[صفوان بيضون]

ظاهرة انتشار التشيع

الحلقة (25)

السبب الرابع عشر

فضائل أهل البيت

امتلأت كتب المسلمين بروايات فضائل أهل البيت فلا ينكر فضائلهم إلا مكابر أو معاند أو جاحد لا يستطيع أن يرى الحقيقة .
وكراماتهم منتشرة في بقاع العالم في حياتهم وبعد مماتهم ، أما في بعض مشاهدهم ومساجدهم فهي توثق توثيقاً كاملاً كما في مشهد الإمام الرضا .
فهم أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي ، ومعدن الرحمة ، وخزان العلم ، ومنتهى الحلم ، وأصول الكرم ، وقادة الأمم ، وأولياء النّعم ، وعناصر الأبرار ، ودعائم الأخيا ر، وساسة العباد ، وأركان البلاد ، وأبواب الإيمان ، وأمناء الرحمن ، وسلالة النبيين ، وصفوة المرسلين ، وعترة خيرة ربّ العالمين .
وهم محالُّ معرفة الله ، ومساكنُ بركة الله ، ومعادنُ حكمة الله ، وحفظةُ سرّ الله ، وحملة كتاب الله ، وأوصياء نبيّ الله ، وذرّيّة رسول الله ، والدّعاة إلى الله ، والأدلاّء على مرضاة الله ، والمستقرّون في أمر الله ، والتّامّون في محبّة الله ، والمخلصون في توحيد الله ، والمظهرون لأمر الله ونهيه ، وعباده المكرمين الّذين لا يسبقونه بالقول ، وهم بأمره يعملون . كما جاء في الزيارة الكبيرة عن الإمام الهادي[1].

ومع كل الحصار ومحاولات الإقصاء الذي بذلها أعداء أهل البيت صدرت كتب كثيرة ألفها مسلمون على اختلاف مشاربهم وتعدد آرائهم ، تبيّن فضلهم ومرجعيتهم للأمة .
ونذكر فيما يلي بعض الروايات في فضلهم من طرق المسلمين عامة :
قال رسول الله (ص) : ( يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثاً : أن يثبت قائمكم ، ويهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم ، وأن يجعلكم جوداً مجداًء رحماء فلو أن رجلا صف بين الركن والمقام فصلى وقام ، ثم لقي الله عز وجل وهو ينقص أهل بيت محمد ، دخل النار) [2].
وقال (ص) : ( يا علي ، إن الإسلام عريان لباسه التقوى، ورياشه الهدى ، وزينته الحياء ، وعماده الورع ، وملاكه العمل الصالح ، وأساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي) [3].
وقال (ص) : ( اشتد غضب الله على من آذاني في عترتي) [4].
وقال (ص) : (خيركم خيركم لأهلي من بعدي) [5].
وروي عن النبي (ص) : ( أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه ، وأحبوني بحب الله ، و أحبوا أهل بيتي لحبي) [6].
وقال (ص) : ( من صنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافأته عليها يوم القيامة) [7].
وقال (ص) : ( أنشدكم الله في أهل بيتي مرتين) [8].
وقال (ص) : ( النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأمتي) [9].
وقال (ص) : ( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس) [10].
وقال (ص) : ( إن لكل بني أب عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة ، فأنا وليهم وأنا عصبتهم وهم عترتي خلقوا من طينتي ، ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ) [11].
وقال (ص) : ( نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد ) [12].
وقال (ص) : ( من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، فإنهم عترتي ، خلقوا من طينتي ، و رزقوا فهمي وعلمي . فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم الله شفاعتي ) [13].
وعن ابن عباس قال : ( سألت رسول الله (ص) عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ؟ قال : سأل بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، إلا تبت عليَّ فتاب عليه ) [14] .
وقال (ص) : في علي وفاطمة والحسن والحسين : ( اللهمّ عادِ من عاداهم ووالِ من والاهم ) [15].
وعن ابن عباس قال : سمعت نبي الله وهو آخذ بيد علي يقول : هذا أول من يصافحني يوم القيامة )[16].
وعن جابر بن عبد الله قال : ( سمعت رسول الله (ص) يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول : هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ) [17].
وعن أبي ليلى الغفاري قال : سمعت رسول الله (ص) يقول : (ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فإنه أول من يراني ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين) [18].
وعن عباد بن عبد الله قال : قال علي (رضي الله عنه) : ( أنا عبد الله وأخو رسوله ، وأنا الصديق الأكبر ، لا يقولها بعدي إلا كذاب ! صليت قبل الناس سبع سنين ) [19].
وقال رسول الله (ص) لعلي : ( يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، و ويل لمن أبغضك وكذب فيك ) [20].
وقال (ص) : ( إن القرآن أربعة أرباع ، فربع فينا أهل البيت خاصة ، وربع في أعدائنا ، وربع حلال وحرام ، وربع فرائض وأحكام ، وإن الله أنزل في علي كرائم القرآن ) [21].

[1]- الزيارة الجامعة، مفاتيح الجنان، فصل ( في الزيارات الجامعة ).
[2] - كتاب السنة - عمرو بن أبي عاصم/628
[3] - تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر:43/241، كنز العمال - المتقي الهندي:12/105، ج 13/645، كشف الخفاء - العجلوني:1/23
[4] - الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي:1/158، كنز العمال - المتقي الهندي:12/93
[5] - كنز العمال - المتقي الهندي:12/94 ، المستدرك - الحاكم النيسابوري:3/311 - 312 ، مجمع الزوائد - الهيثمي:9/174 ، كتاب السنة - عمرو بن أبي عاصم/602، مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي:10/330 ، الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي:1/632، نور الابصار - الشبلنجي ، ج 1 ص 229
[6] - المستدرك - الحاكم النيسابوري:3/150، المعجم الكبير - الطبراني:3/46، ج 10/281، الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي:1/39، الأربعين البلدانية - ابن عساكر/76، نظم درر السمطين - الزرندي الحنفي/231، كنز العمال - المتقي الهندي:12/95، تفسير السمعاني - السمعاني:2/453، الدر المنثور - جلال الدين السيوطي:6/7، تفسير الآلوسي - الآلوسي:25/32، تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي:4/381، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر:54/363
[7] - تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر:45/303، ،كنز العمال - المتقي الهندي:12/95 ، الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي:2/619 ، فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي:6/223
[8] - تفسير الثعلبي - الثعلبي:8/44، كنز العمال - المتقي الهندي:13/640
[9] - تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر:40/20، نظم درر السمطين - الزرندي الحنفي/234، الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي:2/680، كشف الخفاء - العجلوني:2/135، كنز العمال - المتقي الهندي:12/96
[10] - المستدرك - الحاكم النيسابوري:3/149، نظم درر السمطين - الزرندي الحنفي/234، كنز العمال - المتقي الهندي:12/102
[11] - تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر:36/313، كنز العمال - المتقي الهندي:12/98، مسند فاطمة - العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي/45 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد.
راجع أيضا مفتاح النجا - العلامة الميرزا محمد البدخشي/100 (مخطوط).
[12] - كنز العمال - المتقي الهندي:12/104، مناقب علي بن أبي طالب (ع) وما نزل من القرآن في علي (ع) - أبي بكر أحمد بن موسى ابن مردويه الأصفهاني/213 (نحن أهل بيت رسول الله لا يقاس بنا أحد)
[13] - كنز العمال - المتقي الهندي:12/103
[14]- شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني:1/101، مناقب أمير المؤمنين ×- ابن المغازلي- ص 63 ح89، ينابيع المودة، القندوزي ص97 باب 24 -الخصائص- النطنزي، الدر المنثور - جلال الدين السيوطي:1/60
[15] - تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر:42/368 ، مجمع الزوائد - الهيثمي:9/166، مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي:12/384 ، راجع أيضا التاريخ الكبير - البخاري 2 : 69 - 70 .
[16]- تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي:9/460، كتاب الأوائل - الطبراني/66
[17]- المستدرك - الحاكم النيسابوري:3/129، تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي:3/181، ج 4/441 ، الكامل - عبد الله بن عدي:1/192، ، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر:42/226
[18] - الإصابة - ابن حجر:7/294، الإستيعاب، ابن عبد البر، ج4ص169 (نسخة 1744)، البداية ، ابن كثير، ج7ص348.
[19] - سنن ابن ماجة : ج1ص44 ، السراج المنير ، العزيزي ج2 ص402 ، شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد:13/228، سنن ابن ماجة ،ج1 ص44 .
راجع أيضا : المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي:7/497 ، ومستدرك الحاكم ج3 ص111
[20] - المستدرك - الحاكم النيسابوري:3/135، مجمع الزوائد - الهيثمي:9/132، مسند أبي يعلى - أبو يعلى الموصلي:3/179، نظم درر السمطين - الزرندي الحنفي/102، شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد:9/167، كنز العمال - المتقي الهندي:11/622، تاريخ بغداد - الخطيب البغدادي:9/74، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر:42/281 ، ميزان الاعتدال - الذهبي:3/118، البداية والنهاية - ابن كثير:7/391، الكامل - عبد الله بن عدي:5/187
[21]- شواهد التنزيل - الحاكم الحسكاني:1/56
... يتبع ...