منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - طريق الحق - السيد جعفر مرتضى العاملي
عرض مشاركة واحدة

خادم الزهراء
الصورة الرمزية خادم الزهراء
.
رقم العضوية : 10
الإنتساب : Mar 2007
الدولة : رضا الزهراء صلوات الله عليها
المشاركات : 6,228
بمعدل : 1.00 يوميا
النقاط : 10
المستوى : خادم الزهراء تم تعطيل التقييم

خادم الزهراء غير متواجد حالياً عرض البوم صور خادم الزهراء



  مشاركة رقم : 42  
كاتب الموضوع : خادم الزهراء المنتدى : الميزان العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 12-May-2010 الساعة : 05:02 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


روايات إحراق الغلاة والمرتدين:

وقد حاول بعض الباحثين التشكيك بروايات إحراق علي «» للغلاة القائلين بألوهيته، بطرح سلسلة من التساؤلات التي استوحاها من مجموع الروايات، فقال ما مضمونه: «هل قتلهم موتاً بالدخان، بإلقائهم في آبار خرق بعضها إلى بعض، ثم طم رؤوسها، وألقى النار في واحدة ليسوا فيها، فماتوا جميعاً بالدخان؟!


أم ضرب أعناقهم، ثم أحرق أجسادهم بالنار؟!

أم خدَّ في الأرض خداً ألقى فيها حطباً وناراً، حتى صار ناراً تتوقد، ثم أمر قنبراً فحملهم، رجلاً رجلاً، وألقاهم في النار، حتى أحرق جميعهم بالنار؟!

وهل ألهه ابن سبأ وحده، فأحرقه، وحده؟!

أم كانوا عشرة، فأحرقهم جميعاً؟!

أم كانوا سبعين فأحرق السبعين؟!

أم أنه أحرق مرة شخصاً واحداً، وهو ابن سبأ وحده؟! وأخرى عشرة؟! وأخرى سبعين؟! وأخرى اثنين؟!

وهل أحرق من قال بألوهيته؟! أم أحرق اثنين سجدا لصنم؟!

وهل حرق من حرق عندما كان في البصرة، وبعد فراغه من القتال؟! أم عندما كان في الكوفة، عندما أخبر وهو في دار زوجته العنزية؟!

إلى أن قال: كيف أحرق الإمام المرتدين مع تصريحه بأن حد المرتد القتل، وتنفيذه ذلك»([1]).

ونقول:
أولاً: إن الروايات التي يتحدث عنها لا تأبى عن أن تكون قد تحدثت عن وقائع متعددة، فإن حديث السبعين من الزط، غير حديث العشرة، وحديث العشرة غير حديث الرجلين الذين كانا يصليان إلى الصنم.. وحديث ابن سبأ ومن معه يمكن أن يكون واقعة أخرى أيضاً.

وما وجه الهجنة والغرابة في ذلك؟! فإنها ليست كواقعة الإفك التي تناقضت رواياتها، مع أن ما حدث واحدة منها..

ويؤكد ذلك: اختلاف كيفيات القتل فيها، في بعضها، عنها في البعض الآخر..

ففي بعضها: قتلهم بالدخان.

وفي أخرى: أحرقهم بالنار.

وفي ثالثة: قطع رؤوسهم، ثم أحرق أجسادهم..

كما أن بعض الوقائع لعله كان في البصرة، وبعضها حدث بالكوفة..

ويبدو: أن المقصود: هو أن إحراق الغلاة كان بعد الفراغ من حرب الجمل، مع عدم بيان مكان وقوع هذا الحرق، فربما كان بالبصرة وربما كان في الكوفة..

ثانياً: إن حديث إحراق الرجلين إنما هو لأنهما ارتدا إلى عبادة الأصنام، لا لأجل غلوهما في أمير المؤمنين «».

ثالثاً: إنه لا منافاة بين تصريحه «» بأن حكم المرتد القتل، وبين إحراقه المرتدين، فإنه إنما أحرق خصوص الغلاة منهم، ومن عبد الصنم، وقد قلنا: إنه يمكن أن يكون حكم هذا النوع من الارتداد هو القتل بهذه الطريقة، كما أن حكم اللائط هو القتل بطريقة معينة أيضاً، ومنها الحرق بالنار..

حديث ابن عباس:

عن عكرمة: أن علياً حرق ناساً ارتدوا عن الإسلام، فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لم أكن لأحرقهم بالنار، وإن رسول الله «» قال: لا تعذبوا بعذاب الله، وكنت قاتلهم لقول رسول الله «»: من بدل دينه فاقتلوه.

فبلغ ذلك علياً «»، فقال: ويح ابن أم ابن عباس([2]). إنه لغواص على الهنات([3]).

وفي رواية: أنه «» قال: صدق ابن عباس([4]).

ونقول:
إننا نوافق ذلك الباحث حين قال عن حديث ابن عباس المذكور أعلاه:
«وهل صح أن ابن عباس لما بلغه ذلك [يعني إحراقهم] قال: لم أكن أحرقهم بالنار لقول رسول الله «»: «لا تعذبوا بعذاب الله»، وكنت قتلتهم لقوله «»: «من بدل دينه فاقتلوه».

فبلغ قوله علياً، فقال: ويح ابن أم الفضل، إنه لغواص على الهنات».

أكان الإمام غافلاً عن هذه الهنات حتى عرفه ابن أم الفضل؟! أم أن هذه الروايات وضعت لتري فعل الإمام في هذه الهنات نظير فعل أبي بكر حين حرق الفجاءة السلمي وغيره، وانتُقِدَ عليه، وكي لا يكون أبو بكر وحيداً فيما انتقد عليه من إحراق الناس، بل يكون علي شريكه في ذلك؟!

ويكون نظيراً لفعل خالد حين حرق جمعاً من مانعي الزكاة»([5]).

نعم، إننا نوافق هذا الباحث على رفضه لهذه الإضافة، لأنها لا يمكن أن تصح، وهي إنما وردت في رواية عكرمة الخارجي، المبغض لعلي «»، كما قاله هذا الباحث نفسه. وأين وأنى يكون عكرمة صادقاً أو مأموناً فيما يخبر به عن سيد الوصيين «»؟!

أوقدت ناري، ودعوت قنبراً:

ومما أخذه ذلك الباحث على روايات إحراق الغلاة: أن الشعر المنسوب للإمام «» في هذه المناسبة، وهو قوله:
لمـا رأيـت الأمـر أمـراً مـنـكــراً أوقـدت نــاري، ودعــوت قـنبرا

إنما قاله «» في صفين، وهو هكذا:
يـا عـجـبـاً لقـد سمعت منكــراً كــذبــاً عـــلى الله يشيب الشعرا

إلى أربعة أبيات، ثم قال بعدها:
إنـي إذا الـمـوت دنـا وحــضـرا شـمـرت ثـوبـي، ودعـوت قنـبرا
قــدم لــوائــي لا تـؤخـر حذرا لـن يـنـفـع الحـذار مـا قـد قــدرا
لمــا رأيــت المـوت مـوتـاً أحمـرا عبأت همدان، وعبوا حمـيرا([6])»([7])

غير أننا نقول:
إن التمثل بالشعر أو ببعض الأبيات في موردين بسبب حضور خصوصية أشار ذلك الشعر إليها، ويراد التأكيد عليها أمر شائع، ومتداول. فلا مانع من أن يكون «» قد استشهد ببيتين أو بأكثر من شعر كان قد قاله في صفين. وقد ظهر في الروايات: أنه «» قد طور الشعر، وبدل فيه ليظهر الخصوصية التي امتاز بها هذا المورد الجديد عن المورد الآخر، حيث لم يقل هنا:

إنـي إذا الـمـوت دنــا وحضرا شـمـرت ثـوبي..

بل قال:
إنـي إذا أبـصرت شـيـئاً منكـرا أوقـدت نـاري ودعـوت قـنـــبرا
ثـم احـتـفـرت حـفــرا فحفرا وقـنـــبر يحـطـم حـطـماً منكرا([8])

بماذا يغالي ابن سبأ؟!:

وذكر ذلك الباحث أسئلة حول ماهية غلو ابن سبأ، وأنه هل يغالي في تنزيه الباري، فلا يرفع يديه إلى السماء في الدعاء، لأنه يرى أن الله في كل مكان؟! أم كان مغالياً في علي ومؤلهاً له؟!

ونجيب:
بما تقدم، وهو: أن من الجائز أن يكون ابن سبأ في بداية أمره في اتجاه، ثم بدل اتجاهه في آخر أمره.. كما تدل عليه عبارات أهل الملل والنحل، وتشير إليه بعض الروايات أيضاً([9]).

مع ملاحظة: أنه لا بد من رفض قوله: إن الله تعالى في كل مكان، فإن الله تعالى كان ولا مكان. إلا إذا أراد آثار قدرته، وتدبيره، وبديع صنعه حاضرة في كل مكان.

أسئلة لا مورد لها:

ثم إن ذلك الباحث قد ساق أسئلة كثيرة، أخذها من الروايات العديدة التي ذكرت: أنه «» قد أحرق ابن سبأ، وأحرق اثنين من عباد الأصنام، أو قتل بالدخان، أو أحرق سبعين رجلاً من الزط. أو عشرة من الذين قالوا له: أنت ربنا..

وقد قلنا:
إن تعدد هذه الوقائع أمر معقول، ومقبول، وتؤيده رواياتها، واختلاف خصوصياتها.. فلا معنى لاعتبارها حدثاً واحداً، وتكثير الأسئلة الاستهجانية لها.

بل إن هذا الباحث قد تجاوز ذلك إلى حد أنه اعتبر رواية السبعين الذين كانوا من الزط، وقتلهم علي «» ـ اعتبر ـ أنها هي نفس رواية قتله «» لابن سبأ، فصار يناقش في أن يكون ابن سبأ زطياً أو غير زطي.

وبلغ به الأمر إلى حد النقاش في ألفاظ اسم ابن سبأ وأنها عربية، ولم يكن الزط من العرب، ليسموا بمثل هذه الأسماء والألفاظ. وقد قلنا: إنها أحداث متعددة ومنفصلة، فلا معنى للخلط بينها.

----------

([1]) راجع: عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ) ص199 ـ 201.

([2]) راجع: مسند أحمد ج1 ص217 و 282 و 283 وسنن الدارقطني ج3 ص85 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص609 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج8 ص330 وسنن أبي داود ج2 ص327 والتمهيد لابن عبد البر ج5 ص305 والمستدرك للحاكم ج3 ص538 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص195.

([3]) راجع: سير أعلام النبلاء ترجمة ابن عباس ج3 ص232 و (ط مؤسسة الرسالة) ج3 ص346 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج8 ص330 والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص202 ووفيات الأعيان لابن خلكان ج3 ص62 وتاريخ الإسلام للذهبي ج5 ص155.

([4]) راجع: سنن الترمذي ج6 ص242 و (ط دار الفكر) ج3 ص10 وتحفة الأحوذي ج5 ص20 وعون المعبود ج12 ص3 و 4.

([5]) راجع: عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ) ج2 ص200 و 201.

([6]) راجع: عبد الله بن سبأ (ط سنة 1427هـ) ج2 ص201 و 202.

([7]) راجع: كتاب صفين للمنقري ص42 ـ 44 وراجع: بحار الأنوار ج34 ص417 وج38 ص24 والغدير ج2 ص150 وكتاب الفتوح لابن أعثم ج3 ص135 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص69 و 70 .

([8]) مناقب آل أبي طالب ج1 ص265 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص227 وبحار الأنوار ج25 ص285 و (ط كمپاني) ج7 ص249 ومستدرك الوسائل ج3 ص244 و (ط مؤسسة آل البيت) ج18 ص170 وجامع أحاديث الشيعة ج26 ص66.

([9]) راجع على سبيل المثال رواية هشام بن سالم في رجال الكشي.


توقيع خادم الزهراء

قال الرسول صلوات الله عليه وآله : ( إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة ، وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم ، يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في الآخرة ) .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : يا سلمان نزلونا عن الربوبية ، وادفعوا عنا حظوظ البشرية ، فانا عنها مبعدون ، وعما يجوز عليكم منزهون ، ثم قولوا فينا ما شئتم ، فان البحر لا ينزف ، وسر الغيب لا يعرف ، وكلمة الله لا توصف ، ومن قال هناك : لم ومم ، فقد كفر.
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك
اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني
قال إمامنا السجاد زين العابدين صلوات الله عليه:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
فرب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا

للتواصل المباشر إضغط هنا لإضافتي على المسنجر



آخر تعديل بواسطة خادم الزهراء ، 12-May-2010 الساعة 05:06 PM.

رد مع اقتباس