منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي - النسخة الجديدة
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.47 يوميا
النقاط : 286
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 26  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 18-Feb-2012 الساعة : 09:28 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


((ايام الخطوبة ))


ان الاسلام الكامل ؛ والدين التام ؛ الذي لم يدع اي حاجة للبشرية الا وقد جعل لها الحلول التي تناسب الفطرة الانسانية في كل مكان وزمان ؛ قد جعل لايام الخطوبة حلا جميلا ؛ ولكن ماذا نفعل مع الاعراف الخاوية التي تقف سداً امام احكام الفطرة وماذا نقول مع تقاليد الآباء والاقتداء بهم والذي يقف بصرامة امام اوامر اهل البيت واضعا يد العنف على افواههم سلام الله عليهم .
تجد الكثير يتلذذ بايام الخطوبة مع خطيبته بالكلام والمزاح والخروج الى الاسواق والى المنتزهات ووو ......بدون ان يكون بينهما عقد محلل يسمح لهما بذلك وكل فعالهم الخارج من حدود الشرع غير جائز ؛ وكم من هذه الحالات انتهت الى الانفصال والى العداوات لان مبناها وتاسيسها كان على سخط الله تعالى ؛ بينما الاسلام قد جعل الحل الشافي والفرج الكافي في مثل هذه الحالة وهو التمتع بعقد منقطع فيعقدان بالعقد المنقطع مشروط بشروط ؛ وعلى هذا العقد يكون كلامهم في غير ما حرم الله متعة في رضا لله وامام العصر عجل الله تعالى فرجه بل انه مستحب ؛ يتكلمان والملائكة تحف بهم ويد الله على رؤوسهم تحفظهم من الوسواس الخناس من الجنة والناس ثم في يوم العقد الموعود ان كان بقي من الوقت شيئ فيهبها الزوج ثم يعقدان وهما لم يعصيا رب العالمين والحمد لله الذي رزقنا الاسلام ونستغفره لاعراضنا عنه في كثير من الاوان .
ولذلك اقترحت على زوجتي قائلا لها: ان امكن ان تستاذني من والديك لكي اتمتع بك بالعقد المنقطع ولاسباب
اولا:
احب ان اعمل هذه السنة الحسنة واحييها مع من اريد ان اتزوجها لكي اكون قد عملت معها الحسنيين
و اكون مرتاح في تصرفي معك وهي اللذة التي ترضي الله ورسوله واله صلى الله عليهم اجمعين وترضينا في فترة ما بين عقدنا وزواجنا ولا اعلم سبب اعراض المؤمنين عن هذه النعمة لانها فرصة ذهبية لهم في الفترة التي هي قبل ليلة الزفاف لانها تسمح لهم ان يتعرفا على بعضهم وبلذة محللة وبرضا الله تعالى 0
وبعد ان استاذنت والديها عقدت عليها بنفسي بالعقد المنقطع في الثالث من شعبان المبارك ببركة ميلاد الامام الحبيب ابا عبد الله الحسين
وحيث ان ديننا كامل وتام كما قال الله سبحانه :
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتي‏ وَ رَضيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دينا[1]
وقال الامام الرضا في كتاب:
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ كُنَّا مَعَ الرِّضَا بِمَرْوَ فَاجْتَمَعْنَا فِي الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ وَ ذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا فَدَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي فَأَعْلَمْتُهُ خَوْضَ النَّاسِ فِيهِ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ: يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ جَهِلَ الْقَوْمُ وَ خُدِعُوا عَنْ آرَائِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ صلى الله عليه واله حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ القرآن فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ وَ جَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلًا فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‏ءٍ وَ أَنْزَلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ وَ هِيَ آخِرُ عُمُرِهِ صله الله عليه واله : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً وَ أَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ وَ لَمْ يَمْضِ صلى الله عليه واله حَتَّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ وَ أَوْضَحَ لَهُمْ سَبِيلَهُمْ وَ تَرَكَهُمْ عَلَى قَصْدِ سَبِيلِ الْحَقِّ وَ أَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاً عَلَماً وَ إِمَاماً وَ مَا تَرَكَ لَهُمْ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا بَيَّنَهُ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ وَ مَنْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ فَهُوَ كَافِرٌ بِه‏..........(الى اخر الرواية[2])
وعلى هذا فلا بد ان يكون في ديننا اسلوبا سلوكيا واضحا لمعاشرة النساء من كل جوانبها وان هناك روايات كثيرةجدا تبين طريقة المعاشرة مع الزوجة والكلمات التي ينبغي ان تقال لها لتزرع الحب في قلبها وكل ما يتعلق بالحياة الزوجية في كل جوانبها .
فشكرت الله سبحانه على نعمة الولاية لآل محمد حيث تركوا لنا انوارا بها ينقشع كل ظلمة ولكن لمن كان له قلب او القى السمع


[1] المائدة: 7.

[2] الكافي: ج 1ص 198.




الفصل 31

(نصيحة خادع)


وكانت احدى الارحام قد حضرت لتشترك في احتفال الزواج ؛ وبتاثير بعض الاقارب طلبت مني ان ارفض الزواج لكي أتزوج من احدى الاقرباء سواها!!
فقالت : لا تستعجل بالزواج من هذه الفتاة!
قلت لها ولماذا ؟؟
قالت : هناك فتيات في الاقرباء ومن عوائل ثرية يريحوك من همّ الدنيا باموالهم ؛ خير لك من ان تتزوج هذه.
قلت لها: وهل اتركها فقط لاجل مال الدنيابعد ان انتظرتني سنة كاملة ؟؟
والمال رزق مقدّر كما قال امير المؤمنين :
الأجل محتوم و الرزق مقسوم فلا يغمن أحدكم إبطاؤه فإن الحرص لا يقدمه و العفاف لا يؤخره و المؤمن بالتحمل خليق[1]
إنك مدرك قسمك و مضمون رزقك مستوف ما كتب لك فأرح نفسك من شقاء الحرص و مذلة الطلب و ثق بالله و حفص في المكتسب[2]
قالت الناصحة : دع عنك هذا الكلام ؛ انصحك ان تتركها ان هذا الامر طبيعي جدا هنا !!
قلت لها:وهل لديك كلام آخر تنصحيني به ؟
قالت: نعم ان انت اصررت بالزواج منها فلا تغفل ان تاخذ منهم اثاث البيت كاملة لان هذا من الاعراف المهمةه هنا !!
وان انت لم تاخذ منهم الاثاث كاملة هذا يعني انك مغبون.
حينما كلمتني بهذه الكلمات عرفت انها لم تطلع على شخصيتي وافكاري ولم تعلم انني اجاهد في كل حركة وسكنة في حياتي لكي تكون في اطار التمسك بالقرآن الكريم والعترة الطاهرة سلام الله عليهم ؛ فرحمتها كثيرا.
وقلت لها: وهل هناك شيئ آخر تحبين ان تنبهيني به لكي لا اُغبن ؟؟
قالت : لا .
قلت لها: هاك اسمعي جوابي :
اما ان اتركها فمعاذ الله ان اجعل من عواطف شابة العوبة لوساوسك واطلب الاقالة من غير سبب ؟
الا تخافين من الله سبحانه؟!
وهل يجوز اخلاف الوعد؟
وماذا اعمل بالنهي الوارد عن خلف الوعد ؟
كما ورد
[3]عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ يَقُولُ :عِدَةُ الْمُؤْمِنِ أَخَاهُ نَذْرٌ لا كَفَّارَةَ لَهُ فَمَنْ أَخلَفَ فَبِخُلْفِ اللهِ‏
بَدَأَ وَ لِمَقتِهِ تَعَرَّضَ وَ ذَلِكَ قَوْلهُ : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّمَا سُمِّيَ إِسْمَاعِيلُ صَادِقَ الْوَعْدِ لِأَنَّهُ وَعَدَ رَجُلًا فِي مَكَانٍ فَانْتَظَرَهُ فِي ذَلِكَ الْمَكَانِ سَنَةً فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ صَادِقَ الْوَعْدِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الرَّجُلَ أَتَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ مَا زِلْتُ مُنْتَظِراً لَكَ[4]
كما قال امير المؤمنين :
اجعل نفسك ميزانا بينك و بين غيرك و أحب له ما تحب لنفسك و أكره له ما تكره لها و أحسن كما تحب أن يحسن إليك و لا تظلم كما تحب أن لا تظلم[5] .
واما ان اطالبهم بالاثاث!!
فايتها الحنونة هل تعلمين اني لو اردت ان افعل افعال بعض ابناء الدنيا ؛ ما كنت اتحمل كل هذا العناء في حياتي؟
وما كنت اتحمل الفقر وانا اعرف طريق الثراء وما منعني عنه الا خوف الله تعالى وانت تريدين ان اخون الفتاة بتركها من دون سبب الا لطمع الدنيا وقال جدي امير المؤمنين :
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ وَ لَا أَعْلَمُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ وَ مَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ وَ لَقَدْ أَصْبَحْنَا فِي زَمَانٍ قَدِ اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً وَ نَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلَى حُسْنِ الْحِيلَةِ مَا لَهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ وَجْهَ الْحِيلَةِ وَ دُونَهَا مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْنٍ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا وَ يَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لَا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ[6]


[1] غررالحكم: 161.

[2] غررالحكم: 295.

[3] الكافي: ج 2 ص 364.

[4] الكافي: ج 2ص 105.

[5] غرر الحكم: 479.

[6] نهج‏ البلاغة: 83.