منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - قولوا لهم أنّ الحسينَ رسالةٌ
عرض مشاركة واحدة

علي كريم الربيعي
شاعر موالي من العراق
رقم العضوية : 9543
الإنتساب : Jul 2010
المشاركات : 405
بمعدل : 0.08 يوميا
النقاط : 184
المستوى : علي كريم الربيعي is on a distinguished road

علي كريم الربيعي غير متواجد حالياً عرض البوم صور علي كريم الربيعي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان شعراء أهل البيت صلوات الله عليهم
افتراضي قولوا لهم أنّ الحسينَ رسالةٌ
قديم بتاريخ : 08-May-2012 الساعة : 06:59 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


قولوا لهم إنّّ الحسينَ رسالةٌ



مسكٌ ترابُكَ ياعراقُ وعنبرُ = ونسيمُكَ الفوّاحُ روضٌ مُزهرُ


وصباحُك الميمونُ فيه مآذنٌ = تتلو مِن الذكرِ الحكيمِ وتُنذرُ


وقبابُك الشّماءُ كونٌ أوحدٌ = رُفعتْ وفيها عالِمٌ يتفكّرُ


إنْ رامَ تحليلَ النجومِ بدا لهُ = تاجُ العراقِ مُرصّعاً يتنوّرُ


أو رامَ ذكرى فالمزارعُ جنّةٌ = بين الفراتِ ودجلةٍ تتصدرُ


أو قادهُ تبرُ السفوحِ فإنّ في = تلكَ البلادِ مناجماً لا تُسبرُ


والزهرُ فاحَ على النخيلِ بعطرهِ = والنخلُ للزهرِ الجميلِ يؤَشِرُ


والزرعُ أصنافٌ بدتْ وتنوعّتْ = ثمراتُهُ , والوردُ لونٌ يُسْحرُ


والليلُ يسبحُ في الوجود بحكمةٍ = هذي الظواهرُ " يا بلادي َ " تُحبرُ


وطنٌ تجمّعتِ المعالمُ حولَهُ = فإذا بهِ خيرٌ عميمٌ كوثرُ


إنّ العراقَ منابعٌ لا تنضبُ = يأتي إليها الظامئونويحضروا


إنّ العراقَ حضارةٌ أبديةٌ = لو كان ممن بالحضارة ِ يُخبِرُ


هيهات ما يفني الحضارةَ مجرمٌ = مهما يدكُّ ولا يرومُ العسكرُ


هي أرضُ عزٍّ في الغريِّ وكربلا = شعّتْ جوانبُها وبان َالجوهرُ


لو يُدركون الأرضَ ما خيراتُها = إنّ الثواءَ بركنها هو مشعرُ


وكأنّما تلكَ المشاعرُ جنّةٌ = تعلو ، وأصنافُ المنازلِ تُهجرُ


هي سورةٌ مكيةٌ مدنيةٌ = هي في الكتابِ معاجزٌ هي أكثرُ


هي رحمةٌ هي ثورةٌ هي سنّةٌ = هي دولةٌ فيها الولاءُ يُعسكرُ


هي تربةٌ هي روضة ٌ هي مسكنٌ = فيها يفوزُ إلى السماءِ الأجدرُ


هي مسجدٌ هي مأتمٌ هي كعبةٌ = يتزاحمُ الراجي بها والمُعسرُ


وأنا لأرضي لا أُحيدُ لغيرها = سعفٌ يُضللني وقبرٌ يُذخرُ


وتلاوةٌ عند الحسينِ بكربلا = وزيارةٌ عند الوصيِّ ستغفِرُ


وعبادةٌ في الكاظمينِ وسجدةٌ = مهما جرى في الكونِ لا تتغيّرُ


عهدٌ تصافحتِ القلوبُ بحفظهِ = فيهِ تراتيلُ العبادُ تُكرَّرُ


لو كان لي خلٌّ لقلتُ لهُ انتظرْ = ولطالما شاهدتني أتعذّرُ


أنا لستُ أبغي في الحياةِ متاجراً = وأبيعُ مَنْ ظمئوا بما لا يقدروا


أمست حياتُهُمُ بغير منازلٍ = ولقد تكونُ كأنّها لا تُستِرُ


يمشونَ ما بين الرُّبى وكأنّهم = في غيرِ أرضٍ زرعُها لا يثمرُ


فإذا أفاقَ الصبحُ وانزاحَ الدُّجى = طلعَ الردى مِنْ بينهِم يتبخترُ


لهفي على العبادِ كيف تذبّحوا = لهفي على الأطفالِ كيفَ تعفّروا


يتضرّعون إلى الجليلِ وطالما = كانَ الردى مِن حولِهمْ يتنكّرُ


ما للضعيفِ مِن الردى بوسيلةٍ = إلا الدّعاءَ فإنّهُ لا يُقهرُ


ويقودهُ الأملُ الكبيرُ إلى السّما = ولذلكَ الخيرُ الذي لا يُدْبِرُ


فيبثُّ للربِ الرحيمِ شجونَهُ = فإذا بكى فعليهِ يبكي المُبصرُ


وبأيِّ بلوى أم بأيِّ رزيّةٍ = أم أَيِّ أشجانٍ يصوغُ وينشِرُ


وبأيِّ حرفٍ يستهلُّ كلامَه = وبأيِّ بيتٍ في المجالسِ يجهرُ


وكأنّما بين المنى وقلوبِهمْ = سورٌ على أنْ لا ودادَ ومعبَرُ


تتقلّبُ الأيامُ في كلِّ الدُّنى = والطبعُ في الغاباتِ لايتغيّرُ


فالظّبيُ مُرتعدُ الفرائصِ خائفٌ = والنَسْرُ في أفعالِهِ يتنمّرُ


والأُسدُ تفتكُ بالجموعِ وطالما = كان الضعيفُ لبأسِهِمْ يتحذّرُ


أيموتُ مَنْ ضعُفَتْ قواه ُمُجندلاً = ويعيشُ قاتلُهُ الظلومُ المُعورُ


مَنْ للعساكرِ والجحافلٍ في الدُّنا = ماذا يقولُ الفارسُ المُتعذّرُ


جيشٌ يصولُ وزمرةٌ تتحفّزُ = ثكلى تنوحُ ومهجةٌ تتفجّرُ


يا سادتي أما اليراعُ فعاجزٌ = حتى الكتابةُ عندهُ تتعسّرُ


ما انفكَّ يشكو حالَهُ ويحثّها = نحو الريادة أنَّ ذلكَ متجرُ


آمنتُ بالقلمِ الشريفِ ، وإنني = بالشعرِ ، مسلوبَ اليقين ، لأكفُرُ


باسمِ الديانةِ راحَ يرفعُ ظالماً = يُفتي على ماغيّروا ويغّيرُ


وتملّقٌ للظالمين وخسّةٌ = وهنا ، بلاءٌ إثمُهُ لايُغفرُ


مِنْ كلِّ مبتورِ الأُصولِ طريقُهُ = يروي الحديثَ وفي يديهِ المُنكَرُ


يجتازُ كلَّ شريعةٍ ويُزيلَها = ويبيحُ كلَّ رذيلةٍ ويُبرِّرُ


هو ذلك الملعونُ يسجدُ ظاهراً = عند الدعايةِ وهو نجسٌ أعورُ


يا دهرُ إنَّ الظالمين لزُمرةٌ = عن أيِّ شخصٍ منهُمُ تتحدّرُ


لمْ تُبقِ غيرَ ثواكلٍ وأراملٍ = قُتلتْ أعزتها فسالَ المحجرُ


أمّا الدماءُ الزاكيات فإنّها = روضٌ بها نحيا ومنها نُحشرُ


هذي الطفوفُ أعزُّ مِن نفسِ الفتى = للعارفين ، وخيرُ ما يُستذخرُ


إنّ الطفوفَ هي الجنانُ بعينِها = يوم القيامةِ والدّيارُ تُعمّرُ


وترافعتْ نبراتُ صوتكَ حينها = برقٌ يُذلُّ الظالمينَ ويدحرُ


يا قائدَ " المستشهدين " وعندهُ = مما " ينالون " المقامُ الأكبرُ


يروي المكانُ على الزمانِ بيانَهُ = ويحثُّ فيه الكاتبين المُخبرُ


وَقِفوا على الأطوادِ تحكي وقفةً = إنّ الحسينَ مِن الجدودِ الأطهرُ


قولوا لأتباعِ النواصبِ في الدنا = إنّا لمنْ بعثَ الرسولَ نُكبّرِ


قولوا لهم إنّّ الحسينَ رسالةٌ = يعلو الكتابُ بذكرهِ والمنبرُ


قولوا لهم لَسْنا نخافُ مِن الردى = مِنْ أيِّ قوسٍ في المعاركِ يغدُرُ


وسيعرفون مَن المُكرّمِ ياترى = ومَنِ المُذلُّ بيومِها المتحقّرُ


ومَنِ الشفيعُ مِنَ الجليلِ بيومِها = وَمَنِ المُكبّلُ خاسئاً يتحسّرُ


إنّا لنبرأُ مِنْ عدوِّ غادرٍ = يندسُّ ما بين الورى ويُفجرُ


إنّ الطفوفَ هويتي وولادتي = وشهادتي وبغيرها لا أُحشرُ


عاينتُ تاريخَ الشعوبِ فلم أجد = مُترمّلاً فيها بخيرٍ يُذكرُ


ووجدتُ آلَ محمّدٍ مع صحبِهِمْ = نهجاً ، هو النهجُ القويمُ النيّرُ


إنّي نظمتُ قصائداً بمدامعي = فأنا الذليلُ الخائفُ المتعذّرُ


للواهبين نفوسهم في كربلا = مِن شاعرٍ بصميم قلبٍ ينثُرُ


تسعين بيتاً لا أُبالي نظمَها = تُبكي الغيورُ ولا الفؤادُ يُقصّرُ


ماقيمةُ الإنسان لولا عزمُهُ = مثل الأُسود على الفريسة ِ يقدرُ


أنعى الذين تسابقوا يوم الوغى = نحو الردى فتبسّموا وتحرّروا


نهجوا طريقَ محمّدِ مع آلِهِ = فكأنَّ درباً بالثمينِ يُزرّرُ


وإذا الزمانُ رمى الثكولَ بسهمِهِ = نادتْ بشجوٍ كافلاً لا يُقهرُ


مَنْ كان فيه لكلٍّ هولٍ ساعدٌ = ولبأسهِ في كلِّ وغدٍ مُبترُ


إنْ حلَّ في حربٍ ضروسٍ قائدٌ = فيها تذّلُ لهُ الجيوشُ و تُقبرُ


تباً لغدرِكَ " يازمانُ " فإنّهُ = غدرٌ لهُ في آلِ أحمد منحَرُ


أتلوذُ بنتٌ للحسينِ بأُختِها = والسوطُ بينهما يسودُ ويزجُرُ


يا مِنْ يُفلّقُ كلَّ حينٍ عصبةٍ = ويحزُّ بالسيفِ الرؤوسُ ويُفقرُ


مَنْ كان يحسبُ أنَّ سيفَك قد هوى = أنى انثنى فوق الترابِ المُذخرُ


يُشجيهِ دمعاتُ اليتيمِ ووجدُهُ = دمعاً بغير الوجدِ لا يستمطرُ


يرنو ، فهذا في القيودِ مكبّلٌ = يدعو، وهذا بالترابِ مُعفّرُ


العيشُ بعدَ بني النبيِّ فجائعٌ = ومآتمٌ ونوائحٌ وتكدّرُ


فيها نعيشُ وفي التناوبِ جيلُنا = إنّ الحقائقَ في الجهادِ تُعمّرُ


تبقى على مرّ العصور كقلعةٍ = ليذلَّ فيها الطامعون ويخسروا


فرجالُكَ الأفذاذُ أطوادُ الورى = شُمُّ الأُنوفِ بهم جنانُ تُعسكرُ


أبَـوا الخنوعَ لمارقٍ متكبّرٍ = والباقياتُ تريدُهمْ أنْ يصبروا


يادمعةً ما فارقتْ عيني على = ذكراهُمُ ، إنّ الجوى لا يفترُ



أبو حسين الربيعي – 7/5/2012 – دبي – كتبت بعض أبيات المقدمة وأنا في الطائرة إلى العراق


رد مع اقتباس