منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ظاهرة انتشار التشيع (دراسة معمقة)
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.18 يوميا
النقاط : 215
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : صفوان بيضون
افتراضي ظاهرة انتشار التشيع (9)
قديم بتاريخ : 25-Feb-2010 الساعة : 06:23 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ظاهرة انتشار التشيع

الحلقة التاسعة

السبب الرابع



وضوح عقائد الشيعة



عقائد شيعة أهل البيت واضحة جلية ، في التوحيد والعدل، والنبوة، والإمامة والمعاد ، وهذه تسمى أصول الدين..
كما أنّ الصلاة، والصوم، والزكاة، والخمس، والحجّ، والجهاد، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والموالاة للنبي وآله والبراءة من أعدائهم ، وغيرها من الأحكام تسمى فروع الدين .
وهذه العقائد في مذهب أهل البيت أقوى دليلاً من المذاهب الأخرى، فالله سبحانه وتعالى الذي لا إله إلا هو منزه عن التجسيم، لا ينزل ولا يصعد، ولا يجلس على كرسي، ولا يحده مكان ولا زمان ، وهو نور السماوات والأرض.
وكما نوحده في ذاته نوحده في صفاته ، فصفاته عين ذاته ، و ذاته عين صفاته، و هو جل وعلا عادل لا يحاسب من لم تقع عليه الحجة والبرهان الواضحان، وقضاؤه وقدره لا هما بجبر (تسيير) ولا هما بتفويض ( تخيير) وإنما أمر بين أمرين.
وأما نبينا محمد فهو معصوم عصمة شاملة كاملة قبل البعثة وبعدها ، في أمور الدين والدنيا ، لا يمكن لبشر مهما علت درجة عبقريته أن يكون أصح منه في رأي ولا موقف ، لأنه لا ينطق عن الهوى ، فهو بطريق أولى لا يفعل عن الهوى .
وكذلك بقية الأنبياء والرسل والأئمة معصومون منزهون عن الخطأ والزلل.

وأما الصحابة فلا يمكن قبول توثيقهم وعدالتهم جميعاً بحجة أنهم رأوا الرسول و لو لحظة ! لأن هذا يخالف العقل والمنطق ولا دليل عليه ، ولأنهم كانوا بشراً يخطئون ويذنبون وما جرى منهم بعد رحيله يثبت بشريتهم العادية، بل دون العادية في كثير من حالاتها .
والشواهد التاريخية كثيرة على أخطاء شنيعة ارتكبها بعضهم، بل كان فيهم منافقون منحرفون ، وقد روي أن رسول الله حذر الأمة مما سيحدثون بعده ومن ذلك ما روته أصح كتب مذاهب السنيين، كالبخاري ومسلم ومسند أحمد، ومنها:
( ألا وانه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي، فيقال إنك لا تدرى ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم، فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)[1].
كما روى البخاري قول النبي : (أنا فرطكم على الحوض ، ليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول أي رب أصحابي؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك )[2].
وعن أبي سعيد الخدري : (فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي)[3].
وفي مقابل هذه الروايات التي تثبت الإنقلاب و الإرتداد على الأعقاب من بعض أصحابه ، يؤكد رسول الله على أهل بيته وأنهم مرجعية الأمة وأمانها ففي المستدرك للحاكم عن رسول الله : (ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: النجوم أمان لأهل السماء فإن طمست النجوم أتى السماء ما يوعدون، وأنا أمان لأصحابي فإذا قبضت أتى أصحابي ما يوعدون، وأهل بيتي أمان لامتي ، فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون )[4].
ورووا أن الصحابة يدخلون جهنم إلا عدد قليل جداً جداً ، ففي صحيح البخاري(7/209) أن الصحابة يدخلون النار «ولا يخلص منهم إلا مثل همل النعم » !
و قد كتبت في ذلك بحوث و كتب و هي ضرورية للباحثين عن الحقيقة في المذاهب، و المسألة واضحة فإن أصحابه صلى الله عليه و آله و سلم منهم الأخيار و منهم غير ذلك، و من أهم تلك البحوث ما كتبه الأردني المستبصر المحامي أحمد حسين يعقوب في كتابه (نظرية عدالة الصحابة). ومنها كتاب عقيدة الإمامية في عدالة الصحابة والتقية ، للشيخ جعفر السبحاني، وكتاب الصحابي وعدالته ، للسيد مرتضى العسكري .
والقول بعدالة الصحابة كلهم يعتبر استغفالاً للأمة كلها ، وكيف يقال بعدالتهم وقد اختصموا فيما بينهم وحارب بعضهم بعضاً وقتل بعضهم بعضاً ! وقد قام بعضهم بمعاص واضحة وفسق دونته كتب التاريخ !
وكيف يكونون كلهم عدولاً وقد ظلم بعضهم بعضاً، وفعل بعضهم شنائع الأفعال بعد إسلامه، فهذا خالد بن الوليد قد أمَّن قوم مالك بن نويرة ثم غدر بهم ليلاً وقتله وزنى بزوجته في نفس الليلة !
وعثمان نفى أبا ذر الذي قال فيه الرسول :ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر، حتى مات في الربذة وحيداً غريباً. وقد انتشر الفساد الإداري والتمييز بمناصب الدولة في عهده حتى قام الثوار بقتله.
وكيف نقول بعدالتهم وعمر يتهم الرسول الذي لا ينطق عن الهوى بأنه يهذي ويغلب عليه الوجع، ويمنعه من كتابة عهده إلى أمته ؟!
لذا يجب على المسلم التدقيق في من يأخذ منه دينه ويعرف الصحابي الذي يعتمد على قوله وفعله !
وهل من الممكن للمسلم صاحب العقل أن يأخذ دينه من رواية أبي هريرة الذي أسلم سنة سبع للهجرة بعد غزوة خيبر وكان من أصحاب الصفة ، وبعثه عمر واليا على البحرين ثم اتهمه بسرقة الأموال فأوجع ظهره وضربه بالدرة حتى أدماه، وعزله ومنعه من الحديث وقال له: أكثرت يا أبا هريرة وأحر بك أن تكون كاذبا على رسول الله[5] !
وما أبوهريرة إلا نموذج وقد فضحه أحد علماء الأزهر وهو الشيخ محمود أبورية، في كتابه: شيخ المضيرة أبوهريرة الدوسي. و لا يظن أحد إنا نريد الاستنقاص من أحد بل هذا البحث ضرورة لصيانة الدين وتنقية السنة النبوية من الوضاعين والمتهمين ، وهذا ما يصطلح عليه بعلم الجرح والتعديل .





[1]- صحيح البخاري - البخاري:5/192، مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل:1/235، صحيح مسلم - مسلم النيسابوري:8/157، ج 7/68 ، سنن الترمذي - الترمذي:4/38 .
[2]- صحيح البخاري - البخاري:8 /87.
[3]- صحيح البخاري - البخاري:8/87
[4] - المستدرك - الحاكم النيسابوري:3/457
[5] - شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد: 4/68، شيخ المضيرة أبو هريرة - محمود أبو رية:/103
... يتبع ..


آخر تعديل بواسطة جارية العترة ، 25-Feb-2010 الساعة 06:33 PM.

رد مع اقتباس