منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - مذكرات العتبات المقدسة(02) التصريح
عرض مشاركة واحدة

حسين نوح مشامع
عضو نشيط

رقم العضوية : 768
الإنتساب : Feb 2008
المشاركات : 459
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 215
المستوى : حسين نوح مشامع is on a distinguished road

حسين نوح مشامع غير متواجد حالياً عرض البوم صور حسين نوح مشامع



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الكتب والمكتبات والأبحاث الدينية والعلمية
افتراضي مذكرات العتبات المقدسة(02) التصريح
قديم بتاريخ : 05-Oct-2015 الساعة : 06:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


مذكرات العتبات المقدسة(02) التصريح
إختيار وجهة السفر والإمام الذي يتوق الى رؤيته، ويشتاق إليه زائرنا، لم يكن بالأمر السهل اليسير، خاصة اذا كان اشتياقه إليهم جميعا على درجة واحدة ودون استثناء.
آخذا في الاعتبار الصعوبات التي يتوقع مواجهتها قبل سفره وخلاله وبعد عودته، أخذ يستعرض الأماكن المقدسة وأئمة أهل البيت الذين قام بزيارتهم، وتلك الاماكن المقدسة والأئمة الذين لم يزرهم بعد، أو زارهم منذ وقت طويل. كانت نتيجة بحثه تبقي زيارة ائمة المسلمين في العراق وسوريا.
سوريا كانت بعيدة المنال في ذلك الوقت، خاصة وأنها في وضع لا تحسد عليه، من حروب وإرهاب وتفجير وتهجير وخراب ديار. لذا لم تكن زيارة السيدة زينب حينها في الحسبان، حتى يتغير الوضع الامني، أو يطمئن نفسيا لعدم وجود خطرا داميا.
لذا كان عليه البدأ بزيارة أئمة العراق ، الذين لم يزرهم منذ وقت طويل، خاصة بعد الحروب الطويلة التي خاضها والإرهاب الذي حق بها وبأهلها.
لكن أمامه عقبة استخراج تصريح الزيارة.
عندها اخذ قلبه بالخفقان لذكرهم، وعقله ينشغل بالتخطيط لزيارتهم، كيف لا وهم عمود الدين وسراطه المستقيم.
دعي ذات ليلة وبعد صلاة العشائين، إلى بيت أحد الاقارب، وكان الاجتماع في قبو(سرداب) ذلك البيت للاحتفال بمولد أحد أئمة أهل البيت . هناك التقى بأحد الأصدقاء، فدار النقاش بينهما عن العزم لزيارة العراق. فلم يخف مدى انزعاجه من استخراج ذلك التصريح، وخوفه من سوء المعاملة، وطول التأخير، كأنه مقبل على سراط يوم القيامة، وهو يدعو الله أن لا تتخطفه النار، أو يهوي إلى مكان سخيق.
شجعه صاحبه وازاح عنه مخاوفه، ووعده قائلا : سوف أكون معك وفي صحبتك لاستخراج ذلك التصريح.
في صبيحة اليوم المحدد، ومع بدأ ساعات العمل كان رفيقه المؤمن على بابه، ليكملا اتفاقهما، وينهيا تعبئة طلبهما.
وما هي لا دقائق معدودة فإذا بهما عند مبنى الجوازات يبحثات عن مكان يكركنان فيه سيارتهما بين تلك الجموع المحتشدة، كأنها الغربان على فريسة تمزقها وتنهش لحمها.
توقعه كان في مكانه، وعند تسليمه طلبه بعد طول انتظار، كأنه طالب مدرسة ينتظر نتيجة الامتحان على أحر من الجمر.
قال له الموظف المختص بكل برود ودون أن ينظر اليه: سوف تسلم التصريح بعد اجازة عيد الفطر.
حينها اسقط في يده، فشعر كأنه يتبع سرابا بقيعة يحسب الضمان ماء، حتى اذا جاءه لم يجده شيئا.
لذا مشواره لم يأتي بخير كما خطط له،
فحينها تكون إجازة ابنته قد انتهت وعادت إلى عملها، وانتهت اجازة الطلاب وعادوا إلى مدارسهم، وتحتم عليه العودة معهم إلى عمله.
بقلم: حسين نوح مشامع

رد مع اقتباس