منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - نجمة في حقيبة الفتاة الوسطى(قصة قصيرة)
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.18 يوميا
النقاط : 214
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : صفوان بيضون
افتراضي نجمة في حقيبة الفتاة الوسطى(قصة قصيرة)
قديم بتاريخ : 28-Jul-2010 الساعة : 07:08 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


نجمة في حقيبة الفتاة الوسطى


أشجار الجوز المتواشجة فوق حافلة المدرسة المنطلقة في رحلتها الأسبوعية لوَّحت للفتيات المبتهجات ؛ وهنَّ ينظرن من خلال شبابيك الحافلة .

جميع أهل المزارع سمعوا أغاني الفتيات وهنًّ ينتقلن من درب إلى درب عبر الطريق الزاخر بأزهار البابونج الزاهية .

لقد اعتادت المنطقة على استقبال المدارس أسبوعياً ، وتلاميذها في أوج سعادتهم وضجتهم .

أما الفتيات الخمس اللواتي جلسن في المقعد الأخير فكنَّ الأكثر ضجيجاَ ونشاطاً وسروراً ، لكن البنت التي كانت تتوسطهن كانت هادئة تختزن في شرودها بلادة غير معهودة .

وعند كل منعطف كانت الحافلة تموج بالطالبات كقارب تتقاذفه المياه العاتية .

وكانت التلميذات ينتظرن هبوط الحافلة وصعودها عبر الإنحدارات المتتابعة لكي يُعلن أثناء سحق الحافلة لتمايلات الطريق صيحاتهن الهدارة ، ويقفزن مع الحافلة وهنَّ في ذروة جنونهن العابث ، فقط تلك الفتاة كانت تلتصق بمقعدها التصاقاً شديداً كالتصاق الطفل المذعور بأمه .

أخرج التلاميذ حلوياتهم اللذيذة وبدؤوا يلتهمونها بسرعة ، كانت أرضية الحافلة تمتلىء بالنفايات بسرعة ، لكن الفتاة الجالسة في الوسط ظلًّت راكدة في مكانها تتابع وصلة الذهول المفزعة ، كانت تتمسك بحقيبتها كلما ازداد هيجان التلميذات وعلا هديرهن ، وعيناها تلمعان بطريقة مسحورة وهي ترى حقائب زميلاتها تنفتح وتنغلق وتخرج منها الأمشاط وأدوات التجميل والمكسرات وكل شيء فيها .

دمعة مضيئة سقطت من عينها حينما قررت أن تمد يدها لتفتح حقيبتها المسكينة ، كانت خاوية ذابلة ، ليس فيها أية حلويات أو مأكولات ولا صور نجوم السينما ؛ فأمها التي غادرت منذ أمد بعيد إلى مكان تجهله ، لم ترسل لها من هناك سوى نجمة براقة خبأتها الفتاة في حقيبتها .

دمشق - صفوان لبيب بيضون


رد مع اقتباس