منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - طريق الحق - السيد جعفر مرتضى العاملي
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 08-May-2010 الساعة : 10:05 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


[معالجة أهل السنة لحديث الاثني عشر خليفة:]

وهذا ما يفسر لنا ما نجده من تآليف كثيرة لعلماء كبار من أهل السنة حول الأئمة الاثني عشر، مثل: كفاية الطالب للكنجي الشافعي، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، والإتحاف بحب الأشراف، للشبراوي الشافعي، ونور الأبصار للشبلنجي الشافعي، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي، والصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي، والأئمة الاثنا عشر للفضل بن روزبهان، وتذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي، وذخائر العقبى.. وغير ذلك كثير جداً..

ويبدو لنا: أن هؤلاء الأعلام أرادوا حل معضلة حديث: يكون بعدي اثنا عشر إماماً أو أميراً أو خليفة كلهم من قريش.. خدمة منهم لمذهب التسنن، فاعتبروا: أن المراد هو الإمامة والخلافة بالعلم، والصلاح، والتقوى، وظهور الكرامات، بل توسع بعضهم في الولاية والأولياء حتى نسب لأقطاب الصوفية من الكرامات ما يجعلهم في مقامات تضارع مقامات الأنبياء، أو تزيد..

وبذلك يكونون قد حلوا المعضلة التي نشأت من الحديث المذكور من جهة، وحجموا وضيقوا مفهوم الإمامة، وأفرغوها من محتواها العميق، لتصبح أمراً عادياً يمكن لكل أحد أن يناله من جهة أخرى.. فقد اعتبروا الأئمة المنصوص عليهم مجرد عباد وزهاد ومجتهدين في الفقه، ولديهم قسط وافر من العلم، كما هو عند غيرهم.

الجاحظ ماذا يقول؟!:

فتلخص مما تقدم: أن تعيين الأئمة في ولد الحسين «»، إنما جاء من النص من النبي «» مباشرة، أو من نص الإمام السابق على اللاحق.. ومن الأهلية الظاهرة التي لمسها الناس فيهم، حتى إن الجاحظ يقول في رسالته: «فضل هاشم على عبد شمس» ما يلي:

«ومن الذين يعد من قريش، أو من غيرهم، ما يعد الطالبيون في نسق واحد، كل واحد منهم: عالم، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاك، فمنهم خلفاء، ومنهم مرشحون: ابن، ابن، ابن، ابن. هكذا إلى عشرة.. وهم: الحسن بن علي، بن محمد، بن علي، بن موسى، بن جعفر، بن محمد، بن علي، بن الحسين، بن علي.
وهذا لم يتفق لبيت من بيوت العرب، ولا من العجم إلخ..»([1]).

ولكي يتضح ما نرمي إليه، نشير إلى الأمور التالية:
1 ـ إن الجاحظ ليس رجلاً عادياً، بل هو عالم معروف، وكاتب مشهور في عصره، وبعد عصره، وهو متنوع الثقافة، وقد كتب في مختلف الموضوعات التي شاع التكلم بها في عصره.. وكان معتزلياً على طريقة أهل البصرة، الذين كانوا عثمانية، أي يقدمون عثمان على علي «»، مقابل معتزلة بغداد الذين يقدمون علياً «» على عثمان وعلى جميع الصحابة..

وهو وإن كان يظهر الحياد في كتاباته، ولكن أهل نحلته من المعتزلة، كالإسكافي وغيره كانوا يتهمونه بالنصب والعداء لأهل البيت.

وقد ألف كتاباً في نقض فضائل أمير المؤمنين «»([2]). ولعله هو كتاب العثمانية المطبوع الذي رد عليه الإسكافي المعتزلي، وأورد ابن أبي الحديد المعتزلي شطراً من ردوده..

2 ـ إن الجاحظ كان يعيش في البصرة، وقد توفي قبل وفاة الإمام الحسن العسكري «» بخمس سنين. فلو فرضنا: أن الجاحظ قد كتب عباراته التي ذكرناها آنفاً في آخر ساعة من ساعات حياته. فذلك يعني: أن عمر الإمام الحسن العسكري «» حين كتب الجاحظ هذه الكلمات كان في حدود اثنتين وعشرين سنة.

3 ـ إن الإمام العسكري «» لم يكن أشهر ولا أعرف من آبائه الطاهرين. ولا سيما الإمام علي، والحسن، والحسين والصادق، والباقر، والرضا «».

بل كان الأئمة بعد الإمام الرضا «» ـ رغم نباهة شأنهم، وعلو قدرهم يعرفون بـ «ابن الرضا». ويطلق هذا التعبير على الإمام الجواد، والهادي، والعسكري أيضاً([3]).

ويؤيد ذلك: قول أسلم بن مهوز المنبجي في داليته المعروفة التي يمدح بها أئمة سامراء:

إذا ما بلغت الصادقين بني الرضا فحسبك من هـاد يشـير إلى هادي

4 ـ وإذا كان الإمام العسكري «» في سامراء موضوعاً تحت الرقابة الشديدة، وكان لا يصل إليه إلا من ترضى السلطة بإيصاله.. وكان الجاحظ في البصرة، وهو منحرف عن علي «» وولده. وكان نقل الأخبار في تلك الأيام وتداولها محدوداً جداً، ويواجه بصعوبات عملية، إذ لم يكن هناك وسائل اتصال، ولا إذاعات، ولا أجهزة تلفاز، ولا هواتف ثابتة ولا نقالة، ولا إنترنت.. ولا.. ولا..

وإذا كانت السلطة تفرض هيبتها وسياستها على الناس، وتمنع من تداول فضائل وكرامات وعلوم ومعارف أهل البيت عليهم.. وتحدُّ بكل وسيلة من وسائل القمع من نشاطات شيعة أهل البيت «»، ـ نعم، إذا كان الأمر على هذا الحال ـ فإن شيوع ذكر هذا الإمام المحاط بالسدود والموانع، حتى لا يكاد يصل إليه، أو يتصل به أحد من الناس، والذي كان لا يزال شاباً في مقتبل عمره.. إن شيوع ذكره، وذيوع صيته سيكون في مستوى الكرامات، ويبلغ حدود المعجزات، فكيف إذا بلغ الأمر بالمنحرفين عنه إلى حدّ أن يصفوه بما وصفه به الجاحظ في مثل هذه الظروف.

فهذا إن دل على شيء، فهو يدل على أنه «» كان على درجة من العظمة استطاعت أن تقهر كل تلك الموانع والسدود لتشرق شمس فضله على القريب والبعيد، والعدو والولي. رغم أنف السلطة، ورغم كل جهودها لخنق صوت أهل هذا البيت، وإخماد صيتهم.

مع أنك تجد اهتمام تلك السلطات التي تحمل اسم الخلافة لرسول الله «»، وتنتحل صفته، كإمام وراع، وحافظ للدين وأهله.. تجد اهتمامها ظاهراً بالمغنين، والجواري والأعراب، وحتى قطاع الطرق، والمجرمين، وإعلاء شأنهم، وإلخ..

وأعتقد أنكم واقفون على كثير من الحقائق في هذا المجال. وفي الختام أقول: ربما أكون في أكثر ما قلته لكم في هذه الرسالة كناقل التمر إلى هجر.. ومثلكم من غض النظر وعذر..

والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى وآله الطاهرين..
25 / 1/1431 هـ. ق الموافق 11/1/2010 م ش.
جعفر مرتضى الحسيني العاملي
----------

([1]) آثار الجاحظ ص235.
([2]) آثار الجاحظ ص235.
([3]) مروج الذهب ج3 ص237 وراجع: قاموس الرجال ج10 ص248. والرسالة التي في آخر ج11 من قاموس الرجال ص58.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 08-May-2010 الساعة 10:09 AM.

رد مع اقتباس