منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - تأملات في دعاء كُميل
عرض مشاركة واحدة

جارية العترة
الصورة الرمزية جارية العترة
المدير العام
رقم العضوية : 12
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : لبنان الجنوب الابي المقاوم
المشاركات : 6,464
بمعدل : 1.04 يوميا
النقاط : 10
المستوى : جارية العترة will become famous soon enough

جارية العترة غير متواجد حالياً عرض البوم صور جارية العترة



  مشاركة رقم : 7  
كاتب الموضوع : جارية العترة المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي ( وَبِجَبَرُوْتِكَ الّتِيْ غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ )
قديم بتاريخ : 14-Jul-2010 الساعة : 10:10 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


( وَبِجَبَرُوْتِكَ الّتِيْ غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ )
جبروت : على وزن فعلوت ، وهو في اللغة من أوزان المبالغة كالملكوت من الملك . فالجبروت مبالغة في الجبر ، ومعنى الجبر : القهر لكل شيء ونفوذ المشيئة في كل شيء .
ومعنى الفقرة : اللهم إني أسالك بمشيئتك النافذة في كل شيء والتي غلبت بها كل شيء وكلُّ شيء مغلوب لها .
ومشيئة الله نافذة في كل شيء لارتباط الأشياء كلها به تعالى لأن وجودها منه ، فكل شأن فيها وكل قوة وقدرة وحركة تعمل من خلال ما أودعه الله فيها وبأمره وتأثيره .
والجبار : وصف خاص بالله سبحانه ، لأنه هو الذي يجبر الخلق ويقهرهم على أمور لا خيار لهم فيها ولا يقدرون على تغييرها وإزالتها كالموت مثلاً والحياة والمرض والرزق ورفع البلاءات والحوادث الكونية وغير ذلك . فهو بهذا المعنى لا يمكن أن يوصف به غير الله سبحانه .
وقيل : إن الجبار بمعنى العظيم الشأن في الملك والسلطان ، فالله سبحانه هو الذي له صفة الجبار ، وأما غير الله فهو محتاج إلى الله ومفتقر في وجوده إليه ، ومن هنا فلا يستحق أن يوصف بهذه الصفة أحد على الإطلاق ، وإن وصف به أحد كان ذمًا له لأن جبروت شخص معناه أنه عاتٍ ويطلب علوّ المنزلة بما ليس فيه.
وكما قلنا الإنسان محتاج إلى الله سبحانه وتعالى مفتقر إليه ، تُرى هل يستطيع الإنسان أن يدفع عنه ألم الجوع إذا جاع ؟ وهل يتمكن أن يهيئ أسباب الطعام ومواده من دون معونة من الله سبحانه ومدد منه ، وقد قال تعالى في محكم كتابه : {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ! لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ}([22]).
وكذلك إذا عطش ، فمن يدفع عنه العطش لولا أن الله سبحانه أوجد له الماء كما قال تعالى : {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ ! أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ ! لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلا تَشْكُرُونَ}([23]).
وإذا مرض فلا يستطيع أن يدفع عنه المرض وآلامه إذا كان المرض من أبسط وأسهل الأمراض ، فكيف إذا كان المرض من الأمراض الصعبة والمستعصية . وها هو الإنسان يقف عاجزًا مذهولاً أمام بعض الأمراض ويحار في معالجتها ، ولكن الله بلطفه ورحمته هو الذي يمنُّ على الإنسان بالشفاء والعافية ، وجعل له في الدواء الشفاء وأرشده إلى كثير من الأدوية، قال تعالى : {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}([24]).
فأنَّى للإنسان أن يتجبّر على الإنسان الذي هو مثله في الحاجة والفقر فضلاً عن أن يتجبر على الله عز وجل !! وكيف يخطر على باله التجبر والتكبّر وهو على ما هو عليه من الضعف في تكوينه منذ بدايته حتى نهايته! ولو كشف له الغطاء عن بصيرته وتأمّل في نفسه أيحقّ له أن يتجبّر ويتعالى وهو يحمل في أحشائه وفي حنايا جسده الخبائث والقذراة ولا يمكن أن يتخلى عنها أو يعيش بدونها !
أيصح هذا من إنسانٍ والحال أنه - كما يقول أمير المؤمنين × واصفًا ضعفه- تؤلمه البقة ، وتقتله الشرقة ، وتنته العرقة([25]) . والبقة هي الناموس وهي أضعف المخلوقات وأوهنها .
من هنا كان التجبر خُلقًا سيئًا مذمومًا لا يكشف عن جهل الإنسان فقط بل يكشف عن حقارة متناهية له ، لأن من يطلب شيئًا ليس له فهو يستهين بنفسه ولا يقيّمها بقيمتها الواقعية .
ويكفي في ذمّ التجبر ما ورد في الكتاب العزيز :
قال تعالى : {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ! مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ}([26]).
وقال تعالى : {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}([27]).
وقد مدح الله نبيه يحيى ع بأنه لم يكن جبارًا ، فقال عز اسمه : {وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا}([28]).
وقال تعالى في مدح عيسى ع : {وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا}([29]).
فما ذكره تعالى في كتابه المجيد -من خيبة الجبار العنيد ومدح من لم يكن جبارًا- هو تجسيد لسوء وقبح هذه الصفة في الإنسان .
روي : أن المهلّب بن أبي صفرة والي عبد الملك بن مروان على خراسان([30]) كان في بعض الأيام مرتديًا ثوبًا من خزّ ويسير في الطرقات بكبرياء وتجبُّر ، ويجرّ أذياله خيلاء ..
فقال له رجل من عامة الناس : ما هذه المشية التي يبغضها الله تعالى !!
فقال له المهلب : أتعرفني ؟
قال الرجل : نعم ، أوّلك نطفة مذرة ، وآخرك جيفة قذرة ، وأنت تحمل عذرة . فمضى المهلب وترك مشيته تلك دون أن يتعرّض للرجل بسوء([31]).
وروي عن الصادق عن أبيه عن جده ع قال : وقع بين سلمان الفارسي رض وبين رجل كلام وخصومة . فقال له الرجل : من أنت يا سلمان ؟ فقال سلمان : أما أوّلي وأوّلك فنطفة قذرة ، وأما آخري وآخرك فجيفة منتنة ، فإذا كان يوم القيامة ووضعت الموازين فمن ثقل ميزانه فهو الكريم ، ومن خفّ ميزانه فهو اللئيم !! ([32]).
وكما أشرنا ، لا حقّ للإنسان أن يظهر بهذه الصفة ، لأنه إن ظهر بها فقد خرج عن واقعه وإنسانيته وظهرت عليه آثار عدم العقل -أي الجنون- لأن العاقل من يعرف حَدَّه فيقف عنده ، والمتجبّر والمتكبّر بعيد عن هذا المعنى ولذلك يكون مجنونًا .
وفي حديث شريف ورد عن جعفر بن محمد عن آبائه عن علي ع قال : مرّ رسول الله ’ على جماعة فقال : على ما اجتمعتم ؟ فقالوا : يا رسول الله هذا مجنون يُصرع فاجتمعنا عليه ، فقال ’ : ليس هذا بالمجنون ، ولكنه المبتلى .ثم قال : ألا أخبركم بالمجنون حقّ المجنون ؟ قالوا : بلى يا رسول الله .
قال ’ : المتبختر في مشيته ، الناظر في عطفيه ، المحرّك جنبيه بمنكبيه ، يتمنى على الله جنته وهو يعصيه ، الذي لا يُؤْمَنُ شرُّه ولا يُرْجى خيره ، فذلك هو المجنون ، وهذا المبتلى([33]).
فالجبار هو الله سبحانه ، ولا يليق هذا الوصف إلا له تعالى .
قال تعالى : {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ}([34]).
وبهذه الصفة يُقْسِمُ العبد على ربّه ، لأنه بها يتجلّى الإذعان والانقياد والإقرار لله بالعبودية والتصاغر أمامه تعالى في كل شأن وأمر .
والمعاني للفقرات السابقة كلها واضحة ، فإن السؤال برحمة الله وقوته وجبروته لأنها من أسمائه وصفاته ، تعالى الله علوًا كبيرًا .


توقيع جارية العترة

للمشاركة بلعن قتلة الحسين وأهل بيته وأنصاره سلام الله عليهم تفضلو هنا
اللَّهُمَّ خُصَّ أَنتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي وَ ابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِيَ وَ الثَّالِثَ وَ الرَّابِعَ‏ اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خَامِساً وَ الْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ وَ ابْنَ مَرْجَانَةَ وَ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَ شِمْراً وَ آلَ أَبِي سُفْيَانَ وَ آلَ زِيَادٍ وَ آلَ مَرْوَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ



لمتابعة صفحة باسميات - أحزان وأفراح منبرية للملا الحاج باسم الكربلائي