منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - ظاهرة انتشار التشيع (دراسة معمقة)
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.18 يوميا
النقاط : 215
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 25  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : صفوان بيضون
افتراضي ظاهرة انتشار التشيع (22)
قديم بتاريخ : 23-Mar-2010 الساعة : 06:52 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


ظاهرة انتشار التشيع


الحلقة (22)



السبب الحادي العاشر


البعد الأخلاقي في مذهب أهل البيت


يتسم أتباع أهل البيت بالسماحة واللطف والروح الشفافة في تعاملهم مع الآخرين ، وذلك ببركة الإقتداء بالنبيوأهل بيته والعمل بتوصياتهم ، بينما الطرف الوهابي يعيش حالة الأحقاد الطاغية وكره الآخر و الإفتراء عليه ، كلما ازداد تدينه حتى يصل إلى قناعة بوجوب قتل كل من خالفه في رأيه مهما كان بريئاً !
وهذه النقطة كانت سبباً في هداية مجموعات إلى مذهب الحق ، فقد رأوا فيه مذهب الخلق الفاضل والرفق والسماحة .
وإذا نظرت إلى مواقع النت تجد هذا الفارق بيننا واضحاً ، فتجد السباب والشتائم من قبل من يكتبون في مواقع أعداء الشيعة و تجد في الطرف الشيعي نموذج الأخلاق ، والمنطق العلمي ببراهين وحجج ، و كل إناء بالذي فيه ينضح !
وهنا أوصي نفسي وأخوتي المستبصرين ، خاصة الذين تحولوا من المذهب الوهابي والسلفيين ، بضرورة الإلتزام بالخلق الإسلامي الرفيع في تعاملنا ، ووجوب قلع الرواسب والصدأ الذي لصق بالقلوب قبل التحول إلى مذهب أهل البيت ، و كل واحد منا مسؤول وداعية ، و أخلاق الداعية يجب أن تكون عالية ومفخرة لأمته ومذهبه ودينه ، فالإبتسامة الصافية الصادقة ، صدقة .
وأن نحب للآخرين ما نحب لأنفسنا ، فعلينا مساعدة أفراد مجتمعنا إلى أقصى درجة ممكنة ، و دعوتهم بالحسنى وجدالهم بالأحسن ، كما أمر الله تعالى ( أدْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوأَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوأَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) [1] ، وعلينا التأسي بالنبي في الرحمة والشفقة والمشاورة كما أمره الله تعالى ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوكُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمر فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [2] . و أن نكون دعاة بغير ألسنتنا كما علمنا الإمام الصادق .
ومن الأخلاق التواضع والرحمة ، فالتواضع من سمات المؤمنين وزينة الشرف في حديث أمير المؤمنين[3] ، وقد وردت روايات كثيرة عن النبي وأهل بيته توصي بالتواضع .
وحريٌّ بالمسلم بعد استبصاره وانفتاحه على آفاق فكرية واسعة أن ينظر إلى المجتمعات الجاهلة نظرة شفقة ورحمة وعناية ، فيحاول هدايتها بإيمانه وتواضعه شفيقاً رحيماً .
وهذه مسألة واضحة لأصحاب الثقافة من الكتاب والمؤلفين والعارفين والمشايخ والصحفيين ، ولكنها قد تخفى على المجتمعات التي تحولت جماعياً إلى مذهب أهل البيت وكانت على صلة بالمذهب الوهابي ، فنصيحتنا لهم بعدم النظرة الدونية لمن هم في نظرهم جهلة أو مخدوعون بالباطل ، فهم أهلنا وأحبتنا وأخوتنا وهم أمانة في أعناقنا ، وسيهتدون إلى نور أهل البيت إذا تمكنت من الوصول إلى علومهم ، و توفر لها الحد الأدنى من الحرية في الإختيار العقائدي .
وحتى أولئك المتعصبون فإنا نشفق عليها ونتمنى لهم الهداية والإيمان الحقيقي ، ولقد دعا النبي لقومه ولم يدع عليهم ، ووقف سبطه الإمام الحسين يوم العاشر من محرم يذرف الدموع على أعدائه ، لأنهم يدخلون النار بسبب حربهم له وقتلهم إياه .
إن التواضع في هداية الناس ، و الإبتعاد عن الزهو و الفخر والتكبر واحتقار الآخر ، والتأسي بأهل البيت في تقديم نموذج خلقي راق ، هو أفضل هدية تقدمها إلى أخوتك ولمذهبك الجديد ، والهداية فن عطوف بعيد عن القسوة والتعيير وكل ما لا يليق ، و رضا أهل البيت عن شيعتهم وسرورهم بهم ، يتوقف على خلقهم الرفيع وقيمهم الإسلامية العالية .
ومن تعاليم أهل البيت ما وصى به الإمام الحسن العسكري شيعته بقوله : أوصيكم بتقوى الله ، والورع في دينكم ، والاجتهاد لله ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر ، وطول السجود ، وحسن الجوار ، فبهذا جاء محمد ، صلوا في عشائرهم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وأدوا حقوقهم ، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه ، وصدق في حديثه ، وأدى الأمانة ، وحسن خلقه مع الناس ، قيل : هذا شيعي فيسرني ذلك . اتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا ، جروا إلينا كل مودة ، وادفعوا عنا كل قبيح ، فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله ، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك . لنا حق في كتاب الله ، وقرابة من رسول الله ، وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب . أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي ، فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات ، احفظوا ما وصيتكم به ، وأستودعكم الله ، وأقرأ عليكم السلام [4] .
وقد كتب علماء الشيعة في الجانب الأخلاقي والتربوي ، وفي آداب التعامل مع الآخرين ، وبين أيديكم رسالة في الحقوق للإمام زين العابدين .
و من وصايا النبي و أهل بيته و حكمهم في ذلك :
قول رسول الله : ( إنكم إن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم ) [5].
وقال : ( أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوى الله وحسن الخلق ) [6].
وقال : ( ما يوضع في ميزان أمرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق ) [7] .
وقال : ( إن الله جميل يحب الجمال ، ويحب معالي الأخلاق ، ويكره سفسافها ) [8] .
وقال أمير المؤمنين : ( روضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة ، فإن العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) [9].
وقال : ( رأس العلم التمييز بين الأخلاق ، وإظهار محمودها ، وقمع مذمومها ) [10].
وقال : ( عود نفسك السماح ، وتخير لها من كل خلق أحسنه ، فإن الخير عادة ) [11].
وقال الإمام الصادق : ( ما يقدم المؤمن على الله عز وجل بعمل بعد الفرائض أحب إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه ) [12].
وقال : ( إن الله تبارك وتعالى خص رسول الله بمكارم الأخلاق ، فامتحنوا أنفسكم ، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله عز وجل وارغبوا إليه في الزيادة منها ، فذكرها عشرة : اليقين ، والقناعة ، والصبر ، والشكر ، والحلم ، وحسن الخلق ، والسخاء ، والغيرة ، والشجاعة، والمروءة ) [13].
وفي دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين ، وهو دعاء عظيم ننصح بقراءته لكل العالم من كل الأجناس والأعراق والأديان ، وتجده كاملاً في كتب الدعاء ، قال : ( اللهم صل على محمد وآله ، و سددني لأن أعارض من غشني بالنصح ، وأجزي من هجرني بالبر، و أثيب من حرمني بالبذل ، و أكافي من قطعني بالصلة ، و أخالف من اغتابني إلى حسن الذكر ، وأن أشكر الحسنة وأغضي عن السيئة ، اللهم صل على محمد وآله وحلني بحلية الصالحين ، وألبسني زينة المتقين في بسط العدل ، وكظم الغيظ ، وإطفاء النائرة ، وضم أهل الفرقة ، وإصلاح ذات البين ، وإفشاء العارفة ، وستر العائبة ، ولين العريكة ، وخفض الجناح ، وحسن السيرة ، وسكون الريح ، وطيب المخالقة ، والسبق إلى الفضيلة ، وإيثار التفضل ، وترك التعيير والإفضال على غير المستحق ، والقول بالحق وإن عز ، واستقلال الخير وإن كثر من قولي وفعلي ، واستكثار الشر و إن قل من قولي وفعلي . وأكمل ذلك لي بدوام الطاعة ، ولزوم الجماعة ، ورفض أهل البدع ومستعملي الرأي المخترع ) [14].




[1] - آية 125 ، سورة النحل.
[2] - آية 159 ، سورة آل عمران
[3] - ميزان الحكمة - محمد الريشهري:2/1358 ، الإمام علي ( ع ) : المؤمنون هم أهل الفضائل ، هديهم السكون ، وهيبتهم الخشوع ، وسمتهم التواضع..
ميزان الحكمة - محمد الريشهري:4/3554 ، عن أمير المؤمنين : زينة الشريف التواضع ، و عنه ( ع ) : التواضع ينشر الفضيلة، و عنه ( ع ) - في صفة المتقين - : وملبسهم الاقتصاد ، ومشيهم التواضع..
[4]- بحار الأنوار - العلامة المجلسي:75/372 ، ميزان الحكمة - محمد الريشهري:4/3547
[5] - الاختصاص - الشيخ المفيد/225
[6]- الكافي - الشيخ الكليني:2/100 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي:68/375
[7]- الكافي - الشيخ الكليني:2/99 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي:7/249
[8]- ميزان الحكمة – الشيخ محمد الريشهري:1/414
[9] - مسند الرضا (ع) داود بن سليمان الغازي ص 123 ، بحار الأنوار ج10ص99
[10] - ميزان الحكمة – الشيخ محمد الريشهري:1/801
[11] - ميزان الحكمة - محمد الريشهري:1/805
[12] - الكافي - الشيخ الكليني:2/100 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي:68/375
[13] - ميزان الحكمة – الشيخ محمد الريشهري:1/803
[14] - ميزان الحكمة – الشيخ محمد الريشهري:2/1205
... يتبع ...


رد مع اقتباس