منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ظاهرة انتشار التشيع (دراسة معمقة)
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.18 يوميا
النقاط : 214
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 23  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : صفوان بيضون
افتراضي ظاهرة انتشار التشيع (20)
قديم بتاريخ : 20-Mar-2010 الساعة : 07:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ظاهرة انتشار التشيع


الحلقة العشرون



السبب التاسع

إيران الثورة الإسلامية


عندما كنا صغاراً ولم تكن التلفزيونات منتشرة بكثرة ولم تكن فضائيات ، كانت تذكر لنا روايات آخر الزمان بخروج الرايات السود من خراسان ، ورجل من قم[1] ، وفي مرة أتذكر أن أبي قال بتأسف وحزن وقلق : لقد قتلت في إيران مجموعة كبيرة من العلماء ، ومضى الزمن حتى انتشرت أخبار المظاهرات في إيران وخبر السيد الإمام الخميني في فرنسا سنة انتصار الثورة الإسلامية 1979، لقد كان ظهوره حلمنا وحلم أجدادنا ، وقد حدث الزلزال وانتصرت الثورة .
وما أن انتصرت ثورة إيران حتى تغير وجه العالم وخاصة العالم الإسلامي ، وبدأنا ندرك مضامين تلك المقولات المخزونة في الكتب مثل مجدد القرن التي طبقت على الإمام الخميني[2]، وروايات آخر الزمان وظهور المنتظر المنقذ وتناول أهل فارس الإيمان ، ولو كان منوطاً بالثريا .
لقد روت كتب الحديث السنية والشيعية روايات تشيد بفضل أبناء فارس ، ومنها هذه الرواية : قال ناس من أصحاب رسول الله(ص) : يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكر الله إن تولينا استبدلوا بنا ثم لا يكونوا أمثالنا ؟ قال وكان سلمان بجنب رسول الله : فضرب رسول الله (ص) فخذ سلمان وقال : هذا وأصحابه ، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس[3]. و روي عن أبي هريرة وغيره[4].
وفي تناولهم الإيمان ، ورد : ( لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من فارس)[5] . و في رواية : ( لو كان الإيمان معلقاً بالثريا لا تناله العرب لناله رجال من فارس ) [6].
وفي تناولهم العلم ، ورد : ( لو كان العلم بالثريا لتناوله رجال من فارس) [7].
و في تناولهم الدين ورد :
( لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله أناس من أبناء فارس) [8].
ورويت روايات كثيرة في خروج الرايات السود من خراسان وهي اسم لمحافظة في شمال شرق إيران عاصمتها مشهد وبها مرقد الإمام الرضا وقد تطلق على كل إيران . وخروج الرايات مرتبط بعصر ظهور الإمام المهدي .
وهنا ستندهش إذ اطلعت على العدد الكبير الذي ترويه المذاهب الإسلامية وخاصة المذاهب وصحاح السنيين عن آخر الزمان وعلاماته ، ومنها خروج الرايات السود من خراسان .
ثم تتعجب لماذا تعادي الحكومات العربية إيران ، و في نفس الوقت تسكت عن إسرائيل وهم يرون كيف يذبح أطفال غزة من الوريد إلى الوريد ، بل يساعدون إسرائيل على محاصرة غزة ومعاداة مجاهديها ، ولا تجد من يدعمهم بالمال والسلاح سوى الإيرانيين !
ومما جاء في الروايات من فضل الرايات السود وخراسان :
( إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فان فيها خليفة الله المهدي) [9].
( إذا أقبلت الرايات السود من خراسان فأتوها فان فيها خليفة الله المهدي)[10].
( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج ، فإن فيها خليفة الله المهدي) [11].
( تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلى المهدي )[12].
وفي المكان الذي تصل إليه هذه الرايات :
(تخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتى تنصب بإيلياء) [13].
لقد انتصر الإمام الخميني وهزم دولة الغرب وإسرائيل ، و أقام دولة الإسلام واهتزت عروش الطغاة في المنطقة ، وبدأت الصحوة الإسلامية الكبرى ، وأفاق المسلمون من غفوتهم فبدأوا بالإنفتاح على تعاليم الإسلام وعلى مذهب أهل البيت .
وأخذ بعضهم يفكر أن هذا الرجل العظيم على مذهب الحق ، لأن هذه القوة الإيمانية لا تتكون من فراغ بل من ارتباط إيماني و روحاني كبير بالخالق سبحانه وتعالى وبعقيدة صحيحة راسخة .
وأخذوا ينظرون إلى إيران كنموذج ناجح للتحدي ضد الهيمنة و الإستكبار العالمي ، فهي لم تتنازل عن مبادئها ، ولم تعتمد على الغرب في تقدمها ، بل استمرت في عملها نحو الاستقلال والاكتفاء الذاتي رغم تهديد الدول الغربية وحصارها الظالم ، حتى دخلت إيران النادي النووي ، وأطلقت الصواريخ إلى الفضاء بأيدي مسلمة وصناعة محلية فصارت نموذجاً لا يرغب الغرب برؤيته .
وصارت هذه الأحداث سبباً لتشيع كثيرين ، فقد فتحت لهم الآفاق للتعرف على فكر أهل البيت ونهجهم .
في العقود التي سبقت الثورة ، كان هناك تشيع نخبوي من أعداد من العلماء السنة والمثقفين ، لكن بعد الثورة صار التشيع ظاهرة خاصة في بعض مناطق أوربا بعيداً عن ظلم الحكام العرب السنيين وقمعهم !
لقد فتح الإمام الخميني النافذة للأمة للدخول و الإغتراف من كنوز أهل البيت فدخلته أفواج من كل بلاد المسلمين .



[1] - قم هي المدينة المقدسة التي انطلق منها الإمام الخميني بثورته العظمى و بها قبر السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى الكاظم عليهما السلام و أخت الإمام الرضا .
[2] - و قد ظهر الإمام الخميني على راس القرن الخامس عشر الهجري في سنة 1400 هجري قمري .
[3]- سنن الترمذي - الترمذي:5/60
[4]- جامع البيان - إبن جرير الطبري:26/86
[5] - - المعجم الكبير - الطبراني:18 ص 353 ، فتح القدير- الشوكاني ج 5 ص 309 ،ج5 ص50، الكشاف - الزمخشري ج 3 ص 540، تفسير نور الثقلين للحويزي ج 5 ص 46 ،
[6] - كنز العمال - المتقي الهندي:12 ص 91
[7] - كنز العمال - المتقي الهندي:12 ص 91 ، بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث - الحارث بن أبي أسامة ص 311.
[8] - كنز العمال - المتقي الهندي - ج 12 ص 91 - فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج 5 ص 410
[9]- مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل:5/277
[10] - القول المسدد في مسند أحمد - أحمد بن علي بن حجر ، الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي:ج1ص100
[11] - عقد الدرر ، السلمي ج 1 ص 121
[12] - كتاب الفتن ، ابو نعيم ، ج 1 ص 322 ، عقد الدرر ، السلمي ، ج 1 ص 128
[13] - كنز العمال ، المتقي الهندي ، ج 14 ص 261


رد مع اقتباس