ليس هناك دعاء لم يستجب ولكن الاستجابة تكون في زمان الله تعالى ادرى بوقتها و بمستقبل الايام ويعلم حقائق السعادة وماهية الاختيار لك ؛ فعلينا ان ندعوا بما احببنا ؛ ولكن نترك النتيجة له سبحانه ؛ يختار لنا ماهو الاصلح
وَ اللَّهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ [4]
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[5]
وورد في دعاء الافتتاح :
ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور
ومضت الايام حلوة وشهية ولذيذة بيننا وانا اشرح لها موضحا ان السعادة منحصرة في التمسك الكامل بالقرآن الكريم والعترة وان ذهب الناس جميعا وراء السراب الخاوي فاننا سنكون من اهل لا اله الا الله كما نقر بذلك حينما نزور اهل القبورحيث نقول لهم:
كيف وجدتم قول لا اله الا الله؟
وهم يجيبوننا وان لم نسمعهم بان لا سبيل للنجاة الا خطبة الرسول الكريم صلى الله عليه واله :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله فِي آخِرِ خُطْبَتِهِ يَوْمَ قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَيْهِ
إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي
فَإِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ كَهَاتَيْنِ وَ جَمَعَ بَيْنَ مُسَبِّحَتَيْهِ وَ لا أَقُولُ كَهَاتَيْنِ وَ جَمَعَ بَيْنَ الْمُسَبِّحَةِ وَ الْوُسْطَى فَتَسْبِقَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى فَتَمَسَّكُوا بِهِمَا لا تَزِلُّوا وَ لا تَضِلُّوا وَ لا تَقَدَّمُوهُمْ فَتَضِلُّوا[6]




[1]يوسف : 31

[2]يوسف : 31

[3] البلد الأمين: ص 178.

[4]البقرة : 220

[5] البقرة : 216


[6] الكافي: ج 2 ص 414.