منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - الذات الإلهية 5
الموضوع: الذات الإلهية 5
عرض مشاركة واحدة

العلوية ام موسى الاعرجي
الصورة الرمزية العلوية ام موسى الاعرجي
عضو
رقم العضوية : 15094
الإنتساب : Feb 2015
الدولة : العراق / بغداد
المشاركات : 26
بمعدل : 0.01 يوميا
النقاط : 113
المستوى : العلوية ام موسى الاعرجي is on a distinguished road

العلوية ام موسى الاعرجي غير متواجد حالياً عرض البوم صور العلوية ام موسى الاعرجي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : الميزان العقائدي
Post الذات الإلهية 5
قديم بتاريخ : 05-Feb-2015 الساعة : 07:24 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الدليل الثاني لنفي الوصف: -

التسمية والتوصيف إذا كان الواصف والموصوف في مرتبة واحدة نتكلم عن التوصيف وإنما الأمر بالنسبة للذات الإلهية فإن المجانسة والملاءمة والكيفية غير متحققة، فكيف يصف من في مقام المفقير المطلق أن يصف الغنيّ المطلق؟
1- (وإن تَعُدُّوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار) }إبراهم: 34{
2- (وإن تَعُدُّوا نعمت الله لا تحصوها إن الله لغفور رحيم) }النحل: 18{

فالنعم مخلوقة لا نقدر على إحصائها فكيف نحصي خالق النعم، تفكروا بينكم وبين ذاتكم لماذا أتى ذيل الآية بالمغفرة والرحمة؟ لأن الله يعلم أن إحصاء نعم الغنيّ المطلق لا يقدر عليها الإنسان (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها)

وهذا ورد في دعاء الصباح عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه: " يا من دلّ على ذاته بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته وجلّ عن ملاءمة كيفياته" بماذا دلّ على ذاته بالفيض الأول عن ذاته أي تجلّيه الغيبي. كيف يصفك من هو في وجوده مفتقر إليك.


الدليل الثالث لنفي الوصف: -•أصلا ما هي حقيقتنا؟
حقيقتنا فقر – ميّال الى جمع المال – ميّال الى الرئاسة – ما هي حقيقة الإنسان؟

•حقيقة الإنسان عجز ذاتي (قتل الإنسان ما أكفره) (تأكلون التراث أكلاً لمّا وتحبّون المال حبّاً جمّا) (وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن)

•فالناقص كيف يدل دلالة كاملة على التام – الناقص لا يدل على التام إلا بدلالة ناقصة على قدره.
•(وإن تعدُّوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفّار) }إبراهم: 34{

وبهذا نستشهد بمناجاة الإمام السجاد في مناجاة الذاكرين: " إلهي لولا الواجب من قبول أمرك لنزّهتك عن ذكري إياك، على أن ذكري لك بقدري لا بقدرك، وما عسى أن يبلغ مقداري حتى أجعل محلا لتقديسك، ومن أعظم النعم علينا جريان ذكرك على ألسنتنا، وإذنك لنا بدعائك وتنزيهك وتسبيحك".

ثم انظروا التوحيد في أدعية الإمام زين العابدين : " وقلت وقولك الحق (فاذكروني أذكركم) فأمرتنا بذكرك ووعدتنا عليه أن تذكرنا تشريفا لنا وتفخيما وإعظاما"

إذن نتأسى بالإمام زين العابدين: من نحن حتى يذكرنا الله، وهذا من التوحيد الخالص فنقول من نحن حتى ندّعي أننا نصف الذات الإلهية المقدسة ، إذن يكون التوحيد الخالص يكون بتنزيهها من إدعاء التعريف اللساني والتوصيف.

أما كل ما ندرسه بأن حقيقته بسيطة – لا يرى – ليس بجسم – لا يدرك بالحواس – غير مركب – لا يؤين – لا يكيف (وكل التعريفات التي سنقرؤها لاحقا) هي في الحقيقة ما نسبناه نحن إلى الذات من تعريفات فيما اعتبرناه كمالا لها وهذا الوصف الكمالي هو ما بلغته عقولنا من استدلالات عقلية وما جهلناه أكثر بكثير(مثلا: خاصية الجسم المركب أن كل جزء يحتاج إلى جزئه الآخر – والحاجة من صفات الفقير وبما أن ذات الله هي الغنى المطلق ومنفي عنها الحاجة – إذن ذات الله منفي عنها التركيب)

إنما أمير المؤمنين هو الذي أعطى الذات الإلهية حقها بأحاديثه :

" تفكروا في فعل الله ولا تتفكروا في ذاته فإن التفكر في ذات الله لا يزيدكم من الله إلا بعدا "

" كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه " أي نفي الصفات الزائدة والمخلوقة واعتبار التنزيهات اللفظية اللسانية لا تقع عليها.

" كلّ ما ميّزتموه بأذهانكم بأدق معانيه وأدركتموه في أتم عقولكم، فهو مصروف إليكم ومردود عليكم، محدث ومصنوع مثلكم "


نعرف الله ونعبده من خلال معرفة أثره وليس بمعرفة ذاته

والآن كل ما سنقرؤه من تنزيهات وتعريفات ننسبها الى مقام التجلي الغيبي للذات فتثبت هذه التنزيهات للذات المقدسة بنحو أولى لكونها مصدر كل كمال وغنى وإنها المقام الأشرف حتى لا نقع في خطأ إيقاع الكلام المخلوق على غير المخلوق فنفقد التنزيه والعياذ بالله.
فتنزيه تجليه يسوقناً حتماً الى التنزيه الأعظم والأتم للذات المقدسة فيكون هذا هو تنزيه التنزيه.

ومثالاً على هذا والأمثال تضرب ولا تقاس تعالى ربي عن هذا المثال علوّاً كبيرا إنما من باب تقريب الفكرة الى الأذهان :

إذا ثبت لدينا أن "الوزير" لديه صلاحية مطلقة في التصرف ولديه السلطة الكاملة بإصدار القرارات يثبت ذلك المقام بنحو أولى الى "الملك" كونه مصدرا ً لتلك السلطة، إنما كلامنا عن الوزير هو لسبب تواضع مقام المواطن العادي فشئونه التي تدار على مستوى وزير تكفي بل تزيد عن مقامه المتواضع.

أمير المؤمنين أظهر مطلق التنزيه للذات المقدسة؟

من غير أمير المؤمنين قادر على شق بطون التوحيد فهو القرآن الناطق وهو مظهر حقائق القرآن، فالقرآن الذي بين أيدينا هو تنزّل أحرفي بأدنى حقيقة وجودية له لمقتضى التعامل بالظاهر والمادة في عالم الدنيا ، فإن كل ما ورد في القرآن لم يتكلّم إلا عن حقيقة وغيب محمد وآل محمد فيثبت التعظيم من باب أولى على المقام غير المخلوق للذات المقدسة لأن كما أسلفنا لعجز الأحرف والكلمات عن وصف ذاته.

ولكن من أين نأتي بدليل أن تجلى الذات منزه أيضا؟

هذه الآية (ليس كمثله شئ) أي ليس كمثل تجليّه المقدس شيء أي أيضاً مقام تجلّيه الغيبي لا يمكن وصفه، وهذا التنزيه عن العجز للوصف للمقام المتجلّي الغيبي أيضاً هو الذي جرّأنا على استعمال كلمة "التجلّي" بالأصل لأن كلمة التجلّي إن كانت توجب الظهور والمعرفة لا يجوز بتاتاً استعمالها وهنا حديث أمير المؤمنين عن عدم إمكانية وصف حتى التجلّي الغيبي قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آله " ظاهري إمامة وباطني غيب لا يدرك"

من هنا نورد التنزيه الذي ذكره أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى آله في خطبه التوحيدية في نهج البلاغة أنه تنزيه على مستوى التجلي الغيبي أي على مستوى الحقيقة المحمدية العلوية وهو غيبهم الذي لا يدرك فيثبت بنحو أولى للذات المقدسة.

رد مع اقتباس