منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - تأملات في دعاء كُميل
عرض مشاركة واحدة

جارية العترة
الصورة الرمزية جارية العترة
المدير العام
رقم العضوية : 12
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : لبنان الجنوب الابي المقاوم
المشاركات : 6,464
بمعدل : 1.04 يوميا
النقاط : 10
المستوى : جارية العترة will become famous soon enough

جارية العترة غير متواجد حالياً عرض البوم صور جارية العترة



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : جارية العترة المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي
قديم بتاريخ : 14-Jul-2010 الساعة : 06:06 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


( بِرَحْمَتِكَ الَّتِيْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ )

الباء هنا للقسم . أي أسألك وأُقسمُ عليك برحمتك التي وسعت كل شيء .

والرحمة من صفات الله الفعلية ومن مقتضيات الألوهية ولوازم الربوبية، ولذلك جعلها سبحانه لعباده ، وأوجبها عز اسمه على نفسه فقال : {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ}([6]).

والرحمة في اللغة([7]) : رقة القلب بحيث تستوجب العطف والتفضّل والإحسان .

ورقة القلب أمر مستحيل على الله سبحانه لأنها من الأمور الحادثة ومن صفات الممكن ، والله سبحانه ليس محلاً للحوادث .. فالرحمة منه تعالى بمعنى أنه

سبحانه أوجب على نفسه الإنعام على خلقه بموجبات الرحمة من الخير والنعم والعفوّ والصفح والإحسان ، لكل من يستحق الرحمة على اختلاف أنواعهم .

وهذا –كما أشرنا- من مقتضيات الإلوهية لأن الموجودات بدون رحمته تعالى لا يستقيم لها أمر ولا ينتظم لها حال ولا تجد لها طريقًا للبقاء والاستمرار في

الحياة . فالموجودات كلها تعيش بفيض الرحمة والإحسان ما دامت مسيرة الحياة والوجود قائمة ومستمرة . وكل ما يكتنف الوجود والموجودات من أسباب

البقاء والصلاح والخير والنعم والرزق والعطاء هو بالرحمة الإلهية الواسعة .

وهذه الرحمة تسمّى بالرحمة العامة ، حيث تشمل كل الموجودات بما فيها الإنسان . وهناك ما يسمى بالرحمة الخاصة ، وهي التي يتفضّل الله بها على المؤمن

في قبال إيمانه وإقراره بالعبودية له تعالى وفي قبال أعماله الصالحة التي توصله إلى كل حال سَنِيّ وتبعده عن كل حال رديّ .

والحاصل : أن التوسّل بالله سبحانه بصفة الرحمة والسؤال والطلب منه بهذه الصفة العظيمة إنما هو لامتداد الرحمة الإلهية للعباد في كل الأحوال وفي كل

شيء حتى لا ييأس العاصون والمذنبون من مغفرته وإحسانه ولا يقنط أهل الحوائج والمطالب من جوده وكرمه وعطائه .

ولذلك لا يهلك أحد مع رحمة الله أبدًا إذا استنزلها بدعاء ونحوه . وكيف يتصور الهلاك في حياة الإنسان ورحمة الله تلفّه وهي معه في كل سُبُله وأموره وبين

يديه وفي كل شأن من شؤونه وفي كل حادثة وقضية وأمر . فالإنسان مهما شذّ ومهما ابتعد ومهما عصى ، ومهما تنكّب به الطريق السوي ومهما عمل من
أعمال موبقة وأفعال مردية تبقى رحمة الله شاملة له وحافّة به ومتجلية أمامه ومعه دائمًا وأبدًا ، فهو من حين وجوده بل من حين تكوّن نطفته ووجوده صغيرًا

وتدرّجه في الوجود يافعًا وشابًا إلى أن يصبح شيخًا وإلى أن يلفه الفناء ويذهب إلى ربه تلفّه الرحمة وتتداركه وتستمر له .

قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ}([8]).

وقال ع في دعاء كميل : اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء.

وقال تعالى : {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}([9]).

وقد ورد في الحديث أنه قيل لعلي بن الحسين ‘ : قال الحسن البصري : ليس العجب ممن هلك كيف هلك ، وإنما العجب ممن نجى كيف نجى !

فقال ع: أنا أقول : ليس العجب ممن نجى كيف نجى وإنما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله([10]).

وعنه ع أيضًا : لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال : شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وشفاعة رسول الله ’ ، وسَعَة رحمة الله([11]).

وعن النبي ’ : أوحى الله عز وجل إلى داود ع : يا داود كما لا تضيق الشمس على من جلس فيها ، كذلك لا تضيق رحمتي على من دخل فيها([12]).

وعن أمير المؤمنين ع : رحيم بعباده المؤمنين ، ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم ، فبها يتراحم الناس وترحم الوالدة

ولدها وتحنو الأمهات من الحيوانات على أولادها ، فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلى تسع وتسعين رحمة فيرحم بها أمة محمد ’ ثم يُشفّعهم

فيمن يُحبّون له الشفاعة من أهل الملة([13]).

إن رحمة الله واقع يجب أن نعيشه في كل حين وفي كل وقت ، فهي ليست بعيدة منا ولا محجوبة عنا ، ولا هي شيء غريب على عقولنا ومشاعرنا وعواطفنا وإحساساتنا .

إنها امتداد الإحسان الإلهي ، والعطف الإلهي ، واللطف الإلهي ، والفضل الإلهي ، والجود الإلهي ، والعدل الإلهي . امتداد يشمل جميع جوانب حياتنا وشؤوننا ،

وبدونها لا قيمة للحياة بل لا وجود لها .

إنها يد الله ، أي قوة الله وقدرته التي يتولانا بها بالحفظ والرعاية والعطاء المستمرّ والمغفرة والتوبة والإنابة .

إنها في العقل الذي منحنا الله إياه ، فعلينا أن نستعمله في مواطنه ونأخذ بأحكامه القطعية المؤكدة في الكتاب والسنة .

إنها في الشريعة وأحكامها التي تبنّاها القرآن الكريم ، إنها في الأخلاق وفي الاجتماعيات ، وفي الأموال ، وفي الأرض ، وفي العمل وفي الأولاد، وفي الأهل

وفي الأرحام وفي الأسرة ، وفي الأصدقاء وفي الأتباع ، إنها في كل شيء من هذه الحياة .






توقيع جارية العترة

للمشاركة بلعن قتلة الحسين وأهل بيته وأنصاره سلام الله عليهم تفضلو هنا
اللَّهُمَّ خُصَّ أَنتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي وَ ابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِيَ وَ الثَّالِثَ وَ الرَّابِعَ‏ اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خَامِساً وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ وَ ابْنَ مَرْجَانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً وَ آلَ أَبِي سُفْيَانَ وَ آلَ زِيَادٍ وَ آلَ مَرْوَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ



لمتابعة صفحة باسميات - أحزان وأفراح منبرية للملا الحاج باسم الكربلائي