منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - كتاب انتظار الخطوبة اذاب قلبي - النسخة الجديدة
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.46 يوميا
النقاط : 287
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 8  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-Oct-2011 الساعة : 06:55 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل 7



- ((الرسالة الخائبة)) -

تبين لي بالمستقبل بان هذه المسكينة ؛ انما كان يحمر وجهها لا لحبها لي ! بل لانهم لا يملكون شيئاً في البيت ليقدموه لي ؛و كما عرفت فيما بعد بان في بعض الاحيان يقدمون لي طعامهم وهم يبقون جياع ؛ وكانت الفتاة صغيرة السن و ليست في عالمي ؛ لذلك كانت تسأم قدومي لبيتهم ؛ ولهذا الانزجار من ورودي لبيتهم يحمرّ وجهها ؛
وانا المسكين سارح ؛ هائم بخيالاتي الواهية ؛ وكنت لا اشك باني قد حرّمت النوم عليها لقدومي لبيتهم حيث انها تعشقني
وكنت اتصور انها بشباك عشقي حائرة وهي مفكرة كيف ستبوح به ؛ ولكي اخلصها من هذه الهموم و الحيرة ؛ بعثت لها رسالة بيد اختي الصغيرة بعد ان طلبت منها ان يكون الامر سرّا بيننا لاني اردت من ذلك فقط اعلامها باني اريد ان اخطبها بالشكل الرسمي والمتعارف شرعا وعرفا0 وليرتاح ضميرها السهران في انتظار هذه اللحظات التي خدعني الشيطان بانها حقيقة ارسلت تلك الرسالة ؛ وبنيت لنفسي من هذا العشق الموهوم بيتا بماء السراب وطين الخيال.
وكان في الرسالة:
(اني اريد ان اخطبكِ من ابيك لو سمحتي ؛ واردت اعلامك كي تستعدي...).
-كانت الفتاة في حالة تنظيف الخضار الذي جلبها لهم ابوها - دخلت اختي واعطتها الرسالة ؛ وانا جالس على لهيب نار الانتظار لمعرفة النتيجة واذا باختي خرجت مهرولة ومولولة ؛ ثم صرخت ما كتبت في الرسالة ؟!!
قلت لها : اني كتبت لها :
اني .... والان افكر ان اقدم على الخطوبة منك وانما كتبت هذه الرسالة لكي تكوني على علم من الموضوع.
قالت اختي : انها حينما قرأت الرسالة ؛ صرخت وبكت وقالت سوف اخبر والدي !!
فقلت لاختي: اكتمي الامر ؛واتركي الموضوع لكي افكر ماذا ساصنع.
وخرجت مسرعا من البيت نحو القسم الداخلي للجامعة .
وهنا اصابتني حالات واضطرابات لا اعلم المخرج منها !!
اولا : فكرت باني يجب ان ارمم الجرح الذي سببته لهذه الفتاة ؛ وارتق ما فتقتُ من صمت عفتها ؛ انها كانت غافلة عما انافيه من الاوهام.
ثانيا:
علمت بان الشيطان يخيّل للشباب قضايا لا اساس لها ويصوّرها له بشكل بحيث لايشك معها بانه على صواب في حين انه مخدوع بخططه ؛ ولو كنت اسمع للقرآن نداءه وللرسول الكريم وآل البيت نصائحهم ما وقعت في هذه الخدعة الشيطانية وقد قال الله سبحانه:
وَ لأُضِلنهُمْ وَ لأُمَنيَنهُمْ وَ لآمُرَنهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الأَنْعامِ وَ لآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَ مَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبيناً .[1]
فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَ طَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَ ناداهُما رَبُّهُما أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَ أَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبينٌ.[2]
إِنَّ الشَّيْطانَ لِلإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ[3]
وَ قُلْ لِعِبادي يَقُولُوا الَّتي‏ هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلإِنْسانِ عَدُوًّا مُبيناً
إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّما يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحابِ السَّعيرِ[4]
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَني‏ آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبينٌ.[5]
فعرفت وبصورة لا اشك فيها بان هذه المسكينة لم تكن ولا للحظة واحدة فيما انا فيه ؛ وكونها في كل هذه المدة التي كنت افكر انها مغرمة بي وهائمة في حبي وهي تنتظر هذه اللحظات بشغف كل هذه الافكار كانت من خطط ابليس اللعين.
وفي القسم الداخلي حيث ودعني النوم وفارقني باكيا على حالي !!
آه ...آه ...هنا جاء دور.. منبع الحب والحنان دور المسلية لكل المصائب
ألامْ !
ففكرت لو كان لي أم لكنت اضع رأسي في احضانها وهي تمسح عن عيوني الدموع الساخنة التي تخرج مع زفرات قلبي المكلوم. وكنت كلما جاء الليل قلت سأترك الزواج ريثما اكمل البكلوريوس وأبقى في صراع مع نفسي لتنسى مرارة الخدعة؛ وكلما ذهبت للجامعة رأيت الغانيات القاسيات اللواتي يتفننّ بابراز مفاتنهن باجمل صورة ولا يهمها انها ستسبب لهؤلاء الشباب فتنة يخونون بسببها ربهم بخائنة الاعين ويخططون للقرب منها لا ليعيش معها ويكرمها بعز؛ بل ليتمتع معها بلحظات استجابة لهوى النفس وتمتعا بوساوسها
ويحاول اقناعها بكل صورة بانه يحبها لا ليبني حياته معها بل لتبيع نفسها رخيصةً له ثم ...بعد ان حصل المراد يعيد الكرة مع التي بعدها وهكذا ....
فالذي يعيش الالم كل الالم ،المؤمن الذي لا يريد ان يكذب ولا يخدع؛ ونفسه منه في عناء والناس منه في راحة!


[1] النساء: 119.

[2]الاعراف: 22.

[3] يوسف: 5.

[4] فاطر: 6.

[5] يس: 60.