منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - رحلة الى عرش الله
عرض مشاركة واحدة

سيد جلال الحسيني
الصورة الرمزية سيد جلال الحسيني
طالب علم متخصص في الحديث
رقم العضوية : 3866
الإنتساب : Feb 2009
الدولة : النجف الاشرف مولدي
المشاركات : 2,567
بمعدل : 0.47 يوميا
النقاط : 286
المستوى : سيد جلال الحسيني is on a distinguished road

سيد جلال الحسيني غير متواجد حالياً عرض البوم صور سيد جلال الحسيني



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : سيد جلال الحسيني المنتدى : أرشيف تفسير الأحلام ( السيد جلال الحسيني )
افتراضي
قديم بتاريخ : 03-Oct-2011 الساعة : 09:55 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


الفصل : 3

وكانت السيارة تجد السير نحو الحدود العراقية فقال احد الركاب الجالسين خلف
اخي: كم جميل ان يقام الماتم في القطب مع تلك الظروف الجوية الباردة.
فقلت له سانقل لك ما هو اعجب من هذا ؛ وهذه القصة نقلها لي احد علماء البحرين حفظه الله تعالى
قال وما هي؟
فقلت له :
كان هناك في السويد رجلا عراقيا فارا من العراق للظروف الصعبة التي كانت فيها في تلك الايام وحصّل هذا الرجل على حق اللجوء هناك .
ولكنه كان متالما جدا من الاوضاع ومستاء مما يجري في العراق من الظلم والتشريد ؛ فقرر ان يذهب ليعيش في اعلى منطقة ممكنة في القطب حيث لا يوجد الا الغرباء لكي لا يرى احدا يعرفه ؛ ويتفرغ هناك للتوسل بصاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف .
يقول ذلك الرجل العراقي اخذت وسيلة نقل ؛ وسارت بي الى مكان مرتفع ؛ ثم قال لي السائق ان السيارة لا تصعد اكثر من هذا ؛ فاخذت وسيلة نقل تنقل الناس ويسحبها كلاب خاصة ؛ الى ان وصلت لقرية في اعلى الجبل ؛ واذا بعلم هناك قد كتب عليها (ياحسين ) باللغة العربية فتعجبت اشد العجب ؛ لاني لم اكن اتوقع وجود رائحة لانسان عربي هناك ؛ ولا العربية ؛ واذا بهذا العلم الحسيني ؛ يرفرف وكأنه ينادي باعلى صوته ياحسين يا حسين ؛ قلت في نفسي سبحان الله ياحسين في الثلوج ؛
ياحسين في القطب حيث لا تصل اليها الوسائل .
فطرقت الباب واذا برجل عربي خرج ؛ متعجبا اشد العجب ؛ فتح الباب وهو مضطرب ! سأل من انت ؟؟
فقلت له: انا عراقي فار من ظلم الدنيا الى الحسين ؛ فوجدت هذا العلم الحبيب البلسم لكل من لا ينفعه الطبيب ؛ يلوّح لي تعال تعال ؛ فطرقت الباب عليك ؛ لأعرف ما قصتك وكيف جئت لهذا المكان الذي ليس فيه رائحة للعربي ؟!
قال: يا اخي مللت الدنيا فالتجئت الى هذا المكان .؟
فقلت له: اذن نحن في الهوى سوى ؛ تعال لنعيش غريبين متعاطفين؛ ثم سألته عن هذا العلم ؛ قال الا تعلم ان هذه الايام هي ايام محرم .
فتذكرت حبيبي وعلى نحيبي ؛
تذكرت والذكرى تهيج لذي الهوى = ومن حاجة المحزون ان يتذكرى ..
ثم قال لي: اذن تعال هنا وكن جاري لنعيش معا ونجعل الماتم يوم عندي ويوم عندك.
ولما اكملت القصة ؛ وجدت ان السائق ؛ والذي كان شابا جميلا ابيض اللون ؛ ازرق العينين ؛ قد فتح جهاز المسجل ليغني له باغاني تشغله عنا ؛ لانه لم يعرف اللغة العربية وبقي لوحده غريبا بيننا
فقلت له اخي:
اعتذر منك ان لم اتكلم معك لان هؤلاء لم يعرفوا اللغة الفارسية وهم ضيوف هنا .
قال السائق وكان حسن الخلق : لا عليك تكلم معهم وانا مشغول بالسياقة .
فكرت كيف اقول له ان يطفئ الغناء.
ان ذكّرته بهذه الرواية التي كانت تخيفني دوما ان اكون في مكان فيه غناء وهي :
الكافي 6 433
َ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ :
بَيْتُ الْغِنَاءِ لَا تُؤْمَنُ فِيهِ الْفَجِيعَةُ وَ لَا تُجَابُ فِيهِ الدَّعْوَةُ وَ لَا يَدْخُلُهُ الْمَلَكُ .
وان خوفته بهذه الرواية اخشى ان يقول لماذا تذكر الفجيعة ونحن في سفر. ؟!
وان سكتُّ عنه فاخاف ان نصاب بالفجيعة فعلا ؛ لان السيارة هي شبيه البيت ؛ ونحن الان نسكنه ؛ وان دعونا للخلاص من مخاطر السيارة والسفر؛ فلا يستجاب لنا كما في الرواية .
فتذكرت القرآن الكريم :
وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتي‏ هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ
فقلت له: حبيبي ان تطفئء هذا الغناء اعدك ان ادفع الصدقة نيابة عنك في طريق المشي من النجف الى كربلاء النور الحزين.
فاستقبل اقتراحي وشكرني واسرع في اطفاء جهازه .
وبلفعل دفعت في الطريق مبلغا نيابة عنه لاحد الزائرين .